آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

تعليق على التأبين

زاهر العبدالله *

تعليق على تأبين سيد الطائفة المرجع آية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله ورعاه لوفاة السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره

بعد تأمل لفت نظري في هذا التأبين العظيم من رجل عظيم عدة أمور بها دروس عميقة حري أن أقف عليها:

1 - لقبه بالعالم الرباني وهذه صفه الأعلى في تصنيف الناس الذي صنفهم سيد الموحدين علي حينما قال: «الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع...» فهو في أعلى سلم الكمال في العلم والمعرفة والتقوى والورع ثم نعته بلقب عظيم حيث قال: بفقيه أهل البيت وهذا شرف لا يدانيه شرف بأن ينسب لأهل بيت العصمة والطهارة ليس بالنسب فحسب بل بالفقاهة والعمل.

2 - أنه نذر نفسه الشريفة في خدمة الدين والمذهب وكرّس حياته في ذلك من خلال العلم والتدريس والتأليف وهذا مقام آخر وكأنه يقول أن من صفات المرجعية العليا هو أن ينذر نفسه لخدمة الشريعة ولا قيمة لذاته بل ذوبان في خدمة الدين وأهله هو المدار والمنتهى.

3 - وانه يعزي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه في فقده وهذا ينبئ عن مقام إحراز أن هذا العالم الجليل بلغ من الإخلاص والتفاني ما كان محل لرضا الإمام الحجة فكان المعزى الأول أرواحنا فداه ففقد هذا العالم مصداقاً جلياً لرواية «إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمه لا يسدها شيء» أو يقيض الله الأرض عالم مثله في هذا المكان.

4 - الدعاء الخاص والخارج من قلب موجوع يخفي خلف هذه الكلمات دموع الألم والفراق والحسرة من أحد أبرز نواب الحجة في عصرنا الحاضر وهو سماحة السيد آية الله العظمى السيستاني حفظه الله ورعاه ويشاركونه هذا الاحساس بقية مراجع الطائفة حفظهم الله تعالى.

5 - درس عميق ودقيق في التربية الروحية والأخلاقية قدموه مراجع الطائفة اليوم في تأبين السيد الفقيد وهو عمق المواساة ومدى الألم ومنتهى التواضع والإقبال على حب بعضهم البعض وأنهم يتنافسون في خدمة الدين وأهله ولا يخدمون ذواتهم فهل سنتعلم منهم هذه الروح فيما بيننا ونتغذى بمكارم الأخلاق من مواقفهم لبعضهم... هنا لحظة تأمل ومراجعة مع النفس لنكن لبعضنا كما كان لمراجعنا لبعضهم.

فرحمك الله سيدنا وحبيبنا المرجع اية الله السيد محمد السعيد الحكيم.