كل الامتنان إلى وزارة التعليم
الشعور بالامتنان والشكر تجاه القرارات الأخيرة لوزارة التعليم في التصدي إلى جائحة كورونا عن طريق تحمل مسؤوليتها أمام طلابنا في تعليمهم ومتابعة سير مستواهم الدراسي لهو شعور جاء من منطلق العرفان والتقدير لكل ما تبذله وزارة التعليم من محاولات واجتهادات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضياع طلابنا في عتمة الجهل والفراغ المهلك لهم.
فقد حُشرت الوزارة بين مسؤوليتين مسؤولية صحة الطلاب ومسؤولية تعليمهم والتحدي يكمن في التوفيق بين هاتين المسؤوليتين فيُشهد إلى الوزارة حركتها الدؤوبة في دراسة الكثير من الاقتراحات والمعالجات والحلول من أجل الوصول إلى قرار سليم يسد أكبر مشكلة تعليمية في وطننا، فكانت المنصة والتعليم عن بعد أحد القرارات العقلانية التي يجب أن نكون ممتنين لها في تعليم طلابنا وإن كانت هناك بعض السلبيات أو الصعوبات فهذا أمر طبيعي وذلك لأنها تجربة جديدة علينا ولكنها أفضل بكثير من ترك طلابنا إلى فراغ مخيف أو جهل قاتم حتماً سيؤثر سلبًا على شخصياتهم، التعليم عن بعد رغم تذمر الأهالي منه أفضل مقارنة بمعاناتهم وهم يرون أبنائهم على أسرة المستشفى يصارعون آلام الوباء الفاتك بأجساد أولادهم بمرض كورونا لا سمح الله.
في هذا العام تقدمت الوزارة بخطوات إلى الأمام في تعليم طلابنا حيث عودتهم للمدرسة «مرحلة المتوسطة والثانوية» ولكن عبر قرارات ذكية ووفق شروط صحية متشددة فعلي سبيل المثال انقسام الطلاب إلى مجموعتين في الحضور المدرسي..مما خفف من زحمة الفصول والساحة المدرسية، وحد من تلاقي الطلاب بعضهم مع بعض لتطبيق قانون مدرسي عدم الخروج في الفسحة إلى ساحة المدرسة بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الكمامات وتوفيرها مع المعقمات في كل الفصول.
انقسام المجموعات مكنت الطلاب من الاعتماد على أنفسهم في الاطلاع على دروسهم من برامج عين والتي تضم كوكبة من المعلمين لشرح المناهج بأسلوب رائع وجذاب، التعليم الفردي لطالب يكون أثره أعمق وأقوى لأنه نابع من رغبته وحبه لتعلم.
وإذا دققنا النظر إلى كل قرارات وزارة التعليم سنجد أنها استطاعت النجاح في تحمل مسؤوليتها أمام طلاب الزمن الصعب والظرف الصحي الأصعب، لقد استغلت فرصة التحول الرقمي لتواجه المشكلة التعليمية فصنعت نموذج فريد في تجاوز الأزمة أو على الأقل الحد منها.
لكن المحزن في الأمر أن الناس المضطربة من القرارات الجديدة للوزارة ظلت عاجزة عن استيعاب المصلحة العامة للجميع، فكم رأينا من تغريدات وأقلام تحولت إلى مسدسات تُصوب نحو الوزارة بلا رحمة ولا شفقة كان الحري بنا التعاون مع وزارتنا في تخطي هذه الأزمة بكثير من الصبر والوعي وعدم بث الإحباط في مقدرتنا على التغلب على المشكلة وترك التذمر المدمر إلى نفسيات طلابنا والمحقر إلى جهود وزارتنا..ووسائل التواصل الاجتماعي تعج بالهمز والمز والسخرية، تلك الجموع المتنمرة دائمًا تتنكر إلى إنجازات الوزارة بوعي منهم أو بدون وعي، مشاعر الامتنان والشكر إلى وزارة التعليم لن تأتي من اشخاص سيكوباتيين بل ستأتي من العقلاء والحكماء الذين ينشرون الطاقة الإيجابية لثقتهم بطاقم الوزارة الذي يعمل لصالح الجميع هذا الشعور الطيب والطاقة العالية هي التي تؤدي إلى رضا الله فتلك القلوب الشاكرة لكل من بذل الجهود من أجل تجاوز المحنة هي تشكر الله فمن لم يشكر عباده المخلصين لا يشكره، التقدير والامتنان والشكر يعطينا الله بهم حياة طيبة وينزل علينا بركاته وخيراته ويدفع عنا البلاء، ختامًا أقول يا ليت قومي يعلمون بقوة الامتنان إلى كل موظف في وزارة التعليم بذل جهده من أجل سلامة أولادنا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.