آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

مركزية الإنسان في الفن

زاهر العبدالله *

المحاضرة التاسعة: 1443 هجري
شيخ عبد الجليل البن سعد حفظه الله.
س: الفن جميل لماذا يصبح قبيحاً؟

عناصر المحاضرة

1 - هن الفن فردي أو اجتماعي
2 - ما هو موقف الدين من الفن
3 - عمق الفن القرآني
4 - الفن بين الجميل والقبيح

«1» هل الفن فردي أو اجتماعي؟

هناك من كلوستي يقول الفن هو لغة فردية يعبر عن عاطفة والمواقف الانفعالية وتعبر عن المزاج الشخصي.

في المقابل من الفلاسفة يقول أن الفن ليس فردياً بل هو حالة مزج من الفرد والمجتمع أو دمج بين الطرفين ليعطي في النهاية فكر كتجربة شخص وأثرها على مجتمعة مثل تجربة أبي علي سينا مع مجتمعة اذا الفن ينقل أو يدرس التجربة.

تنبيه: ذكر الأسماء ليس ترويج لها أو تأييد بل هو للتوسع في عرض الشبهه كي تقوى الحجة بشكل أوسع.

الفن يلتحم فيه عدة تجارب سواء كان تصورياً أو لفظياً أو غير ذلك.

الفن فيه قدرة على الخلق وفيه يد تصنع ومهارة وفيه روح اجتماعية نابضة كخلاصة لما ذكره زكريا إبراهيم في كتابة في مشكلة الفن ص 59.

كلامنا في السؤال السائل. وهناك سؤال مسؤول

والفرق أن السؤال المسؤول يحلل سؤاله وتخريج سؤاله وفلسفته الخاصة

«2» ما هو موقف الدين من الفن؟

لا يختلف أحد أن زعماء التاريخ لا يستغنون عن الفن لاحظ أن الأمراء والملوك يهتمون بالآثار الفنية كما في الإمارة الحمدانية كان لهم قصر به فنون نفيسة وتحف رائعة ولكن تم الانتقام منهم لمحو كل أثر لهم خصوصاً أن سيف الدولة أهتم بألوان الفن من العلم والجمال من المنحوتات وغيرها. وكان هناك فن أسم السريالي له رموز وشفرات خاصة لكل فنان حيث تخرج من مكنون النفس وتعبر عنه فتصاغ في لوحات فنية حيث يصعب تفسيرها بسهولة على من يشاهدها والذي يهتم بكوامن النفس.

الفن سلاح أسر العقل والروح والعاطفة وبيان ذلك في نقطتنا التالية

«3» عمق الفن القرآني

حين يسألك أحدهم عن الفن القرآني يحيلك على الفن البلاغي في القرآن الكريم فقط في غالب الأحيان كما أدرك ذلك فصحاء الجاهلية. مثال الوليد أبن المغيرة حين بعث إلى الرسول ﷺ ليحرجه ولكن حين رجع معه

«فما أقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل أعلم في الاشعار مني ولا أعلم برجزه مني، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله لحلاوة، وأن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى»

م: البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - الصفحة 57.

حين رجع الوليد لم يلحظ فقط الفن البلاغي فقط بل ذهب ابعد من ذلك

حمل الوليد مداليل ثلاثة لإعجاز القرآن الكريم

أ - الحلاوة:

هو ما يلتذ به السمع من صوت جرس كلمات القرآن الكريم وهذا مذاق محسوس.

ب - الطلاوة:

درجة أعلى من الذوق الحسي وهو أمر يلامس الروح بكل أبعادها.

ج - يحطم ما تحته ويعلو ولا يعلى:

وهو خاص بالعقل يعني فيه حركة ويغلب غيره

يقول سيد قطب عن القرآن الكريم حين في التفسير الموضوعي تتجلى له معجزته حيث يتكلم في كل زوايا الموضوع مثل مفردة الإنسان حيث يتناول كل ماله علاقة بالإنسان الفردية والاجتماعية والنفسية وتداخل الأجيال فيدخلك في عمق عاداتهم وتقاليدهم.

والبعد الجمالي في القرآن الكريم: حيث أهتم بعرض الجمال وعادتاً يستطرد القرآن جمال الطبيعة من انسان وحيوان ونبات وفلك.

مثال الحيوان

قال تعالى ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ «5» وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ «6» النحل.

وفي الإنسان المتحرك:

قال تعالى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا «70» الاسراء

يقول السيد قطب كم هنا فرق بين المدارس الدنية الأخرى في التعاطي مع الإنسان

فبعض المدارس الوضعية التي حطت مقدار الإنسان حين أرادت تفسير الإنسان

كما هي نظرية الدارونية التي حطمت نظرية الأفضلية وأنه الأشرف في الخلق وقالوا أن أصله حيوان وهذه الجذوة التي اشتعل الفكر الماركسي وظهرت تاريخية الانسان بخلاف القرآن الكريم الذي جاء بحالة من التوازن لكرامة الانسان وكيف وجوده بين المخلوقات وأن يكون الانسان حالة يحب خالقه.

وأنصح الشباب لقراءة كتاب الدكتور محمود البستاني ولذلك لقلة من تكلم عن الفن.

«4» الفن بين الجميل والقبيح

فن الشعر في تاريخ الانسان

الإنسان له طابع تاريخي مثل اشتغاله بالمجون والخمر والهجاء والحرب والتفاخر وهذا أثر في تاريخ الانسان والقى بضلاله على واقع المعاش وتخلص بعض الشعراء من الهجاء والحروب وغيرها ولكن مازال بعضهم في التهاويم والهوس يشغل مساحة فيه. مع رفع القبة التقدير عند شعرائنا الذين حافظوا على الأصالة

الرؤية الدينية من الشعر

النبي ﷺ وقف بين موقفين بداية الدعوة ثم بعد قوة الدعوة وشجعوا على الشعر الهادف والقيمي كما شجع النبي ﷺ على فن الخطابة وضخ فيها روح الكلمة وهناك من المعاصرين مثل السيد موسى الصدر الذي تميز بقوة خطابه وسلاسة عباراته

فن الغناء:

تعال للمتدين الذي له حضوره في المساجد والحسينات والنوادي الدينية ولكن مدمن للغناء وهو سحر الكلام كما يقول الجرجاني يلهي الثكلان ويهمن على الجماد الصامت في صورة الحي الناطق.

ولكن في الطرب يقولون به طاقة يفجر الطاقة الداخلية التي لا تجعل الإنسان في توازنه العام.

ينقل أبو الفرج الأصفهاني في كتابة الأغاني كان في مجلس الوليد وكان أمير مطرب أسمه أبو عائشة كان يغني بين يديه فطلب منه الإعادة فعاد ولكن بزيادة من الصخب فارتمى الوليد في حضن هذا المطرب وقبل كل عضو فيه ثم طلب الوليد في التكرار زاد في الصخب فنزع ثيابه أمام الناس.

ولعل البعض يقول هذا لا يصدق. تعال لأيام خلت في قناة اليوتيوب ويرى تلك الفتاة التي فقدت توازنها وخرقت الصفوف واحتضنت المطرب أمام الناس.

وهناك الفن الهادف هو:

الذي ينبض بروح الإيمان والتقوى مثل أرتجاز الأبطال في كربلاء مثل علي الأكبر حين قال «أنا علي ابن الحسين ابن علي - نحن وبيت أولى البني - اضربكم بالسيف أحمي عن أبي - ضرب غلام هاشمي علوي»