هذا الخريفُ جاء.. انفض ترابَ حذاءك وامشِ بسلام!
تغير الفصلُ، ومعه تغيرت رغبتنا في الخروجِ من حبسة الدور، بعد صيفٍ طويل، أشدّ حرارة من ذي قبل. أول من يستمتع بهذا التغير هم المشاة وراكبي الدَّراجات، والأطفَال والعوائل في النزهات. حق لهم إن يستمتعوا في الأشهر القادمة، ولكي تكتمل المتعةُ والبهجة لابدّ من توخي السَّلامة، في كلِّ نشاطٍ وحركة. ونعرف أن الطَّريق لكلِّ النَّاس، وأن كل صوتٍ عالٍ في ساعاتِ الليل قد يؤذي كبيرًا، أو مريضًا، هو بحاجة للراحة في السَّاعةِ التي نحن لاهينَ فيها.
من يركب الدَّراجات الناريَّة، فليعرف أنها قد تؤدي إلى إصاباتٍ خطيرة وحالاتِ وفاة وتكاليف طبيَّة كبيرة أكثر بكثير من حوادث السيَّارات. سائقوا الدَّراجات بأنواعها، العاديَّة والناريَّة هم فئة الشباب، ومن يتعرض لحوادث الدَّراجات النَّارية، معدل أعمارهم 21 سنة، بحسب الدِّراسة التي أجراها مركز الملك عبد الله العالميّ للأبحاثِ الطبيَّة «كيمارك»، عن حوادث الدَّراجات الناريَّة في المملكة العربية السعودية، التي أوصت بأهمية التزام سائقي الدَّراجات النَّارية بأدوات السَّلامة، مثل الخوذة والأحذية والقفَّازات الخاصَّة بالدَّراجات الناريَّة ومضادَّات الانقلاب.
وفي هذه الأيَّام تنشط حركةُ المشاة في السَّاعات الأولى من النَّهار وفي آخره، فإذا - لا سمح الله - ظهر فجأةً شخصٌ يمشي أمام سيَّارة، فإن الشَّخص - ذكرًا أو أنثى - هو الحلقة الأضعف في المشهد. ومن بين أخطاء المشاة تعمدهم قطعَ الطَّريق فجأةً دون انتباه، أو قطعِه من النقاط التي لا ينبغي قطعه منها.
لا جديد في حوادث السيَّارات المميتة، غير أن في الجو المعتدل كثيرًا ما يضع الشابّ أو المرأة طفلهم - الغالي - في أحضانهم، وهم يقودون السيَّارة، وكأنّ الطفل يدرك حجمَ الخطر الذي قد يصيبه عندما لا يستطيع السَّائق السَّيطرةَ عليه والتَّركيز على الطَّريق في آنٍ واحد!
الآن، طوى فصلُ الصيف، وها هو الخريف جاء، فتعالَ لنمشي، ونخرج ونتأمل الطبيعةَ في البرِّ والبحر. نتأملها ونستمتع باستنشاقِ النَّسيم في سلامة، ما استطعنا لذلك سبيلا! ولتكن الإحصائيَّات التي قرأناها وذكرياتِ الحوادث التي رأيناها دافعًا وعبرةً لنا، من أجل توخي السَّلامة والحذر!