أوبرا وينفري والقراءة
من طفولة مليئة بالإساءة وفي منزل بلا كهرباء وبلا شبكة مياه، انطلقت أوبرا وينفري حتى أصبحت واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ من خلال برنامج يحظى بمشاهدة تزيد عن 40 مليون كل أسبوع في الولايات المتحدة وملايين غيرها في نحو 148دولة. هذا ما قالته مجلة المكتبات الأمريكية عن الإعلامية السوداء الأكثر شهرة أوبرا وينفري، حيث نسبت لها أيضا قولها إنها ترجع ثرائها إلى القراءة.
وتقول أوبرا إنها تعلمت القراءة في سن الثالثة حيث اكتشفت حينها أن أمامها عالما واسعا يجب أن تواجهه في حياتها. وأرجعت الفضل في حبها للقراءة لوالدها الذي غرس فيها حب التعلم، وكذلك لزوجة والدها. وتضيف إنه كان عليها أن تقرأ من كتب المكتبة في كل أسبوع قضته معهما وأن تقوم بعدها بكتابة تقرير عما قرأته، وأن إصرار والدها على ذلك وعلى توسيع دائرة معارفها هو ما جعل منها اليوم ما هي عليه.
تقول وينفري بأن زوجة أبيها كانت تأخذها إلى المكتبة مرة كل أسبوعين حيث تستعير خمس كتب، وتقنعها أن تقرأ 15 إلى 30 دقيقة كل يوم وهكذا أصبحت وينفري قارئة عظيمة وأصبحت بليونيرة في سن ال 49، كما اعتبرت أغنى امرأة أمريكية من أصل أفريقي في القرن العشرين والمليارديرة الوحيدة من أصل أفريقي لثلاث سنوات متتالية، وامتلكت محطة فضائية ومجلة شهرية باسمها. وفي عام 2005 أسمتها مجلة Business Week أعظم فاعل خير في التاريخ الأمريكي.
وهكذا فإنه ورغم ما حصل لها من مشكلات في طفولتها حيث اغتصبها أحد أقربائها وحملت في سن مبكرة وأسقط حملها وفقدت بعدها إمكانية الحمل، ورغم عيشها في بيئة فقيرة، فإنها تجاوزت كل ذلك إلى فضاء أفضل وأكثر رحابة وهو القراءة التي استفادت منها في نسيان الماضي وبناء أفضل الجسور نحو مستقبل مشرق وبناء. واستطاعت بالاستفادة من القراءة أن تبني خلفية ثقافية صلبة وشجاعة في مواجهة العالم، ولذلك فإنها تعتبر من أهم الشخصيات العاشقة للقراءة في العالم، وحتى عندما كانت تقوم بإجراء حوار مع شخصية ما فإنها كانت تخصص وقتا في اللقاء لمناقشة كتاب جديد.
تقول أوبرا إنها حصلت على وظيفتها الأولى بسبب مهاراتها في القراءة وقالت «عندما تكون قارئاً رائعاً، فذلك يُسهّل عليك طريق النجاح».
ومما قامت به وينفري تأسيسها «نادي أوبرا للكتاب» الذي وضعت له عدة أهداف منها تشجيع الناس على القراءة، واقتراح كتاب أو مجموعة من الكتب لقراءتها في فترة زمنية محددة. كما قام النادي بتوزيع مئات الآلاف من الكتب على مجموعة كبيرة من المكتبات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية مشجعة إياهم على اتباع نهج تدوير الكتب بين القراء. وساهم النادي إلى حد كبير في خلق توجهات جديدة في مجال القراءة، حتى إنه عندما كان يقوم باقتراح قراءة كتاب ما فإن توزيعه وبيعه يقفز من عشرات الآلاف إلى مئاته وحتى إلى الملايين.
ومن أقوالها في القراءة:
• لا يوجد أي شيء أو نشاط يستطيع أن يحل محل خبرة القراءة الجيدة حيث تنقلك إلى أرض مختلفة ومملكة مختلفة وذلك من خلال الكلمات واللغة.
• بالنسبة لي لا توجد حياة مثلى بدون كتاب.
• بين آونة وأخرى تصادف كتابا يخترق نخاع العظام ويستقر فيه ويبقى هناك إلى الأبد.
• أنا أحب أن أكون محاطة بالكتب، فهي كالفن بالنسبة لي، أو كقطع التماثيل الصغيرة الموزعة في أنحاء المنزل تذكرني دائما بقوة الكلمة المكتوبة، فمجرد النظر إليها يمنحني أنقى أنواع المتعة.