قِدرنا ركب على ثلاث.. ليَسعد من كانَ أكبر ولده بنات!
كانَ يوم أمس، الأول من أكتوبر، يوم ميلاد ابنتنا الكبرى، وبعدها رزقنا الله ابنتين ثنتين قبل أن يرزقنا ولدين، فكان تندر بعض الأقارب بالمثل القطيفيّ القديم ”القِدر ما يركب إلَّا على ثلاث“. وأصل المثل هو أن قِدْرَ الطعام يحتاج لثلاثةِ أحجار لكي يستوي على الأرضِ ويرتفع فوقَ النار!
بعد هذه السَّنوات، نحن ممتنون لله أن كنّ ثلاث بنيَّات. ثلاثٌ بهنَّ افتخرنا، كيف لا؟ وفيهن قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليهِ وآله: نعم الولد البنات المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله سترًا من النَّار، ومن كانت عنده اثنتان أدخله الله بها الجنَّة، ومن يكن له ثلاث أو مثلهن من الأخوات وُضع عنه الجهادُ والصَّدقة. وفيهن قالَ أيضًا: خيرُ أولادكم البنات.
طوبى لمن عنده ابنة أو أكثر، حيث بحسب الدِّراسات الاجتماعيَّة، البنات أكثر حنانًا وصبرًا على خدمةِ الوالدين ورعايتهما في كبرهما من الأولاد. ولا يذكر التاريخُ حبًّا يضارع حبَّ النبيّ محمَّد صلَّى الله عليهِ وآله لابنته فاطمة عليها السَّلام ولا حبًّا يضارع حبَّها له، حتى أنها كُنِّيت بأمِّ أبيها، بعد أن كان العرب قبل الإسلامِ يئدونَ بناتهم بدفنهن في الترابِ أحياء!
كان من العاداتِ البشريَّة الفاسدة تفضيل الذكرِ على الأنثى، عادات توارثتها المجتمعات، كما توارثت العاهات والأمراض. وبحمدِ الله اختفت، وأصبحنَ البنات قادرات على الحصولِ على الكمالات في كثيرٍ من المجالات، وربَّما - بل من المؤكد - تفوقنَ على كثيرٍ من الرِّجال في نواحٍ عدة من الحياة.
من سعادتنا أن استُهلت حياتنا العائلية بثلاثِ بنيَّات كان فيهنَّ الخير والبركة، ومع أنهنّ بعيدات المسافة إلا أنهن دائماتِ الحضورِ والسّكنى في القلب. فإذا كنّ البنات كمريم التي ضربَ الله مثلًا باسمها وأثنى على عفتها ”ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا“، فما فضلُ الرِّجال عليهن؟
خلاصة المقصد: من النَّاس من عنده الأولاد الذكور ويريد البنات، ومن عنده البنات ويريد الذكور، ومن عنده الذكور والإناث، وآخرون يفتقدون الأبناء ويأملون ويرغبون فيهم. الحمد لله الخالق الذي يعطي الشيءَ الذي يريده هو - وليس ما نريده نحن - على جميعِ عطاياه، والرجاء من الله أن يهبَ من يرغب في الإنجاب الإناثَ والذكور، ويقدم له الإناثَ رحمةً به.