كل ما لا تعرفه عن دماغ نقص الانتباه وفرط الحركة
بقلم أليسون كرافيت، دكتورا في علم النفس ومدربة ADHD
3 يونيو 2021
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم : 270 لسنة 2021
Everything You Never Knew About the ADHD Brain
By Alison Kravit، Psy.D.، AAC
June 3,2021
تخيل مئات السيارات وهي تقترب من تقاطع لا توجد فيه إشارة مرور أو إشارة قف. هذا ما يحدث لدماغ ممن لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة كل يوم حيث القشرة قبل الجبهية prefrontal cortex «هنا القشرة بمثابة التقاطع» غير قادرة على تنظيم أفكار الشحص ومشاعره المختلفة بشكل مناسب «الأفكار والمشاعر هنا هي بمثابة السيارات المختلفة التي تقترب من ذلك التقاطع». تعرف على المزيد عن ”نموذج التقاطع“ لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
المعلومات المضللة عن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD أو ADD» منتشرة بشكل كبير بين المرضى الذين يراجعون عيادتي المزدحمة. يعتقد الكثيرون أن الأدوية وحدها ستخفف من أعراضهم. ويعتقد البعض الآخر أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لن يؤثر في حياتهم بمجرد تخرجهم من الجامعة. وتقريبًا لا أحد منهم يفهم تمامًا الطريقة التي يعمل بها دماغ اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ليظهر الأعراض التي يعاني منها. للمساعدة في فهم ما يجري، قمت بتطوير نموذج التقاطع Intersection Model - وهو إطار يمكن استخدامه طوال حياة المرء ليفهم السلوكيات والدوافع والمشاعر ولوضع استراتيجيات لإدارتها.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقشرة قبل الجبهية
القشرة قبل الجبهية «PFC» في صميم نموذج التقاطع هذا. وهي مسؤولة عن التفكير وتحليل الأفكار وتنظيم السلوك. يتضمن ذلك التوسط «التوافق» بين الأفكار المتعارضة، والاختيار بين الصواب والخطأ والتنبؤ بالمخرجات المحتملة للأفعال / للتصرفات أو الأحداث. تنظم هذه المنطقة الحيوية من الدماغ عملية اتخاذ القرار على المدى القصير والطويل. بالإضافة إلى ذلك، تساعد القشرة قبل الجبهية على تركيز الأفكار وتمكين الناس من الانتباه والتعلم والتركيز على الأهداف.
prefrontal cortex القشرة قبل الجبهية في مقدمة الرأس
في النموذج الذي طورته، القشرة قبل الجبهية هي بمثابة التقاطع الذي يجري من خلاله الانتباه والسلوك وإصدار الحكم / الرأي / التقدير والاستجابات الانفعالية «[1] » «وأنا أسمي هذه الأشياء السيارات أو الرسائل، والقول للمؤلفة». من المرجح أن يتفاعل المشخص باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة مع كل ما هو في محور تركيزه في تلك اللحظة - بمعنى آخر، السيارة الأسرع أو الرسالة الأقوى. بالنسبة للذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، فإن القشرة قبل الجبهية PFC غير منظمة؛ لا توجد إشارات مرور أو لافتات وقوف «مكتوب عليها قف» تنظم أي رسالة «أو أي سيارة» تمر أولاً. يمكن أن يكون المشخص بالاضطراب هو الطالب الأكثر ذكاءً والأكثر حماسًا على الإطلاق، ولكن لو تكلم المعلم وقال ”هذا النوع من الكلاب...“ يتحول تفكير هذا الطالب ”ويتساءل ما أدري ماذا يفعل كلبه الآن؟“ وبذلك يتشتت انتباهه.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتركيز المتقلب
قد يفسر هذا التقاطع غير المنظم سبب شرود انتباه الشخص. لنفترض أنكِ في المطبخ تنظفين ووجدت شيئًا يعود إلى الدور الثاني من البيت. أخذتيه لتضعيه في مكانه وأثناء توجهك نحو الدرج، شتت انتباهك غسيل «ثياب مغسولة» غير مطوية ومرتبة رأيتيها في غرفة المعيشة حين كنت تمرين بها. قد تظنين، ”أنك نسيت أن تقوم بطيها وترتيبها“، وتتركين كل شيء وتبادرين إلى طي الملابس، متناسيةً أنك متجهةً نحو الدور الثاني «ناهيك عن نسياك تنظيف المطبخ».
الذين لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يصبح انتباههم مشتتًا لأن كل ما هو في محور اهتمامهم في الوقت الحالي يهمش الرسائل الأخرى الضعيفة [الأشياء التي ليست في محور اهتمامهم]. وقد يحدث هذا أثناء الحوار بين شخصين «أو أكثر»، حين تثير كلمة من كلمات الحوار وتذكره بفكرة مما تؤدي به إلى التفكير في موضوع آخر مختلف تمامًا.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وإدارة الوقت
اصدار الحكم / الرأي / التقذير يمر من خلال القشرة قبل الجبهية PFC، كذلك. عندما تقول، ”هذا العمل يأخذ مني خمس دقائق حتى أنتهي منه“، فهذا تقدير شخصي. ”سأكون هناك خلال نصف ساعة“ هذا هو تقدير شخصي أيضًا. لا يمكننا أن نرى الزمن أو نشعر به. معرفة وفهم واستيعاب الزمن وتصور الزمن ليس رسالة قوية في دماغ من لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، كالشعور الذي وراء الموعد النهائي [لتسليم عمل ما] الآتي قريبًا أو مهمة غير منتهية / منجزة بعد.
قد يخرج من لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عن طوره لو كان لديه موعد نهائي لانجاز أمر ما، قائلاً، ”لا تتحدث معي، أنا مشغول وعلي أن آقوم بعمل كل هذه الأشياء، وليس لدي وقت لأعملها كلها!“ أو يقول لنفسه، ”هذه المهمة ستغرق مني وقتًا طويلًا ولا يمكني عملها“، ولذلك يستخدم ذلك كمبرر للتسويف. لكنه لو فقط بدأ العمل عليها، فسيستغرق عملها ليس أكثر من 10 دقائق. في هذه الحالة، فإن أسرع سيارة [محور الاهتمام] في التقاطع هي الحالة الانفعالية التي وراء اصدار الحكم على «تقدير» طول المدة التي سيستغرقها لإكمال المهمة قبل حلول الموعد النهائي.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتنظيم الانفعالي [التنظيم الانفعالي هو عمليات خارجية وداخلية مسؤولة عن رصد وتقييم وتعديل ردود الفعل الانفعالية]
تمر المشاعر «الانفعالات» عبر تقاطع القشرة قبل الجبهية PFC، مما يؤدي إلى تغيرات سريعة في المزاج. ”لقد فزت باليانصيب منذ 10 دقائق. أليس هذا رائعًا؟ يا إلهي، لماذا يحدث هذا لي دائمًا؟“ يبدو أن الغضب الاندفاعي Impulsive anger «أو الحزن، أو الإثارة، أو القلق» يأتي فجأة، في حين أن المشاعر «الانفعالات» في الواقع هي رد فعل سريع على
حدث وقع للتو. هذا هو ما يستحوذ على تركيز الشخص في تلك اللحظة.
في دماغ اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أيًا كانت المشاعر التي في محور تركيز الشخص في تلك اللحظة تصبح هي السيارة الأسرع. ولذلك تجد من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعبرون عن مشاعرهم بحدة أكثر مما يمكن تبريره لوضع / لحالة معين / ة. في الإناث اللاتي لديهن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، غالبًا ما تشخص هذه المشاعر خطأً ويشتبه بأنها اضطراب مزاجي[3] .
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والسلوك / الاندفاعية
البالغون الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعالجون أنفسهم بأنفسهم أو ينفقون الكثير من المال على أشياء غير ضرورية، ويبحثون عن إشباع «شعور بمتعة» سريع / ة بدلاً من مكافآت / عوائد أكبر وأكثر استدامة. قد يتشبثون بإستراتيجية حتى بعد ثبوت عدم فعاليتها، ويستعجلون في تنفيذ المهام، ويرتكبون أخطاء من جراء عجلتهم. هذه الذهنية تنتهي بملاحظات «تغذية راجعة feedback» سلبية ممن حولهم، وصعوبات في علاقاتهم مع غيرهم، ومشاكل في العمل أو المدرسة. عدم المرونة والاندفاعية كهذه لهما تأثير تراكمي محبط وعازل عن المجتمع.
استجابةً لذلك، يظهر من لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ذهنية تركز على السلبيات، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع. عندما نقول، ”لا شيء يتحسن الى الأفضل، لذلك، المحاولة والاستمرارية في هذا العمل غير مجدية“ أو ”لن احظى بإعجابهم على أي حال، فلماذا أحاول أن أكون صداقة معهم؟“ كل تلك السلبية قد تؤدي بنا إلى التوقف عن المحاولة لأننا ندرك أن الوضع شيء من شأنه أن ينتهي بالفشل.
الاستعارة هذه «السيارة الأسرع تدعم التأخر المزمني. لو كنت في طريقك للخروج من المنزل لتذهب إلى العمل، وقلت، ”بقي لدي 15 دقيقة، لدي وقت أن أقوم بعمل هذا الشيء الوحيد قبل أن أذهب إلى العمل“، فستجعل نفسك عرضةً للتأخر عن العمل. إذا لم تكن تعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، فستتوقف وتفكر، ”أوه، لدي 15 دقيقة، وهذا ليس وقتًا كافيًا لعمل هذا الشيء الآن، لو عملته سأتأخر عن العمل كما كان في المرة السابقة.“ إذا كان لديك اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، فإن الرسالة الأقوى ليست أنك تأخرت عن العمل في المرة السابقة، ولكنها الرغبة في لعب ألعاب فيديو لبضع دقائق أو الاتصال في الوقت الحالي بصديق بشأن الخروج معًا في عطلة نهاية الأسبوع. ولكن أنت الآن متأخر عن العمل - مرة أخرى. وتستمر في تكرار نفس هذه الأشياء مرة بعد أخرى لأن التجارب السابقة تُحجب بسبب ما هو في محور تركيزك في الوقت الحالي.
لماذا يشعر من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بالقلق الحاد
كما كتب ويليام دودسون William Dodson، الخبير في نقص الانتباه وفرط الحركة: ”الغالبية العظمى من البالغين ممن جهازهم العصبي يعاني من نقص الانتباه وفرط الحركة ليسوا مفرطي النشاط. هم مفرطو النشاط داخليًا. معظم الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة: غير المعالج لديهم أربعة أو خمسة أشياء تدور في أذهانهم في وقت واحد“.
الفكرة الحالية فيما يتعلق باللذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة غير المشخص / غير المعالج هو أنهم يميلون إلى الإفراط في التعويض عن صعوباتهم بالاستجابة الشبيهة بالقلق، كالأفكار المتسارعة [racing thoughts وهي الأفكار المتسقة وغالبًا ما تأتي في تتابع سريع، بحسب [4] ] وصعوبات النوم والعصبية والقلق المفرط. قد يتمظهر هذا التعويض المفرط كما يلي: تبدأ بالتوجه إلى العمل وتفكر، ”هل أغلقت باب المرآب بالفعل؟ لا أتذكر أني رأيته وهو ينغلق. ماذا لو ركلت شيئًا أدى إلى اغلاق المجس «جهاز التجكم عن بعد» وأدى الى فتح باب المرآب. سيرى اللص أنه لا توجد أي سيارة في المرآب ولا يوجد أحد في المنزل. سيأتي ويأخذ كل أشيائي. وعندما يغادر، سيسمح للقطط بالخروج. لن أراها مرة أخرى. أنا أحبها ولا أستطيع العيش بدونها. لا بد لي أعود واتحقق من اغلاق باب المرآب لكني سأتأخر عن العمل. ماذا سأقول لرئيسي؟“
كما قلت سابقًا، غالبًا ما ينسى من لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أشياء ليست في محور تركيزهم، لذا فإن هذه الأفك ار المقلقة هي محاولة ابقاء هذه الأشياء «السيارات» في التقاطع [محور الاهتمام]، حتى لا ينسى الشخص أمرها. الاحتفاظ بالعديد من الأشياء في ذهنك يخلق الكثير من التوتر، وهو نوع من الازدحام المروري. كلما حاولت أشياء كثيرة - أفكار أو مشاعر - حاول أن تمر عبر التقاطع في نفس الوقت، فستجعل من نفسك عرضة للشعور بالقلق والانغلاق. على سبيل المثال، حين تحاول تنظيف غرفة مزدحمة بالأشياء، حيث العديد من الأشياء تتطلب انتباهك ولا يبدو أي منها على أنه أكثر أهمية من الآخر، فأنت لا تعرف ما ذا عليك أن تفعله أولاً، لذلك لا تقوم بفعل أي شيء في النهاية.
إنه أمر محبط حين تذهب إلى المتجر لشراء مناشف ورقية - وتعود حاملًا كل شيء ما عدا المناشف الورقية. يعد شراء المناشف الورقية بالنسبة لك أسرع سيارة [أكثر الأشياء التي حازت على اهتمامك] عند دخولك إلى المتجر، ولكن عندما ترى سلطة المعكرونة اللذيذة أو التفاح الأحمر اللامع، فإن هذه الأشياء ستصبح أسرع السيارات لديك وتتفوق على المناشف الورقية [. من ناحية الاهتمام] - ما لم تكن قد كتبت في قائمة الشراء ”اشتر مناشف ورقية“ وقرأت تلك الملاحظة.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وتنظيم الانفعال وإدامة الدافعية والأداء
كلنا نحب أن نعمل أشياء مهمة وممتعة ونبرع فيها. ولا نحب الأشياء المملة والمحبطة وغير المهمة. المشكلة هي أن تلك التعريفات تتغير.
لنفترض أن المدرسة مهمة بالنسبة لك. تقضي كل وقتك في المكتبة تراجع دروسك فيها، في طريقك في محاولة تحصيل درجة الامتياز الكاملة «المعدل التراكمي = 4,0.» بقي لديك امتحان آخر، لكنك راجعت دروسك، لذا يجب أن تكون مستعدًا وغير قلق. الاختبار ودافعيتك لتحصيل الامتياز يعتبران أسرع سيارة في التقاطع [محور اهتمامك]. قبل أن تدخل غرفة الاختبار مباشرة، تدخل في شجار مع أفضل صديق لك - وتحصل على تقدير جيد «درجة C» في الامتحان. لقد درست وحاولت بذل قصارى جهدك، لكن الشجار كان الرسالة [محور اهتمامك] الأقوى أثناء الاختبار.
”كنت متمكنًا في تحصيل الامتياز أمس، فلماذا لم تتمكن منه اليوم؟“ مثل هذه الحالة تتكر كثيرًا على من لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والاضطرابات المزاجية وتدني تقدير الذات
بالإضافة إلى الحالة المزاجية المتغيرة، الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لديهم صعوبة في البقاء سعداء أو راضين. إذا استمر الشخص في التفاعل مع التجارب والممارسات اليومية غير الجيدة. ولا يدرك أن هذه الأشياء تشكل مسببات للضغوط النفسية اليومية - لقد تعامل مع أشياء مثل هذه من قبل، فما عليه إلّا أن يتعامل مع مثل هذه الأشياء مرة أخرى - سيكون الأمر صعبًا حتى يشعر بالسعادة. في دماغ اضطراب نقص الانتباه فرط الحركة، تحجب الرسائل السلبية الرسائل الإيجابية. لا نفكر، ”حسنًا، اعتني بصحتي“ ولذا احاول اجتثاث تلك الأفكار السلبية خلال الأوقات العصيبة. يتنقل بعض من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من تجربة سلبية إلى أخرى، ولا يشعرون أبدًا بالرضا عن أدائهم.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لكل شخص يؤثر فيه بشكل مختلف، ولكن يمكن تفسير الأعراض والسلوكيات من خلال نموذج التقاطع Intersection Model. يمكنك استخدام فهمك لدماغ نقص الانتباه وفرط الحركة لصالحك. يمكنك إيجاد طرق لإقامة بعض إشارات الوقوف أو إشارات المرور، لجعل الرسائل الإيجابية أقوى وإبقاءها محورًا لتركيزك لفترة أطول، وتحسين الأداء العام والشعور بالذات.
”هل تنتقديني مرة أخرى؟“
يؤثر نموذج التقاطع في علاقتنا مع شركاء حياتنا. هاك هذا المثال من حياتي:
كل ليلة ثلاثاء، أعود إلى المنزل وأسأل زوجي إذا كانت القمامة جاهزة، لأن عمال النظافة يأخذونها صباح كل أربعاء. كل ليلة ثلاثاء، يتخذ موقفًا دفاعيًا «يتعذر بشتى أنواع الأعذار» ويقول: ”لقد فعلت هذا وذاك، وهذا... ماذا تتوقعين؟“ بالنسبة له، فإن الرسالة الأقوى هي ”أنه معرض للنقد مرة أخرى“. من المرجح أن يسمع من يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة انتقادًا بمجرد أن يسأله / تسأله شريك / ة حياته.
فكر في عدد الرسائل السلبية التي يتلقاها الطفل الذي يعاني من اضطراب ونقص الانتباه وفرط الحركة طوال حياته: 20 ألف انتقاد بوصوله الصف السادس أكثر مما يتلافاها نظراؤه غير المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. زوجي كان مشخصًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عندما كان في المرحلة الابتدائية، لذلك كانت هذه الأشياء تمر على مسامعه دائمًا، ومنها من قبيل: ”يمكنك عمل هذا، لماذا لم تتمكن من عمل ذلك؟“ ”اجلس“، ”كن هادئًا“. وكان ينبز في المدرسة الثانوية ب ”لا مبالٍ ومتهرب“.
أتمكن من أن أغير نبرة صوتي، أغضب وأهدأ، وأذكره بأننا نخوض هذه المشاجرة كل أسبوع، لكن هذا لا يغير أي شيء. لا يزال في موقفه الدفاعي. سألته: ”هل تظن أنني أنتقدك لعدم إخراجك القمامة؟“ كان جوابه
”نعم.“
”لا! أنا فقط أتساءل عما إذا أخرجتها، لأنه إذا لم تخرجها، فسأقوم باخراجها بنفسي“.
”حسنا! كيف كان يومك؟“
لقد عشنا معًا لمدة 13 عامًا، وهذا الشجار يحدث مرة واحدة في الأسبوع. لأنني إذا لم أسأل هذا السؤال الثاني، فإننا لا نتحدث عن نفس الشيء. كنت فقط أتساءل عما إذا كانت القمامة قد اخذت خارج البيت، وهو يعتقد أنه يسمع نفس الانتقادات التي كان يسمعها في مرحلة الطفولة مرة أخرى؛ يظن أن هناك شيئًا لم يفعله بعد ولذلك يُذكّر به مرة أخرى. في دماغه، هذه واحدة من تلك السيارات السريعة التي من المحتمل أن تحجب أي سيارة أخرى لها تفسير مختلف للوضع.
