كأنها الفردوس
كأنها الفردوس
تمشون أم يأتي الطريق إليكمُ
فإذا التقىٰ بكمُ الطريقُ استَبشرا
فَرحا بأحبابٍ أتوا من غربةٍ
كي يلثموا مِن هذه الأرض الثرىٰ
هل ياترى عند اللقاء يُهَلُّ دمـ
ـعٌ أبيضٌ أم كان دَوماً أحمرا
هل دمعُكم حزنٌ على صبٍ مضىٰ
أم بات عشقاً لايُباع لِمن شرىٰ
ماحبُّكم، ماعشقُكم، مِن أي فر
عٍ أصلُكم، مَن مِثلُكم، مَن يا ترى
حتى الجنون بأمركم لمّا درىٰ
ساءت عليه الحال ثم استعبرا
هو يوم حشرٍ قد دنا من وقته
مَلَكٌ كريمٌ فيه صاح وكبّرا
وتجمّعت كل الخلائق في سحا
ئب قدسها فهَمىٰ السحابُ وأمطرا
حتى ارتوَت أرضُ العراق بِفَيضِها
واستبشرت خيرا بها كلُّ القُرىٰ
فتسابقَت أفواجُهم كلٌ يرىٰ
في خدمة الزُوّار فرضا قد جرىٰ
من أجل عين حُسينِهم كلٌ ترا
ه بما يقدِّم من يدٍ متبخترا
وكأنما أرض العراقِ هي الجِنا
نُ وأنتمُ النّهرُ الذي فيها جرىٰ
صورٌ من الفردوس قبل أوانها
ليست مَجازاً بل حقيقتُها تُرىٰ
يتسابقون إلى الحبيبِ بنشوةٍ
والحبُّ ما أضنىٰ الحبيبَ وأسكرا
تعروهمُ عند الوصولِ سعادةٌ
فكأنما ظمآن بالماء ارتوىٰ
كلٌّ ينادي يا إلٰهُ أَجَنَّني
حبّ الحسين وسلّ من عيني الكرىٰ
فتحَوَّلت أرض العراق مآتماً
ومُشاتُها في كل وادٍ منبرا
كِد كيدَك المشئومَ يا ابن هنيدةٍ
سيَظلُّ دوماً وحْيُنا متجَذِّرا
وحديثُ نهجِك ياحسينُ تواترٌ
يرويه يومُ الأربعين مفسَّرا
فلِكربلاءَ من الحجاز تحيةٌ
تَشدو بها عيُن الهلال إذا سرىٰ
خُطُواتكم نحو الحسين يبُثُّها
قلبُ المُحبّ على الهواء تضَوُّرا
ياسائراً نحو الغريب بكربلا
أوصل سلامي للضريح معطّرا