آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

اكتساب خبرات واكتشاف آفاق ورؤية جديدة أبرز مزايا العمل الخيري

زينب المرحوم: نسائية ”خيرية تاروت“ أساس انطلاقتي

جهات الإخبارية

أكدت منسقة اللجنة الإعلامية بجمعية تاروت الخيرية، ومدير تحرير مجلة العطاء زينب المرحوم، أنها عملها في اللجنة النسائية كان أساس انطلاقتها، كعضوة متطوعة في البحوث ودراسة الحالات.

وأوضحت أنها انخرطت في مجال العمل الخيري التطوعي وهي في سن مبكر، ومارست بعض الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية في بعض البيوتات الدينية الحسينيات النسائية، والتحقت تاليا في اللجنة النسائية بالجمعية، وغيرها من اللجان، وإلى نص الحوار:

- كيف بدأت خطواتك وشغفك في مجال العمل الاجتماعي الخيري؟

كانت البدايات في عام 1421 هـ  مع الأخصائية منتهى اليوسف في مستشفى القطيف المركزي حيث كنت لا ازال طالبة في المرحلة الثانوية، ولأنني كنت مع مجموعة من الطالبات ذوي نشاط في اليوم المفتوح ودائمي التعاون مع المعلمة المسؤولة عن برنامج اليوم المفتوح وكان نشاطنا بوقتها يتعلق بكتابة سيناريو لمشاهد تمثيلية مسرحية هادفة للطالبات والمسابقات، رشحتني أختي للأخصائية منتهى التي كانت تبحث عن متطوعات للقيام بعرض تمثيلي وقبلنا العمل معها برحابة صدر فتم الاتفاق على السيناريو وبفضل مجموعة من صديقاتي قدمنا العرض بنجاح على مسرح روضة الطفل السعيد وفي عدة مجالس نسائية.

بعدها كان انضمامي في نفس العام للكادر التنظيمي المتطوع لمهرجان المرح في روضة الطفل السعيد واستمرت مشاركتي لعدة سنوات، وكانت بداخلي رغبة كبيرة للانضمام كمتطوعة في جمعية تاروت، وبمجرد رؤيتي إعلان لتشكيل اللجنة النسائية في عام 1423 هـ  وطلب متطوعات سجلت مباشرة وكانت البداية الجميلة جدا.

فكانت الانطلاقة من اللجنة النسائية بعمل منظم وبشكل رسمي، وكانت الأستاذة نعيمة آل حسين لها الفضل في الرعاية والاهتمام بشكل كبير في تدريب المتطوعات وحرصها على إسناد الأدوار المناسبة لكل واحدة منهن، وكنت إحداهن وأقولها وبكل فخر في اللجنة النسائية تعلمت وأحببت العمل الاجتماعي وهو القريب إلى قلبي.

- ماذا عن تجربتك في مركز التدريب النسائي واللجنة النسائية؟

مركز التدريب النسائي كان تحت إشراف اللجنة النسائية وبإدارة منى آل خاتم فكان البيئة الخصبة لانطلاقتي، ولطالما كان الكادر الإداري شعلة من النشاط والفاعلية والعطاء، فقد تعلمت منهن الكثير.

كان المركز آنذاك بيئة عمل محفزة ومنظمه جداً وله نظامه الخاص في استقبال طلبات المتطوعات الراغبات في التدريس أو إعطاء دورات تدريبية، حيث يتم طلب السيرة الذاتية والمقابلة الشخصية ومن ثم تحضير والقاء درس تختاره المتطوعة، لتتم بعدها عملية التقييم وإعطاء الملاحظات، وعند قبولها تستمر عملية التقييم والمتابعة والتوجيه.

- وكيف بدأتي العمل؟

كنت في البداية متطوعة أقوم بمهمة إدخال البيانات والطباعة، ثم أسندت لي أدوار مختلفة منها: متابعة مستلزمات برامج التدريب، وتوفير الاحتياجات اللازمة للرحلات مع الاخت رانيا المحل والعزيزة المرحومة سوسن مطر، لقد اكتسبت منهما مهارة التسوق ومعرفة الأسعار والجودة، وأيضا أشرفت على تدريس الأطفال في البرنامج الشامل، بالإضافة إلى مهام إدارية مساندة للكادر الإداري.

أما ما يتعلق باللجنة النسائية فهي أساس انطلاقتي كما ذكرت كعضوة متطوعة في البداية، فقد كنت متطوعة في البحوث ودراسة الحالات مع الاخت العزيزة أسماء الخباز في لجنة التكافل الاجتماعي، حيث أنه في تلك الفترة كان عمل اللجنة يعتمد على المتطوعات ولا يوجد موظفات، ولكن لم يستمر عملي في هذا المجال فقد تأثرت كثيراً بالحالات التي كانت تعاني من أثر الفاقة والعوز، وبما ان العمل الإداري كان هو الأقرب لي فقد كانت مهامي اغلبها إدارية في اللجنة مثل: إدخال البيانات الخاصة بالطالبات بالإضافة إلى الكادر الإداري والمعلمات - كتابة التقارير الإدارية - وبعض الأخبار السريعة - كما اكتسبت خبرة في العمل على مناهج الأطفال في البرنامج الشامل.

- من هو المشجع الأول لك في زرع قيم التطوع ومبادئ العمل الخيري؟

الأسرة كان لها الدور الأكبر في تأصل حب عمل الخير في داخلي منذ الصغر. وبالأخص المرحومة جدتي لأبي فقد كانت حريصة جداً على تعليمي وتلقيني للقيم والأخلاق والفضائل وقراءة القرآن، وأهمية المسارعة في قضاء حوائج الآخرين، وبالذات الجيران، كنا في تلك الفترة كالأسرة الواحدة جاري هو أخي.

وكانت إحدى الجارات كفيفة البصر، فكانت مهمتي يومياً الاهتمام بما تحتاجه ومرافقتها في زياراتها للجيران أو بعض المجالس النسائية، أو الذهاب بها للمركز الصحي فقد كانت تثق بي وتحبني ولا تكف عن دعواتها الصالحة، وهذا كان بفضل جدتي، كما أن والدي - حفظه الله - كان يسارع دائما لخدمة الآخرين من الجيران ومساعدتهم في قضاء ما يحتاجونه.

- كيف جاءتك فكرة مسابقة "هلّ الخير في شهر الخير؟

بدأت مسابقة هلّ الخير في شهر الخير عام 1435 هـ في شهر رمضان المبارك وأستمرت ثلاث سنوات إلى 1437 هـ ، طرحت الفكرة على الأستاذ حسين المشور الذي كان رئيس مجلس الإدارة أنداك وكان مؤيداً ومشجعا للفكرة - جزاه الله كل خيرا -، وتم التعاون مع بث الواحة بواسطة الأستاذ يحي القيصوم الذي كان مؤيداً ومرحباً وداعماً للمسابقة.

- وماذا كان الهدف من المسابقة؟

التعريف ببرامج وخدمات اللجان في جمعية تاروت على مستوى المنطقة، والتواصل مع المجتمع، وتشجيع وتحفيز أبناء المجتمع على التسابق والمبادرة للخيرات، وكسب رافد لمساعدة ودعم الأسر المستفيدة، ودعم للمشاريع القائمة في الجمعية، إضافةً إلى إتاحة الفرصة للخيرين للمشاركة في إدخال السرور على الأسر الفقيرة والمحتاجة، حيث يتم السحب على مجموعة هدايا بشكل يومي، يتقاسم السحب على الهدايا مجموعة فائزين ومجموعة أيتام وفقراء لتكون الفرحة للجميع.

- ماذا عن تجربتك في إدارة بيت القرآن؟

تجربتنا في بيت القرآن تجربة فريدة جداً كانت في عام 1427 هـ  تقريباً. فقد كان الكادر الإداري ذو كفاءة وفعالية وبفضل الإدارة الحكيمة للأخت الفاضلة تهاني الحاجي أم عبد الأعلى المعاتيق فهي من أطلقت شعلة الانطلاقة الحقيقية للدورات في تلك الفترة، وكنت حينها نائبة الرئيسة للشئون الإدارية والمالية بالإضافة كنت أعمل على مناهج التجويد ومساندة كادر التدريس في جمع مواد المناهج، وكتابتها، وتنسيقها، وطباعتها.

ومع انطلاق الإعلان عن الدورات انهالت علينا أعداد كبيرة من المسجلات الراغبات في تعلم القراءة الصحيحة للقرآن وأحكام التجويد، لدرجة أننا أخذنا عددا منهن على الاحتياط والبعض كن ينتظرن بفارغ الصبر ليسجلن في السنة الجديدة ويكن من المبادرات ليحصلن على مقعد دراسي قبل الاكتفاء.

- وما هي أنشطة اللجنة؟

كانت تنقسم إلى فترتين الصباحية والمسائية. في الفترة الصباحية، كانت من نصيب خريجات المرحلة الثانوية والجامعية، وايضا كان للأمهات الكبيرات نصيبا في تعلم القرآن وتصحيح تلاوته في تلك الفترة. اما المرحلة الابتدائية والمتوسطة والروضة القرآنية فقد كان في الفترة المسائية. والحمد لله تخرجت معظم الطالبات وأصبحن معلمات متميزات يشار لهن بالبنان ويشيد بكفاءتهن الكثير من المراكز القرآنية.

- ما هو الأثر الذي يتركه العمل التطوعي في نفوس الأغلبية من وجهة نظرك؟

للعمل الاجتماعي الخيري آثار كثيرة على نفوس المتطوعين تختلف نسبتها من شخص لآخر حسب هدفه من انضمامه للفرص التطوعية في المؤسسات الخيرية، فمنها على سبيل المثال، التعرف على عمل الجمعيات الخيرية عن قرب وخدمات اللجان للمستفيدين وغيرهم، وفرصة لاكتشاف مهاراته في العمل التطوعي، واكتساب خبرات جديدة تفتح له أفاق ورؤية جديدة في حياته، ونمو الحس الإنساني والعطاء لمجتمعه.

- ما هي طموحاتك الشخصية تجاه العمل الخيري في جزيرة تاروت؟

العمل الاجتماعي الخيري مجال رحب ينمو فيه الانسان ويزداد خبرة ومعرفة، آمل أن يكون هذا العمل منظماً أكثر ويخصص له فريق من ذوي الخبرة للتعامل مع المتطوعين وتوجيههم التوجيه الصحيح لما يتناسب مع مؤهلاتهم ومهاراتهم وقدراتهم وتحفيزهم ومتابعة التقييم لأدائهم.

وإطلاق منصة العمل التطوعي تعتبر خطوة رائدة من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ليكون العمل التطوعي أكثر تنظيماً وتخصصاً من قبل المؤسسات الخيرية الاجتماعية ويتوافق مع رؤية 2030 التي تهدف إلى رفع نسبة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع.

- من هي الشخصية القدوة التي تستلهمين منها الدعم؟

أولا جدتي رحمها الله، ووالدي حفظه الله وأستاذتي الغالية الأم الحنون على الجميع أم أحمد نعيمة آل حسين هي الملهمة في مجال العمل الاجتماعي التطوعي. أم أحمد هي نموذجا كريما وفياضا بالعطاء والنماء، ومحل فخر لأهالي تاروت بحق وقد تعلمنا منها الكثير ولا زلنا نتعلم. وقد صنعت لنا أنموذجا للقيادة الناجحة عبر مقولاتها الراسخة والتي أستذكر منها:“القائد الناجح هو من ينمو ويساعد ويساند فريقه لينمو معه".

وأعتقد ان القائد الناجح هو من يؤدي رسالته في التوجيه والتربية بالسلوك وليس بالقول فقط فهو يبدأ بنفسه ليحتذي به فريقه. القائد الناجح ينمي حس المسؤولية والولاء للمؤسسة داخل نفوس فريقه ويحفز على أن تكون الرغبات الشخصية متوافقة مع الهدف الأسمى والاعلى لمصلحة العمل. ودائماً ما كانت الاستاذة نعيمة تذكرنا بقولها: ”أنت في داخل المؤسسة تمثلها فأنتبه لسلوكك لكلماتك فأنت لا تمثل نفسك“.

- متى انطلقت جائزة رسالة للعمل التطوعي؟

انطلقت جائزة رسالة كفكرة شابة في عام 2013 لتساهم في رفع الوعي بأهمية العمل التطوعي وضرورة استثمار الطاقات المحلية في رفعة الأوطان وازدهار الإنسانية، ليساهم القطاع الثالث «الخيري» مع القطاعين العام والخاص في عملية التنمية وتحقيق استدامتها.

وانضوت جائزة رسالة للعمل التطوعي تحت مظلة جمعية تاروت الخيرية قبيل إطلاق النسخة الثانية عام 2014، لتجتمع العقول الراجحة والتجربة العريقة بالأفكار الابداعية والنشاط اليافع متطلعين لمستقبل أجمل في قطاع العمل الخيري والتنموي. وقد بلغ عدد المتطوعين المسجلين في الجائزة منذ تأسيسها 389 متطوع حتى النسخة الخامسة الأخيرة.

- وما هو دورك فيها؟

دوري في الجائزة نائبة الرئيس ومهامي تتلخص في مساندة الرئيس في كثير من المهام، وأحب أن أشيد بمؤسسة الجائزة الأستاذة دعاء أبو الرحي فهي شخصية قيادية بحق ورائعة تعلمنا الكثير من تجربتنا في الجائزة وأضافت لنا الكثير من الخبرات، وهي تجربة مميزة وجميلة جدا.

- كلمة أخيرة لأبناء المجتمع عبر مجلة العطاء؟

العمل الاجتماعي هو بمثابة أداء رسالة وتأدية دور ومسؤولية في مجتمعك لأهلك ولبني الانسان وهو من أشرف وأرقى الأعمال حيث يربي الإنسان ويساهم في تقويم شخصيته ويعزز الثقة بالنفس. كذلك هو باب من أبواب الجنة الذي يقربنا لله ويفتح لنا أبوابا من الرزق والرحمة والتوفيق، فاحرص على أن يكون لك دورك ورسالتك لترقى بنفسك ومجتمعك.