الآباء والأمهات.. الدّراسات تقول أنتم تفضلون واحدًا من الأبناء!
في خلاصة الدّراسات الاجتماعيّة - الغربيّة - لا يمكن إنكار حقيقة أن الوالدين يفضّلان الإبنَ - أو البنت - الأصغر، فإذا كنتَ أنتَ الأصغر افرح وابتهج. في مجتمعنا أيضًا، الإبن الصَّغير هو حمّودي أو علّاوي، وهو من يشتري الخبزَ ويغسل السيَّارة، ويذهب مع الأب أينما رغب، وهو آخر وأجمل حبَّة في العنقود، وأحيانًا هو من يفوز بالقسطِ الأكبر من الميراثِ والتركة!
أظن أنه - أيضًا - لو دُرست مكانة الابن الكبير في مجتمعنا، لكانت الخلاصة أنه من تعبَ ومن شقي، وهو محطّ أسرارِ الوالدين، وإن كان محظوظًا، فله الوصيَّة والنَّخل وما في الصندوق. إذًا، في كلِّ الثقافات، قد يحظى أحد الأبناء بعاطفةِ والديه على حساب البقيَّة!
تُرجع الدِّراسات أن السَّبب وراء محبة الطفل الأصغر لأنه عادةً ما يتعلق بوالديه أكثر من غيره، مما يعزز الحب، فيما لا يعمل الأشقاء الأكبر سنًّا على المنافسة وتعزيز مفهوم المحبَّة من قبل والديهم. على أن هذا الحبّ - في الدراسات - لا يعني أن الكبار تُركوا في محطة النِّسيان، والمشاركين فيها قالوا: أنهم في كثيرٍ من القضايا أقرب لأبنائهم الكبار، ووجدوا توافقًا ويسرًا في التخاطب. ولعل سببًا يضاعف من هذا الحبّ في المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة، إذا كان الابن الصَّغير ابنًا للضرة، المفضلة لدى الزّوج، وبالتالي: وأحبّها وتحبني 000 ويحبّ ناقتَها بعيري.
عمومًا، يحذر علماءُ النفس من إظهارِ الاهتمام والمحبّة من قبل الوالدين لأحدِ الأبناء حصرًا، خشية على العلاقة بين الأشقاء، وتفاديًا للآثارِ السلبيَّة فيما بينهم. وفي نظرهم، التمييز بين الأشقاء يولد شعورًا من الحقدِ والضَّغينة والغيرة، عندما لا يتلقى أحدهم العاطفةَ نفسها بالمقارنة مع شقيقه. وإن كانت القلوب تميل في بعضِ الأحيان رغمًا عن أصحابها، إلا أن ذلك الميل قد يُوقد نارًا تحت الرماد!
خلاصة الكلام: نَظَرَ النبيُّ محمّد «صلّى الله عليه وآله» إلى رجلٍ له ابنان فقبَّلَ أحدهما وتركَ الاخر فقال النبيّ صلّى اللهُ عليه وآله: فهلَّا آسيتَ بينهما؟ وعن النعمان بن بشير، قالَ: أعطاني أبي عطيَّة، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد النبيّ ﷺ، فأتى النبيَّ فقالَ: إني أعطيتُ ابني من عمرة عطيَّة فأمرَتني أن أشهدك، فقالَ: أعطيتَ كلَّ ولدِكَ مثل هذا؟ قالَ: لا، قالَ: فاتقوا اللهَ واعدلوا بين أولادكم، لا أشهد على جور.