آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 1:42 م

كبار السنّ.. ابحثوا عن الحياة ولا تستسلموا للموت!

من المؤكد أنَّ علاجَ الجسد لا يمكن إن لم تصحّ النَّفس وتقوى العزيمة، وبعض الكبار - للأسف - يستسلمون ويموتونَ قبل الموت. بينما آخرون يبحثون عن محطَّاتِ البهجة والمتعة والسَّعادة أينما وجدوها، وهي بحمدِ الله كثيرة في هذه المرحلة من العمر!

يحق للكبار بعد سنواتِ العمل والتعب أن يعيشوا حياةً هادئةً وجميلة، لكن لا أحد يستطيع أن يُدخلَ هذه الرَّغبة والشهيَّة إلى نفوسهم عنوة. هم من عليهم أن لا يستسلموا للعزلةِ والوحدة والخوف من المجهول، الذي لا يخص الكبار دون الصغار. كبير السن - ذكرًا أو أنثى - إن لم يكن مشلول القدرات، فبإمكانه أن يريحَ الطَّبيب والعائلة ومن يعتني به، ويريحَ نفسه، أو العكس تمامًا، يكون معطِلًّا ومحبطًا لجهد الطَّبيب والعائلة وفريق الرِّعاية، ومن ثَمَّ يُشقي نفسه ويؤخِّر الشِّفاءَ المرتجى.

هي مسؤوليةٌ مشتركة بين الأبناءِ والآباء والأمَّهات أن يعيش الكبير حتى آخرَ أيَّامه، غير مشغول بكل سلبيَّات الحياة. وكيف للأبناء والبنات أن يقدموا هذه الخدمة - لبعض الكبار - الذين لا همَّ لهم سوى اليأس من الحياة، والتَّفكير بأنهم فعلًا ماتوا؟ ما حكّ صفركَ مثل ظفرك، فمهما حاول الطَّبيب وغيره أن يشفي الجسمَ لن يستطيع، مادامت النَّفس غير طيِّبة، وغير راغبة في الحياة!

خياران في الحياة، لا ثالثَ لهما: إما أن نعيش لحظاتِ السَّعادة، صغيرةً أو كبيرةً كانت، أو نسمحَ لتجاعيدِ السَّنوات ومتاعبها أن تحرمنا من تلك اللحظات. الأولاد والأحفاد، الذين يغمرونَا بالحب، والأصدقاء، والإنشغال بالجيِّد من الأعمال، كلها بواعث أجر من الله ومسببات سعادة، وتشعرنا بأننا نستحقّ الحياة، والحياة تستحقنا.

خلاصة الكلام: المؤمن لا يتمنَّى الموت ولا يترك طلبَ العافية ولو كان في شدَّةٍ وبليَّة ”اللهمّ أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي“. وأن يعين جسده على الشِّفاء، فالله سبحانه وهبنا الحياة وليس لنا أن نضعها حيث لا يليق بها من اليأسِ والقنوط من العافية.

مستشار أعلى هندسة بترول