السيد الخباز يحذر من ”ازدواجية الشخصية“ لدى بعض المحجبات
حذر السيد منير الخباز من ”ازدواجية الشخصية“ لدى بعض المحجبات، وما يبدينه من ميل وعلامات غير مشروعة، أمام ضعف البعض من الجنس الآخر في ضبط غريزته وسلوكه.
وقال في محاضرته ليلة الحادي عشر من محرم بمسجد الحمزة بسيهات: إن القرآن الكريم حث الجنسين على صيانة المجتمع من مرض الاسترسال وراء الشهوات ”بغضّ البصر، وعدم إبداء الزينة من جانب المرأة“.
وأفاد بأنه ليس من الضرورة معرفة الأهداف والعلل لتطبيق أحكام الفرائض، موضحاً أنها أمور تعبدية وهي ”حق لله“ ليس لنا القرار بقبولها أو رفضها.
وشدد على أن ”الحجاب فريضة“ كالصلاة والصوم وحرمة شرب الخمر، نزل فيها أمر إلهي، وسواءا علمنا سببها وفلسفتها أم لا، فلا بد من تطبيقها.
وتطرق إلى ما ذكرته الآيات القرآنية في أهداف بعض الفرائض، كالصلاة ”تنهى عن الفحشاء والمنكر“، والصوم ”لعلكم تتقون“، وحرمة الربا ”منعاً للظلم، والحجاب“ فلا تؤذين".
وأشار إلى عدة منطلقات في فلسفة الحجاب ومنها ”الاجتماعي“ متطرقاً إلى ما أوضحته المدرسة ”السلوكية“ ضمن قانون الحاجات والمثير والإستجابة، في أنها قد تكون استجابة ”سوية أو مرضية“، فإذا ما قامت المرأة بتليين صوتها أمام الأجنبي قد ينساق وراء تأثيره الضعيف في التحكم بغرائزه.
ودعا ضمن المنطلق ”الروحي“ إلى التخلق بمبدأ تأجيل اللذة ”اللذة في تأجيل اللذة“ كما يقول أهل العرفان، مشيراً إلى ثلاثة أساليب للتأجيل ”المعوّض، والمثمّن، والمبدئي“.
وأوضح أن ”المعوّض“ كما في تأجيل الطالب بعض المتع اللحظية والعوض في التفوق، ”والمثمّن“ كما في بذل الجهد والوقت لأجل المجتمع للحصول على الثناء، لافتًا إلى أن تأجيل اللذة لأجل ”المبدأ“ هو أرقاها.
وشرح في التأجيل ”المبدئي“ بطبيعة المرأة التي تحب أن تحصل على المدح والثناء من الآخرين على جمالها وأنوثتها ورقتها حتى العفيفة ضمن فطرتها، إلا أن استجابتها للتأجيل ”المبدئي“ عن إبراز مفاتنها بالحجاب ”مظهر روحي“ يدل على قوة الإرادة والصبر والتحكم في الغرائز.
وأشار في المنطلق ”العرفاني“ إلى أن الحجاب عزة للمرأة ويتطلب مزيج من صفتي الجمال بالجلال، موضحاً بأن المرأة بتكوينها لوحة جمالية، فإذا تحلت بالستر والصيانة والتقنين في إبراز مفاتنها ضمن الدائرة الشرعية في القرآن ولم تبتذلها لكل ناظر، تمتلك صفة العزة وتُرى غالية ومهمة.
وتطرق لبعض الإشكاليات التي يطرحها البعض في ذلك ومنها ”حرية المرأة في إبراز مفاتنها“، ورد بأنه لاقيمة للحرية إذا كانت ستؤدي إلى هدر الكرامة، أو كانت على حساب صحة الإنسان كما لو تم رفض الأخذ بالإجراءات الإحترازية ضد الكورونا.
وذكر أن البعض يعلل العفة بأنها أمر جوانحي ولا داعي لإبرازه ضمن الحجاب الشرعي، مبيناً أنه لا مضمون بدون شكل يبرزه، ولا العكس.
وحذر من الأثر الخطير في المنطلق ”الأسري“ في ترك الحجاب وإبراز المفاتن على ”جفاف العلاقة الزوجية“، فكثرة المغريات تجعل الزوجة غير كافية لزوجها الذي يقع بسبب ذلك في ”الشره الجنسي“، ويصبح البيت بمثابة السجن، والمرأة تفقد الشعور بالسكن والإشباع العاطفي فتتوتر العلاقة بينهما وتؤثر في الأبناء.
وأشار إلى أن مثل هذا الجو يؤثر في الأبناء سلباً ليصبحوا ”قلقين، متوترين“، بعكس ”الحميمية“ بين الأبوين، تجعلهم ”واثقين من أنفسهم، مبدعين، منتجين“.
وشرح في المنطلق ”الإعلامي“ بأن الإعلام يهتم بدلالة الرموز، موضحاً أن الحجاب رمز للهوية والحضارة الإسلامية، والتزام المرأة بدينها ومبادئها.
ودعا إلى الإقتداء بالقيم الزينبية في التمسك بالحجاب ووقوفها ع أمام يزيد خلال أحداث كربلاء ”أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله سبايا قد أبديت وجوههن، وهتكت ستورهن، لا من حماتهن حمي، ولا ولاتهن ولي“.
واختتم بأن حادثة كربلاء علمتنا كثير من القيم، كما في مبدأ التأجيل ”وتشربين بارد المعين، يا نفس بعد الحسين هوني“، الإصرار على المباديء وعدم التنازل عنها ”تا الله لا يحكم فينا بن الدعي، آليت ألا أنثني“، التعاون من أعمار مختلفة والإقبال على العبادة حتى في أحرج اللحظات ”رضا بقضائك وتسليم لأمرك“، شموخ زينب وارتباطها بالله ”حتى ترضى“.













