نصوص مراهقة
المراهقة هي من المراحل التي تمر على الانسان وتعتبر من أشد المراحل حساسية وأهمية وهي تدرج نحو النضج من جوانب شتى الانفعالي والعقلي والسلوكي.. الخ.
وبالمعنى اللغوي «هي مشتقة من الفعل رهق بمعنى قرب فراهق الشيء معناه قاربه وراهق البلوغ تعني قاربه» [1]
وعلماء التربية يقسمونها أي «المراهقة» إلى مبكرة ومتوسطة ومتأخرة وما يهمنا، هنا النوع الأخير منها، وهي المراهقة المتأخرة.
فمفهوم المراهقة المتأخرة «مصطلح يطلق على انتقال الهوية وتغيير الثقة بالنفس والتي يمكن أن تحدث لدى الأفراد في منتصف العمر وعادة ما يكون بين 45 و55 عاماً» [2]
وهنا مربط الفرس كما يقولون ففي هذا العمر يكون الانسان مهوس بالإنجازات وتحقيقها وكل يريد أن يصل إلى هدفه وهذا من علامات المراهقة المتأخرة ومصطلحها.
وكل بحسب مجاله وبما أننا هنا في مجال الكتابة فقد استوقفتني بعض الكتابات التي ظننتها للوهلة الأولى بأنها لأناس أو كتّاب في سن المراهقة وإذا بهم يشكون ويعانون من المراهقة المتأخرة.
فقد وقعت يدي في عام 2008م تقريباً على رواية صدرت في 2007م لأحد الروائيين المحليين وإن كان ليس من الاحساء بل من مكان ليس بالبعيد عنها، تصفحتها تصفحاً سريعاً ولم أستطع أن أقرأها فضلاً عن إتمامها لما فيها من ألفاظ فاضحة وكلمات يبرأ منها الأدب ويندى لها الجبين وكأنك والمعذرة للقراء الكرام تشاهد «فلم إباحي» ولست تقرأ رواية أدبية.
الشيء الغريب أنني ومن باب المصادفة العجيبة ألتقيت بهذا الروائي في أحد معارض الكتب فأخذته جانباً وهمست في أذنه سائلاً ما الذي كتبته في هذه الرواية ولماذا؟، فرد وبكل برود وهو يضحك ويقول هذه أيام المراهقة!!، مع أنه أيام كتابته لهذه الرواية كان عمره لا يقل عن الأربعين عاماً.
وتطالعنا نصوص مشابهة لأحد القاصين الإحسائيين وهي نصوص لا تقل عن سابقتها في تكرار واختيار كلمات الإيماء غير السوي والتفسخ والتعري وغيرها من الألفاظ.
ونأتي إلى النموذج الأخير وهو هذه المرة للنيل من التدين ورموزه حتى في مسمى منتجه الأدبي القصة أو الرواية لكي يفرّق حروفه النتنة في ذلك المطلب ليصاب صاحبنا هذه المرة أي صاحب القصة بالمراهقة الفكرية أن صح التعبير ولو ناقشناهم في الأمر لوجدت «أفئدتهم هواء» أو لعلهم يقولون يجب أن يمثل الأدب الواقع فالجنس ليس محرم.
نقول نعم الجنس ليس محرماً فقد أحله الله لكن بطرق مشروعة ومستورة وليس مفضوحة فحتى الجنس الحلال لا يمكن أن يمارس على مرأى من الملأ، فمتى يرتقي أدبنا إلى الأدب الواعي ومتى يكون أديبنا متأدباً.