مهدي صليل
اكتشاف شخصيات الطلاب تمكن من التعامل الأمثل معهم
إن وظيفة التعليم من أعظم المهن وأشرفها على مر التاريخ، حيث انها المظلة التي تحتمي تحتها جميع القيم الإنسانية، بل هي القاعدة الأساس لجميع المهن، لذلك مسؤولية المعلم كبيرة إذ إن صلاحه وتفانيه في وظيفته مرتبط بصلاح المجتمع بشكل عام، وعلى العكس من ذلك إذا تهاون في أداء وظيفته تراجع مستوى المجتمع.
الأستاذ مهدي صليل من المعلمين السعوديين، الذين يمتلكون خبرة طويلة في التربية والتعليم، فهو أنموذج بارع في إيصال المعلومة للطالب، ولم يكتفِ فقط بالتعليم إنما ألف الكتب في طرق التعليم المتقدم.
في هذا الحوار حاولنا الاطلاع على خبراته التعليمية..
وحين بدأت التعليم في مدرسة ابن خلدون الابتدائية بسيهات، استهوتني فكرة تصميم أوراق العمل المساعدة لشرح مواد اللغة العربية، ومن خلال هذه الأوراق طبعت كتاب «التعبير الجميل» وكتيباً صغيراً بعنوان «الأضداد».
كما تعاونت مع جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية في برنامج أسبوع اليتيم، الذي كان يديره الأستاذ عبد الواحد اليوسف، فكنت أكتب بعض الكتيبات المناسبة للأطفال، وهي كالتالي:
- أحب وطني.
- حكاية وفكرة.
- لا تحزن يا أبي.
- أزهار وأفكار.
كما كتبت للبرامج القرآنية:
- أشبال القرآن.
- آيات وأفكار.
- الثقافة القرآنية.. تطبيقات عملية.
ومن الذكريات الجميلة في مجال التأليف أنني كنت أكتب بعض التوجيهات والتجارب العملية في مجال التعليم على هيئة قصاصات قصيرة وأرسلها لزملائي المعلمين عبر تطبيقات الجوال، وقد اطلع عليها مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف الأستاذ عبد الكريم العليط، فأثنى على الفكرة وشجع على النشر باسم مكتب الإشراف بالقطيف، كما شجعني كثير من زملائي المعلمين على الاستمرار في الكتابة، وهكذا طبعتها في كتاب بعنوان محطات تربوية، فالحمد لله على التوفيق أولاً وآخراً.
وهو ما أنتج مشاكل من نوع جديد، كالانطواء وإدمان الألعاب، واكتساب سلوكيات غريبة عن مجتمعاتنا المحافظة، وهذا يتطلب من الوالدين الاقتراب من أبنائهم ومشاركتهم أوقات الفراغ بالحوارات الهادفة والألعاب المسلية والتنزه وغيرها.
وهي من المواد المهمة التي كانت تحرص عليها كليات المعلمين في المملكة، ومما أتذكره في هذا المجال مادة علم النفس النمو ومادة علم النفس التربوي.
كما أن ملاحظة المعلم لطلابه وحرصه على اكتشاف شخصياتهم تمكنه من التعامل الأمثل معهم، من جهة ثالثة فإن التواصل مع أولياء الأمور يتيح للمعلم فرصة التعرف على الطالب وظروفه العائلية وحالته الصحية.
- الناحية الجمالية للصف لها أثر في نفس الطالب والمعلم، وكثيراً ما أعمد إلى تزيين الصف باللوحات والوسائل التعليمية الجميلة، فنجمع الفائدتين.
- توفير أجهزة الصوت واللواقط اللاسلكية، ومن خلالها يشارك الطلاب بشوق كبير، وكأنهم في الإذاعة المدرسية الصباحية، كما أستفيد منها عند عرض الأناشيد الباعثة على المرح والمجددة للنشاط.
- استخدام وسائل التعليم الحديثة مثل شاشات العرض الكبيرة، وفي السنوات الأخيرة وفرت الوزارة السبورات الذكية وشاشات الحاسب التي تعمل باللمس.
- إضافة إلى أسلوب التعامل الأبوي واللعب مع التلاميذ وعمل بعض المشاهد التمثيلية المشوقة.
ومن خلال تجربتي الشخصية وجدت فوائد كثيرة من استراتيجية التعلم التعاوني، واستراتيجية لعب الأدوار، والتعلم عن طريق اللعب والمسابقات، وهكذا لاحظت التفاعل الكبير من قبل التلاميذ مع الأساليب المتنوعة، كما خففت عني أعباء التعليم والشرح بالطريقة التقليدية.
من جهة أخرى فإن طريقة حوار المعلم مع التلميذ ونوع الأسئلة التي يطرحها توجه مسارات تفكيره، وتسهم في استثارة كوامنه العقلية، فينبغي على المعلم أن يستثمر الحوار، ويتخير نوع الأسئلة المحفزة على التفكير، فلا يقتصر على مجال الحفظ والأسترجاع فقط.
1/الابتعاد عن العقاب البدني، لما له من آثار سيئة على نفسية الطفل.
2/التأكيد على مشاعر الحب، فالعقاب لا يعني الكره.
3/الابتعاد عن الإهانة والتحقير.
وكل ذلك يحتاج إلى ضبط الانفعالات والتحكم فيها، حتى لا يخرج العقاب من دائرة التأديب إلى الانتقام والتشفي.
فينبغي ملاحظة الأمور التالية:
إشعار ولي الأمر بالأهتمام والأصغاء، تفهم وجهات النظر المختلفة، تقبل الملاحظات والتفاعل معها، المبادرة بالأتصال عند الحاجة، حفظ المعلومات الخاصة، الحديث عن الطالب بطريقة مشجعة، تعطي نتائج إيجابية.
ومن الأساليب التي اعتمدتها لمعالجة الفروق الفردية، ابتكار المهام وتوزيع المسؤوليات، فكل طالب أعطيه دوراً ومسؤولية تشعره بوجوده وتهذب سلوكه، فهو يخشى من فقد هذه المكانة إن هو أخطأ أو قصر، ولتعزيز ذلك أتذكر أنني كنت أوزع بطاقات شخصية يعلقها الطالب على صدره، ومن عناوينها: مساعد المعلم، مسؤول النظام، عريف الصف، مسؤول المكتبة... الخ