آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

كيف لا تكون ”سلمى“ والأم ”حواء“

هل الأم التي حملت وأنجبت؟ أم هي ألم التي أرضعت؟ أم هي من سهرت وأرضعت؟ أو لعلها من صبرت واحتسبت؟ أو من ربت وكافحت؟

لا أتوقع إننا بحاجة لتعريف عام أو خاص أو التذكير بدور الأم ولكن سوف أختصر ان الأم الحقيقية التي تجسد في كيان البطلة «حواء» وعلى مر العصور هناك أمهات ذكرت سيرتهم في قران الكريم وخلدهن تاريخ لتسليمهم للقضاء والقدر ورمزاً للصبر قال تعالى ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى* أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ حيث وصف الله تعالى حمل الأم ﴿حمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ.

قال الشاعر معروف الرصافي:

أوجب الواجبات إكرام أمي * إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلا ومن بعد حملي * أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل حتى * تركت نومها لأجل منامي
إن امي هي التي خلقتني * بعد ربي فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي * ولها الشكر في مدى الأيام

الأم حواء استثمرت طاقتها وكيانها بأن تجعل ابنتها «سلمى» المصابة بمتلازمة داون وتأهلها من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ذوي الإبداع والتحدي والتطلع إلى العالمية. وهذا يدل فيض الحنان وأقصى أقصى درجات الأمومة والتي تسمى الروؤمة، هذا التفاني والإخلاص والبعيد عن الأنانية والتهرب عن المسؤولية ليس أمراً سهل ولا بالشيء البسيط. حيث قالت الأم كما صرحت في جهينة: «هناك من حاول إقناعي بالتخلي عن ابنتي وخلي الله يأخذ أمانته». أليس من يقول هذا القول هو المريض حقا، أليست الأبناء هي أمانة في أعناق الوالدين وكذلك المجتمع بما يتماشى مع مسؤوليته. عجبا والله كل العجب بأن أحد ينطق بهذا القول والذي من الأجدر إن يكون التحفيز والدعم هو الحاسم في هذا الموقف.

يا لصبرك يا حواء كنتي تعلمين بحالة «سلمى» من الأسبوع الأول لشهر السابع، والآن عمرها سبع سنين، بالله أخبري العالم بما كنتي تتحدثين إلى «الجنين» وماذا كنتي تتوعدين، نحن نستلهم منك التحفيز وقدرتك على التخطيط ورسم منهج خاص إلى ابنتك التي أثمر نجاحه.

أما الشيء المبدع والذي يدل على أن ثقافة الأم عالية في كسب مهارات كل ما يساهم في علاج سلمى هو توجه ابنتها إلى اكتساب رياضة الفروسية، ونحن كأطباء بيطريين نعي هذا تماماً، أن دور الحيوانات في حياة الطفل على أن الطفل يحصل على علاقة سعيدة وخالية نِسْبِيًّا من الصراعات مع الحيوان الأليف، مقارنة بعلاقته مع إخوته التي قد تكون مليئة بالمشاحنات. "يعطي الحيوان للطفل حنانًا وترفيهًا قد يفتقدها في حياته لسبب أو لآخر.

والجدير بالذكر أن هناك حيوانات تستخدم لكشف حالات أزمة السكر لدى الأطفال وغير لتقود مكفوفين البصر وأيضا لما يستخدم لكسر حاجز الانطواء والاكتئاب والعزلة، ولو تحدثنا عن علاقة الطيور ودورها في الأطفال لطال الحديث.

نسأل الله تعالى أن يقر عينك يا حواء وأن تلتحق ابنتك الذكية بالتعليم المناسب وأن يصل صوتك إلى المسؤولين ذات الاختصاص، وان نقل تجربتك إلى الآخرين أصبح ضرورة لمن يريد المعرفة والاستلهام. الحياة مسرح كبير، والكل من حقه أن يعرض قدراته، فالجميع لديه طاقة، ولكن القليل لديه عقل، الإعاقة الحقيقة، أن يرى الإنسان نفسه عاجز عن الفكر والتطور.

«سلمى» أمك فخورة بكِ، ونحن فخورين بكن جميعا، نحن نتظر وعلى العجل أن نرى المستقبل الذي ينتظرك ونحن سعيدين بكل يوم من إنجازاتك، بل تتمتعي بقوة إرادة وإدارك قد يخجل من هو في عمرك.

فكلنا سلمى.. والأم حواءُ

قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ وقال: ﴿وبرا بوالدتي

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
عبدالله الحميد
[ القطيف ]: 2 / 9 / 2021م - 8:21 م
احسنت دكتور. وجزاك الله خير الجزاء

.. و بارك الله في الأم حواء و البطلة سلمى ربي يسعدكم .
2
أبرار الغامدي
[ الرياض ]: 3 / 9 / 2021م - 10:41 ص
يعجز أو يفقد الكلام التعبير أمام هذا الإنجاز الحقيقي للأم و البنت كم انتم عظيمات.. عزيزتي حوا واصلي جهودك و توصلي صوتك وكل الشكر للكاتب الدكتور محمود الخميس للمشاعر الدافىة
3
غدير الراشد
[ الدمام ]: 5 / 9 / 2021م - 1:14 م
تبارك الرحمن على هذا الاصرار و التفاني يا أم سلمى ، احيك و رسالتك و صلت للناس كافة ، وانا على يقين بأن هناك خيريين يسمعون صوتك. و يساندوا سلمة بالتعليم تحت جهة متخصصة

لفة إجتماعية من الكاتب و تفاعل راقي ، فعلا اسلوب الكاتب واقي و ناقش الا مر بكل موضوعية.. شكرا دكتور محمود

و شكرا لجهينة / اقترح يا جهينة أن تساند أم سلمى و اعادة نشر الموضوع عبر القنوات المرئية ، يلادنا هي بلاد الانسانية و الخير .