سألوه عن الخاطِب مدحه لهم.. ثم تورطوا معه!
قاعدةُ البيانات التي تعتمدها الأسرُ في السؤالِ عن العريسِ المحتمل - أو العروس - هي أفكارُ ومعلوماتِ الجيرانِ والأصدقاء الذين يعرفونهم، وبما أن مجتمعنا فيه من الطِّيبةِ الكثير، فإن قاعدةَ البياناتِ تكون - أحيانًا - مصبوغة بتلك الطِّيبة والخشية من فواتِ ”النَّصيب“ والرغبة في ثوابِ ”جمع رأسين“ بالحلال!
أكثر من شخصٍ - للأسف - وقعوا ضحيةً لهذه الطِّيبة واللامبالاة في الرأي، وتلميع الشخص، وكما هو متوقع لم يتم التوافق وطغت المشاكلُ مبكرًا على حياتهم. فعلى ما يبدو ينقصنا ثقافة الصَّراحةِ في الجوابِ على رأينا في شخصٍ ينوي الزّواج - ذكرًا كان أو أنثى - والإفصاح عمّا نعرفه، دونَ مواربة وبصراحةٍ ووضوح.
تقرير ونتيجة البحث بعد سؤالِ بعضِ النَّاس يأتي على الشَّكلِ التَّالي: الرّجل طيّب وابن حلال ولا ينقصه شيء، أو البنت مستورة ومزيونة. في هذه الحالة أفضل نصيحةٍ هي: لا تستعجل، خذ وقتكَ واسأل قدر ما تستطيع، اسأل من تظنّ أنهم غير مستقيمين، هم حتمًا يعرفونَ أشياءً لا يعرفها العُبَّاد في المساجد، عن المرءِ لا تسأل وسل عن قرينه!
إذا كان التقريرُ خاطئًا واعتُمد، لن تسيرَ الأمور كما يجب أن تسير، يقع الفأسُ في الرَّأس، وينتهي الزّواج بشكلٍ كارثيّ، كل ذلك لم يكن ليحصل لو صدقَ المستشار. مع أنه لم يكن مطلوبًا - منه أو منها - إلا إعطاء المعلومة بكلِّ امانةٍ وصدق، لا تزيد ولا تنقص. من يطلب النَّصيحةَ يطلبها من أجلِ أعظم قرارٍ في حياته - الزّواج وصناعةِ المستقبل والأبناء - ولا أظنّ أن العاقلَ لا يأخذ بنصيحةٍ صادقة. من الممكن استبدال الوظيفة والمنزل والأثاث، أما الخطأ في الزواجِ فله تبعاتٌ عاطفيّة واجتماعيّة أكبر من غيرهِ من الأمور!
يومًا بعد يوم تتعاظم حالاتُ الاختلافِ والشقاق، وترتفع أعدادُ المطلقين. ومن جملة الأسباب الخطأ في قاعدةِ البياناتِ الأوليّة التي يمكنها أن تساعدَ في تخفيفِ حدّة الاختلاف، فلم لا نعطيها أهميّة أكبر؟ ثقافة السؤالِ عن ”الخاطب“ والمخطوبة أصبحت مهمّةً غير مأمونة النتائج، ومحفوفة بالمخاطر!
خلاصة الكلام: ما دعا من يسألكَ عن رأيكَ هو ثقته في أمانتك وأنك لن تبخل عليه بالمشورةِ العاقلة، فإذا كنتَ تملكها فنِعِمَّا هي، قدِّمها له كما هي، وإذا خشيتَ الصَّراحة، فالإعتذار وفسح المجالِ لمن هو أمينٌ وصادق، أجمل وأفضل.