ذاكرة الماضين
ذاكرة الماضين
أذاكرةَ الماضين كيف تَعَلُلِي
جِراحاً تُذيبُ الروح في قلب أعزلِ
بذلتُ لها نفسي عُجالاً فأسرفت
بتعذيبِ قلبٍ لم يخن في تَمهُّلِ
تَرانِيَ شيطاناً وأُقسِمُ أنني
ملاكاً أراها من عُلا العدن يَنجَلي
فَذَكَّرتُها ما خَطَّ بِالكفِّ قَلبُها
قُصاصاتِ عشقٍ لم تُضمن بِمُرسَلِ
تُؤَوِّلُ ما قالت وتُنكِرُ ما عَنَت
كأن لم نَزِن في الحُب حَبةَ خَردَلِ
تُجادِلُ ظلماً لم يُحقها كأنها
أقامت لِوأدِ الحق دَومةَ جَندلِ
جَلَدتُ ولم أُظهر مِن الهَمِّ حسرةً
ولم أبكِ من ذِكرى حبيبٍ ومنزلِ
وقُلتُ أكف القلب عما يُريدُهُ
كفاني مِنهُ حيرتي وتذلُّلي
وقلت له أنصت وكُف َّروايةً
أقاصيصَ ماضٍ لم يعدْ فيه ما يلي
وكلُّ بني الإنسان محبوسُ ذهنهِ
وما لا أُريها ما أرى لم تُعَوِّلِ
وبين عموم الناس إِسفِينُ فِطنةٍ
وبرزخُ ذاتٍ دائمٍ ليس ينجلِي
وكلٌ له رأيٌ وكلٌ له هوىً
وكلٌ على ما اعتادهُ مِن تَعَلُّلِ
ترى أحداً في الأمر هَلَّلَ غِبطةً
وآخر منه مُغرِقاً في التَّحَوقُلِ
وكلٌ يغالي في الهوى ما يُريدُهُ
ويُتبِعُهُ مما يشا مِن تَعَقُّلِ
وما العَقلُ إلا حُجَّةٌ نستفيدُها
تَبرِّر ما نحتاجه من تَغَوُّلِ
وإِن لم يكن هذا فما العقل عندنا
سوى فكرةٍ لم تكتمل في التحولِ
ولم يرتسم منها سِوى ما نقولُهُ
وإسم بلا رسمٍ كما (كعب أخيلِ)
يقولون قالوا قلت كم قيل قبلهم
وكم قَوَّل المَاضينَ أهلُ التَقَوُّلِ
سفكتم دماء الحق باسم حقيقةٍ
قَميصٌ على غير الشقا لم يُظَلِلِ
وبعضُ بناتِ اللفظ تُحملُ مرةً
لتلقفَ سحراً حين تُلقى فينجلي
فإن لَقَفَت عادت عصاةً كأصلِها
تُهَشُّ على أغنامِ بدوٍ وَ رُحَّلِ
وليسَ سِوى الإنسان يُثقِلُ نفسهُ
فَهَلَّا عذرتم خِفتي وتَقَلُّلِي
أُداري هوىً بالصدرِ أكتُمُ بَعضَهُ
فَيُفلِتِ منه ما يفوق تَحَمُّلِي
وأفضَلُ ما يَبنِي بِهِ المرءُ نَفسَهُ
مُدارةَ قُبحَى حالِهِ بِالتَّجَمُّلِ
نَثَرتُ لها بعضَ الذي لا أقولُهُ
فهذا هنا بَعضي وبَعض تأمُّلِي