إلى عاصمتنا الاقتصادية والسياحية
لم تكن رحلتنا البديعة لتكتمل إلا بزيارة عاصمة المملكة الاقتصادية والسياحية، عروس البحر الأحمر، مدينة جدة. وجهتنا الأولى كانت لأسطح خضراء، مسبح كبير لسباحة الأطفال، حديقة مائية ومظلات كبيرة على شكل أشرعة أعطت جزيرة الشراع مظهراً يبقى في ذاكرة زائريها. بعد جزيرة الشراع، زرنا أحد منتزهات جدة. تزلجنا على الجليد، لعبنا البولنج، وكاد قلبي يخرج من مكانه عندما جربت لعبة الرولر كوستر، ولعبة النوبيلة المثيرة. ومَنْ يحب أن يعيش أجواء أفريقيا فيجب أن يزور منتزه الأدغال التي صممت كغابات أفريقيا والمطاعم والمقاهي، التي بنيت من الخشب كأكواخ قبائل أفريقيا بأسقف مخروطية ومغطاة بالعشب. أكثر شيء أحببته في المنتزه كان لعبة المراكب المائية، وعروض السيرك وعرض الأسود المذهل.
طالما أحببت وشجعت على التعليم باللعب، ولذلك كان لا بد لنا من زيارة لواحة العلوم الترفيهية، وهي واحدة من أهم ملاهي جدة الثقافية. تضم الواحة صالات مختلفة لجسم الإنسان والعجائب المائية والطيران وصالة لعلوم الرياضيات والفيزياء وصالة علماء المستقبل. تحوي تلك الصالات نماذج ومجسمات وألعابا لتسهيل تلقي المعلومات عن طريق اللعب كي يقبل الأطفال على العلم والمعرفة.
بعد ذلك اتجهنا للأ كواريوم، الذي نقل لنا عالم البحار وجعلنا نستمتع في وسط المحيطات دون أن نسبح أو حتى نبتل. التقطت صوراً لي مع سمك القرش وكان ما يحول بيننا حائط من زجاج وعدة سنتميترات فقط! تخيل أن ترى عجائب العالم المائي، 200 نوع من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة، إضافة لأسماك القرش المفترسة، مرجان وأشجار وطحالب بحرية بكل الأنواع تحيط بك من كل الجهات. إنها حقاً متعة لا تضاهيها متعة!
أغرانا الأكواريوم بشدة لأن نذهب بأنفسنا لغزو عالم البحار هذه المرة، ولذلك توجهنا لمنتجع غواصين بحر الصحراء. في تجربة الغوص المذهلة، تجولنا حول حطام بعض السفن الغارقة والكهوف المليئة بالأسماك المنوعة. شاهدنا بعض الحيتان وأسماك الدلفين الودودة.
وجهتنا التالية كانت المسجد العائم بتصميمه الإبداعي وهو أول مسجد يبنى على سطح الماء. ثم ذهبنا لمشاهدة أطول نافورة في العالم وفق موسوعة جينيس للأرقام القياسية وهي نافورة الملك فهد، حيث يصل علو الماء الذي تقذفه لـ 300 متر. بعد ذلك زرنا متحف بيت البلد وبيت ناصيف العريقين، ثم باب مكة الشامخ بتصميمه الأصيل وتجولنا في سوق البدو والندى الشعبيين. اختتمنا رحلة جدة بزيارة سوق الصواريخ، الذي يحوي ما يخطر وما لا يخطر على بالك من الإبرة حتى قطع غيار الطائرات.
... وللرحلة بقية