آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

مفهوم الالتزام التنظيمي

الدكتور هاني آل غزوي *

يذكر الأدب النظري الإداري تعريفات مختلفة للالتزام التنظيمي، نذكر منها، ما يلي:

"هناك ثلاثة مكونات للالتزام التنظيمي وهي: الشعور والإيمان القوي بالمنظمة، وقبول أهدافها وقيمها، والرغبة في بذل أقصى جهد لخدمة المنظمة، ثم الرغبة القوية في البقاء في المنظمة.

«Porter، Lymon W.، Richard M. Steers and Richard T. Mowady، 2004»

ويعرف «البابطين، 2014» الالتزام التنظيمي، على أنه: ”سلوك إداري يمارسه رئيس القسم يشعر من خلاله بالحب والتوافق بينه وبين قيم وأهداف الجامعة، والحرص على بذل الجهد والتفاني في تحقيق أهداف القسم، والفخر والاعتزاز بانتسابه للقسم، ورغبته الصادقة في الاستمرار في العمل فيه. ويتكون الالتزام التنظيمي من: الالتزام الوجداني، والالتزام الأخلاقي، والالتزام الاستمراري «الاستمرار في العمل»“.

وهناك من يعرف الالتزام التنظيمي، على أنه: ”عدم الرغبة في ترك المنظمة لأسباب تتعلق بالزيادات في الراتب أو الموقع الوظيفي، أو الحرية المهنية“.

«Herbiniak، L.G. & Alutto، J.A، 2007»

ويعرف «بطاح، 2006» الالتزام التنظيمي، على أنه: ”التزام الفرد العامل في المنظمة بقوانينها وأنظمتها وتعليماتها وقيامه بواجباته بأفضل مستوى ممكن، بغض النظر عن رأيه الشخصي في هذه القوانين والأنظمة والتعليمات المعمول بها في المنظمة. أما الالتزام التنظيمي، فإنه أكثر من مجرد الالتزام؛ إنه الإيمان بأهداف المنظمة، والحماسة لمتطلباتها ورسالتها، لأمر الذي يفترض أن يقود إلى عطاء متميز، وبذل استثنائي في سبيل تحقيق الأهداف“

ويعرف «العبيدي، 2012» الالتزام التنظيمي، على أنه: ”الارتباط القوي بين العاملين والمنظمة عندما تتوافق قيم وأهداف المنظمة مع قيمه وأهدافه؛ مما يجعله يبذل جهدا بهدف إنجاح المنظمة وتقدمها“.

ويعرف «شاويش، 2004» الالتزام التنظيمي، على أنه: ”عبارة عن مشاعر العاملين تجاه أعمالهم وأنه ينتج عن إدراكهم ما تقدمه المنظمة أو العمل لهم“.

ويعرف أيضا الالتزام التنظيمي، على أنه: ”المناصرة والتأييد للجماعة من قبل الفرد العامل في المنظمة، والمودة أو الصداقة المؤثرة في اتجاه تحقيق أهداف وقيم المنظمة، وأن الالتزام التنظيمي نتاج تفاعل عناصر ثلاثة، تتمثل فيما يلي: التطابق، وهو تبني أهداف وقيم المنظمة باعتبارها أهدافًا وقيمًا للفرد العامل في المنظمة. والاستغراق، وهو الانهماك أو الانغماس أو الانغمار النفسي في أنشطة ودور الفرد في العمل. والإخلاص والوفاء Loyalty، والمقصود به الشعور بالعاطفة والارتباط القوي إزاء المنظمة“. «Bruce، Buchanan، 2007»

عرف «عبد الحسين، 2012»، ”الالتزام التنظيمي بأنه إيمان لدى الفرد العامل بالمنظمة بأهمية المحافظة على أداء واجباته تجاه عمله والقيام بها على أكمل وجه مع رغبة في الاستمرار في الأداء على مستوى عال من الجودة إن أمكن“.

كما عرف «فلمبان، 2008» الالتزام التنظيمي بأنه الدرجة التي يشعر من خلالها الفرد بقبوله للأهداف التنظيمية والرغبة بالبقاء والاستمرار في المنظمة الأمر الذي ينعكس على سلوكياته حيث يسعي لنجاح المنظمة وبذل قصاري الجهد لتحقيق ذلك.

وعُرِّفَ الالتزام بأنه التفاعل الاجتماعي من أجل أهداف المنظمة. أو هو الشعور بالارتباط القوي والعاطفة للمنظمة التي يعمل بها الفرد من خلال الايمان بأهداف وقيم المنظمة

«WeiBo Z.، Kaur S. and Jun W، 2010»

وعرف «اللوزي، 2003» الالتزام التنظيمي بأنه: المشاعر التي يطورها الفرد الذي يعيش في مجامع نحو الأفراد والمنظمات والقيم والمبادئ والأفكار وهذه الشاعر تمثل رغبة الفرد واستعداده لتقديم النصيحة لزملائه ومنظمته في العمل.

وعرف «الفهداوي، 2005» الالتزام التنظيمي بأنه الإيمان بالقضية التي يكرس التنظيم نفسه من أجلها وبالأهداف التي يتخذها، وبتصورات الوصول إلى هذه الأهداف، وهو الاستعداد الكامل للانضمام إلى التنظيم وفقاً لهذا الايمان وتحمل كافة التبعات والمسؤوليات المترتبة على ذلك والقيام بكافة المهمات والواجبات المطلوبة والتقيد بالمواقف السياسية والنظام الأساسي والقرارات المتخذة حسب الأصول لدى التنظيم.

يعرف «المعشر، 2003» الالتزام التنظيمي على أنه: ”عبارة عن الموظف الإيجابي للمنظمة والتفاني في العمل من أجل تحقيق أهدافها“.

ويشير «النوباني، 2003» إلى أن الالتزام التنظيمي هو عدم رغبة الفرد في ترك المنظمة لأسباب لها علاقة بزيادة الأجور «الرواتب»، أو الموقع الوظيفي، أو ما يتاح للفرد من حرية مهنية، أو لأسباب تتعلق بصداقات وعلاقات زمالة أوسع مع الأفراد الآخرين.

ويعرف «الكايد، 1999» الالتزام التنظيمي بأنه مصطلح يُستدل عليه من خلال الظواهر والآثار المرتبطة به سلوكيًّا، ولا يمكن الحصول عليه جاهزًا أو يتم فرضه بالإكراه، بل هو حصيلة لتفاعلات العديد والكثير من العوامل والمتغيرات السلوكية.

ويُعَرَّف الالتزام التنظيمي بشكل أكثر شمولاً بأنه: ”قوة ارتباطية تتعلق باندماج الفرد واستغراقه في منظمته الخاصة وذلك يتحقق من خلال الاعتقاد القوي بأهداف المنظمة وقينها وقبولها، والاستعداد لبذل أقصي جهد ممكن لصالح المنظمة، والرغبة القوية في استمرار العضوية بالمنظمة“، يعكس الالتزام التنظيمي مضامين أخرى غير الطاعة المطلقة والاستجابة التلقائية للأهداف التنظيمية، فالالتزام التنظيمي يعتبر حالة من الشعور بالرضا تجعل الفرد يقدم تضحيات كبيرة من أجل أن تكون المنظمة التي ينتمي إليها بشكل أفضل، وهذا يؤكد العلاقة الإيجابية القوية بين الالتزام التنظيمي والحالة النفسية للفرد.

«Mowday، R.، Streers، R.، Porter، Journal of Vocational Behavior»

يتضح من التعريفات السابقة أن الالتزام التنظيمي ينشأ من سلوك الموظف في منظمته؛ مما يدل على مدى التزامه بالقواعد الأخلاقية المتعلقة بعمله، وكذلك الكشف عن رضاه عن وظيفته وفخره والتزامه بها.

وفي ضوء ما سبق يعرف الباحث الالتزام التنظيمي إجرائياً بأنه: "اتجاه إيجابي يعبر عن اقتناع الفرد بالمنظة التي يعمل بها وبأهدافها الأمر الذي يجعله يشعر بأنه جزء أساسي ومؤثر فيها مما يدفعه إلى بذل أقصي جهد في أداء مهامه وتحقيق أهدافها مع استعداده لبذل مجهودات إضافية تطوعية من شأنها إنجاح المنظمة مما يسهم في تقديمها ورفاهيتها.


 

من كتاب : أثر الالتزام التنظيمي في تحسين بيئة العمل وضمان الجودة
تأليف : د/ هاني آل غزوي 2020