منير الحجي وحب الحسين

نسرين مجيد الشاخوري * 21 / 8 / 2021م - 12:28 م

عظم الله أجوركم بمصاب أبي عبد الله الحسين وأحسن الله إلى سيدتي ومولاتي العزاء.

نحن نخشى أن نكتب شيئاً لايليق بالفنان المبدع: «منير الحجي» ابن القطيف، الفنان الذي كرس مشواره الفني في حفظ تراث القطيف ابتداءً من خيرات بحرها مروراً بزراعتها..

التفتت فرشاته الذهبية لمواضيع عديدة مبهرة كلوحة براحة الحليب قديماً ونخيل القطيف وأشجار القرم، معماريات القطيف والبيوت القديمة التراثية،. وحتى المهن والعادات والتقاليد.

تميز بتنوع أساليبه الفنية فقد مر بالفن التكعيبي والواقعي والتأثيري الذي امتاز بقوة ضرباته اللونية.

له العديد من الكتيبات الفنية كما أنه من أحد مؤسسي جماعة الفن التشكيلي بالقطيف..

الفنان منير الحجي كان معلماً للتربية الفنية.. كما تأثر في بيئته من الطفولة بأجواء حسينية وتربى على حب الفن والإبداع.. فدمج بين حياته اليومية وبين الفن...

تفانى بالعطاء بلا شروط ولا حدود..

فها هي فرشاته اليوم تفاجئنا برائعته الفنية، لوحة عاشورائية بانورامية بطول ستة أمتار وارتفاع مترين، قد نشرها للعلن في العاشر من محرم. والذي استغرق في رسمها 3 سنوات. عمل متقطع.

قد سبق ورسم الفنان منير الحجي لوحات عاشورائية حسينية لكنه يعتقد بأنها غير كافية ووافية، ويعتبر هذا العمل بمثابة واجب عليه لخدمة الإمام الحسين .

العمل البانورامي هو عمل ملحمي سيخلده التاريخ ولن ينساه أهل القطيف أبدا.

لا يخفى علينا أن كل إنجاز عظيم وعمل جبار مر بمراحل وصعوبات، مراحل التكوين والفكرة ومراحل البحث وتشبع العين لونياً وفنياً ولحظات من الألم وليالي من السهر، وأيام من الحيرة، حتى تكونت هذه الرائعة العاشورائية..

أرى انبثاق حرارة ولهيب المعركة يتأجج بوسط اللوحة.. حتى تكاد أصوات السيوف وصهيل الخيول تسمع من خلالها.

اتجاهات السيوف شائكة بشكل ديناميكي عجيب.

ألوان اللوحة متناغمة متداخلة مع خلفية رملية هادئة.

توزيع الخيول والمحاربين وتفاصيلهم المبهرة تجعلك تميز الأعداء والأنصار..

الأبعاد الموجودة تتسع في أطراف أرض المعركة..

مواقع المخيمات وضربات اللون الأحمر على التربة..

أشجار النخيل متوزعة بشكل جميل..

كم هو عمل رائع بكل تفاصيله.

وسم فخر واعتزاز ومجد على صدر الفنان منير الحجي

تباركت الأنامل الأمينة ولا جعله الله آخر عمل لخدمة أهل البيت .