آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 11:56 م

ضربة العلم لعبّاد العقل من الملحدين وغيرهم

زاهر العبدالله *

المحاضرة الحادي عشر: ليلة العاشر 1443 ه
شيخ: عبد الجليل البن سعد
عنوان المحاضرة: ضربة العلم لعبّاد العقل من الملحدين وغيرهم

المنحى الأول والثاني:

تقسيم العقل بنوعين من وجهة حقيقة إسلامية

العقل الأدنى - العقل الأعلى

فاذا عرفنا العقل الأدنى سنتعرف على العقل الأعلى

العقل الأدنى:

إذا وضع الإنسان في غرفة مغلقة وبها نافذة تطل على الحياة بشكل عام من جبال وحيوانات وغيرها من المخلوقات فلو أغلقنا كل منافذ النور فيها من كل جهة فتتعطل حاسة البصر ولكن ستنشط حواس أخرى مثل حاسة اللمس فيتحسس ما حوله من أمور صلبه وولينة وكذلك حاسة السمع إذا سمع بعد الأصوات ستنشط هذه الحاسة وكذلك الذوق ولكن حين نفتح النافذة المطلة على الحياة مستعمل حاسة البصر فيرى الطبيعة من حوله فهل إذا أراد شيئاً منها على مسافة بعيدة يستطيع أن يلمسها بيده هنا ستتعطل هذه الحاسة ففي الوقت التي تنشط بعض الحواس تتعطل أخرى حسب الظرف والمكان.

فائدة المثال:

أن هذه الحواس مرهون نشاطها بما يتوفر لها من ضروف فتارة تعمل كلها وتارة ينشط بعضها ويتعطل بعضها أو يتمركز على حاسة ويترك بقية الحواس. يكشف لنا هذا الحال أن العقل لا يكتشف كل شيء بتفاصيلة ولذا يسمى بالعقل الأدنى بخلاف العقل العقل الأعلى يرى كل الزوايا بمنظار واحد بكل تفاصيلها وكل خفاياه وزواياه متناظرة فهل هذه متوفرة لعقل الإنسان؟

الجواب لا. ولذا من صفات الحق سبحانه في الدعاء «يامن هو المنظر الأعلى» هذا المنظر الذي لا حد فيه وتتناظر فيه كل الأشياء ولم يصل إليه أحد من الخلق ولم يدعيه أحد لنفسه ما عدا من وهبه الحق سبحانه وهو المصطفى ﷺ كما في قوله تعالى ﴿ولقد رآه بالأفق المبين المبين هنا بمعنى لا ظلمة فيه.

المنحى الثالث:

التقدير الإلهي في العقل الأدنى

العقل الأدنى ومحو الأمية:

الدين والتراث الإسلامي سعى في تجميل العقل وليس المجاملة وذلك بالتعليم والكسب ولذا يحتاج العقل لمدارس لينموا ويتكامل فيها ويندمج بالعقل الأعلى وهذا ما قام به النبي الأعظم ﷺ حيث يحرك العقول ويرفع مستوى الوعي عند قومه.

يذكر أحدهم أن هذه الإنسان عبارة خلية بها فليم وقته ملايين السنين وكل ما يحدث الآن هو تمثيل لذلك الفلم الموجود.

فحين يعطي الله سبحانه هبات لبعض الأنبياء في كل زمان لسابق علمه أنه سيبْدع في هذه النقطة من التمثيل وليس غيره.

إذا العقل الأعلى يدعوا العقل الأدنى ويقول له عليك أن تنمو وتتطور لكي تصل إلى العقل الأعلى كما في الدعاء «أنت دللتني عليك» بمعنى أن الله سبحانه قدم هذه الدعوة المفتوحة أمام كل عقل دنيوي. وحتى النبي الأعظم محمد ﷺ أتته دعوة الحق سبحانه فأمن وصدق واستجاب لأنه سلّم المركزية المطلقة له وحده لا شريك له.

مثال: لو قلنا أن من مقررات محو الأمية مقرر «أسمه العلة والإرادة» من ذوي العقول الدنيا من رسب في هذا المقرر فألحد ومنهم من أمن بسبب هذا المقرر

العقل الأدنى في الغرب في عصر الصحوة التي ظهرت في قرن الخامس عشر بما يسمى عصر الحداثة

قال: هناك من قال أن لكل موجود علة وليس هناك إرادة تعالج السبب وهناك الطرف الأخر وهم الفيزيائيين في القرن العشرين خالفوهم

فقدموا حقائق رهيبة فركزوا على فاعلية الإرادة وهي تتحكم في العلة بما تملكه من خارطة للعلل فضربوا مثالاً

الجاذبية: إذا رأيت حجر على الأرض وهي مستقرة على الأرض لماذا؟ لوجود الجاذبية

فلو جاء إنسان وأخذ هذه الحجر ورمى به عالياً فارتفع من الذي رماه؟ ستقول ساعد الإنسان وهذا خطأ وإنما إرادة الإنسان وهذه الإرادة واعية لأنها كانت تمتلك برامج قانون الجاذبية بين الحجر وبين الأرض، ولأن الإرادة واعية هيمنة على قانون العلة.

فحين نتحدث عن عروج النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم إلى السماء يحتاج إرادة واعية ليهيمن على قانون الجاذبية وقانون الحجب كي يتمكن من الصعود.

فالعقل الذي يقول أن الذي مكن الحجر يطير في السماء هو العقل الأدنى والذي أدرك عروج النبي الأعظم إلى السماء هو العقل الأعلى.

مثال أخر: الحرارة تتنقل من الحار إلى الأقل حرارة وعبر مليارات السنين لمن - يقول بذلك - أن الجسم الحار ينتقل الى الجسم الأقل حرارة. فجاء العصر الحديث

وقال: هناك عكس ذلك وهي الديناميكية الحرارية التي تنقل الجسم البارد إلى الحار فمن صنع هذه العملية هو الإنسان ولكن بمليء إرادته لأنها واعية فاستطاعت تهيمن على القانون لأنها واعية وذكية لأنه تعرف بالخارطة بأدق تفاصيلها.

الفائدة من هذين المثالين:

أن فوق قانون العلل هو قانون الإرادة الذي تتحكم بالعلل

فحين نأتي لقوله تعالى ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ «42» ص.

يقول المفسرين أن نبي الله أيوب تعفن جسمه حتى خرج الدود منه

وقد يقول البعض طبياً أن الجسم إذا تعفن المفروض أنه يموت ولكن حين تكون الإرادة واعية بالعلل فإنها تهمن على قوانينها فصبر نبي الله أيوب على هذا البلاء العظيم إرادة أبطلت قانون العلة الطبيعي أو كشف علاج مشكلة الحياة مع وجود عفن الجسم ولذلك تمكن من البقاء حياً.

كذلك حينما يتلقى الإنسان ضربة على مفرق رأسه بسيف مسموم يجب أن يموت في لحظاته الأولى كائن من كان ولكن إذا بقي أنسان بعد هذه الضربة ثلاثة أيام وبكامل وعيه وهو أمير المؤمنين وهذا متسالم عليه تاريخياً عند الفريقين هذا يكشف لنا أن هناك إرادة واعية فوق قانون العلة ومهيمنة عليه.

المدرسة الوضعية خارج المدرسة

زملاء مدرسة محو الأمية «تيار فلسفي اسمها المدرسة الوضعية»

لأنهم قالوا أن الفكر البشري وهو الفكر الأدنى «العلق الأدنى» أن غاية العلوم عند الإنسان هي كل شيء خاضع للتجربة يسمى علم وغيره ليس كذلك وكل شيء خارج دائرة العلم مرفوض.

ولكن الفزيائيين خالفهم هذا الرأي تماماً

فقالوا: هناك علوم خارجة عن العلوم الطبيعة والتجارب الشخصية مثال ذلك الإرادة.

وأن هناك كائنات في الكون لها بداية لم نعرف علتها ثم ألهمنا علتها ومخلوقات لها علة واحدة ولكن اكتشفنا أن لها علل متعددة في الوجود فتغير مبدأ الحتمية في العلم إلى الاحتمال بعد تجارب متعددة.

مثال ذلك: هناك مخلوقات داخل الإنسان بها شفرات كل صفات الإنسان مثل dna. وهناك مخلوق أسمه

الصوط البكتيري: هي مخلوقات دقيقة جداً لها صوط تتحرك به وهي بالغة التعقيد وتدلل على وجود إرادة واعية تحركها وسرعة دورانها 100 الف دورة في الدقيقة الواحدة وبها 30 بروتين فلو نقص بروتين يبطل دورها مثل ما ذكره «بهي» ورد على دارون في الخلق العشوائي وإنه لا يمكن اختزال الخلق.

وهنا فوائد:

العلماء الفيزيائيين الكمومين هؤلاء نبشوا كتب قديمة رفضوا أخذ مافيها سابقاً لأنهم اعتبروها اساطير مثل السفر عبر الزمن وطي الأرض.

واعادوا النظر والتحقيق فيها من جديد.

غاية هذا البحث

وما ذكرناه سابقاً أكثر ما يستفيد منه ثلاثة أنماط من الناس

1 - من تورطوا في الإلحاد

2 - هناك من أعجزته أسئلة الإلحاد ولكن مؤمنين وبقوا على ذلك لكن حرت من أن أجد إجابات شافية لإشكالاته

3 - من يبحث عن الفقاهة في دينة: وهي تعني هو أن تستمتع بكل علم يتصل بالدين سواء احتجت له أو لم تحتاج إليه.

فحين تمر بأحداث مرت على الامام الحسين توجع القلب وتقول إنها مستحيلة عقلاً تعرف بعد هذا البحث أن هناك إرادة فوق قانون العلل مثل استخراج السهم المثلث من ظهر الحسين .