شهر ربيع.. فيه يفرح القطيفيّ ويتزوج ويتحول إلى دارهِ الجديدة!
بعد صومِ شهري محرَّم وصفر عن الأفراح، اللذان تتعدد فيهمَا مناسباتُ الحزنِ الكبيرة، ومن بينها شهادةِ الإمام الحسين عليه السَّلام ووفاة النبيّ محمد ﷺ، تنفتحُ روحُ وشهيَّة القطيفيّ على البهجةِ والسّرور، والزّواج والانتقال الى دارِ سكناه الجديدة. في الربيعين تخلعَ القطيفُ أثوابَ الحزن، فمن ينوي الزَّواجَ والانتقال إلى دارٍ جديدة، حانَ وقتُ التنفيذ!
بقيّة الأشهر جميلةٌ أيضًا، إلا أن الربيعين، الأول وربيع الآخر، يباركهما ميلادُ النبيّ محمد ﷺ، في السَّابع عشر من شهرِ ربيع الأول، وغيره من المناسبات السَّعيدة، فلا يُستبعد أن يكونَ هذان الشَّهران أكثر الشهورِ زواجًا وانتقالا. من عزمَ الزّواج فليتوكل على الله، فعلى ذمّة رواةِ الأحاديث أن الإمام الصَّادق «عليه السَّلام» قال: إن ركعتين يصلّيها رجلٌ متزوج، أفضل من رجلٍ يقوم ليله ويصوم نهاره اعزب. وكذلك قوله: ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج.
مع أنَّ الحياةَ تعقدت كثيرًا، وتَأخرت سنواتُ الزّواج عن الزمان الماضي، إلا أنه إذا كان الزواجُ خيرًا لابدّ منه، فخيرُ البرِّ عاجله. ومع ما يُظن من سلبيَّات الزَّواج المبكر، إلا أن فيه من الإيجابيّات الخير الكثير أيضًا. والنَّصيحة التي قدَّمها حكيمُ الحكماء - النبيّ محمد ﷺ - في مكانها: يا معشرَ الشّبابِ من استطاعَ منكم الباه فليتزوج.
أكبرُ أمنياتِ الشَّاب - والشَّابة أيضا - أن يأنسَ إلى زوجةٍ صالحة وجميلة، ويسكن في دارٍ واسعة، يقري فيها الضَّيفَ ويصلَ فيها الرَّحم، فهلا دعونا لكل شابّ أن يكونَ له هاتان الأمنيتان؟ لا تنسوا أيضًا الدعاء لهم بتمامِ السَّعادة في الوَلد الصَّالح والمركب البهيّ، وأظنه اليوم ليسَ حمارًا - أكرمكم الله - أو حصانًا، إنما مركبة مريحة. أربعةُ أمورٍ جميلة تجلب السَّعادة، جمعها رسولُ الله ﷺ في قوله: من سعادةِ المرءِ المسلم الزوجة الصَّالحة، والمسكن الواسع والمركب البهي، والولد الصالح.
فهل أفضل من تحمل المسؤولية باكرًا، والتمتع بحياةٍ أسعد مدَّة أطول؟ لا تميلوا كلَّ الميل، فلا ينبغي الزَّواج المبكر جدًّا، قبل سنّ العشرين، فينتج عنه كوارث لا حصرَ لها، ولا متأخر جدًّا حتى سنواتِ المشيب، كلاهما لا يصح. من يمكنه أن يحقق ذلك الحلم، في إيجاد مؤنسٍ له يشاركه حلوَ الحياةِ ومرَّها، فليفعل. أجمل ما في الزواج المبكر أنك تستمتع بصحبةِ الأبناء والأحفاد، باكرًا. ما يسمح للجميعِ أن يحظوا بالذكرياتِ الجميلة، عكس ما يكون عليه الحال إذا جاءوا في سنواتِ العجزِ والكبر!