الشيخ الصويلح: بعض مشاهير برامج التواصل يقفون وراء ارتفاع حالات الطلاق
قال الشيخ محمد الصويلح بأن الطلاق يخلف آثاراً نفسية وخيمة على الزوجين بعد وقوعه، كما يتسبب في ضياع الأبناء بل ويؤثر ذلك سلباً على مستقبلهم على المدى البعيد.
وأشار في تاسع محاضراته العاشورائية إلى أن من أبرز أسباب الطلاق في الوقت الحالي هو عدم وجود النضج الفكري الكافي في أحد الطرفين أو كلاهما، فتغيب عنهما ثقافة إدارة الحياة الزوجية، بل ويصل الحال إلى أن البعض لا يعرف أهم المسائل الشرعية الابتلائية المتعلقة بالمقاربة أو النفقة أو غير ذلك مما يخص أمور الزواج.
وحث على إلزام المتقدمين للزواج بالالتحاق بدورات تدريبية تختص بكيفية إدارة الحياة الزوجية، بحيث لا يُوثَّق العقد إلا بعد أن ينجح المتدرب في الإمتحان، موضحاً بأن بعض البلدان قد خاضت هذه التجربة وخرجت بنتائج جيدة، فقد انخفضت نسبة الطلاق بشكل كبير بعد فرض هذا القانون، مقارناً هذه التجربة في تلك البلدان بتجربة فحص ما قبل الزواج في المملكة، فبعد أن تم اشتراط الفحص ما قبل الزواج، انخفضت نسبة المصابين بالأمراض الوراثية بشكل ملحوظ.
ولفت إلى أن من الأسباب المستحدثة التي تتسبب بتفكك الحياة الزوجية هي متابعة بعض الأشخاص في وسائل التواصل الإجتماعي ومحاولة تقليدهم في نمط العيش، فقد كشفت الاستشارية الأسرية عبير باكدم عن أن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي هم أحد أهم الأسباب التي برزت أخيرًا وراء ارتفاع حالات الطلاق في المملكة.
ومضى يقول: عندما تظهر إحدى المشاهير وتصور خروجها مع زوجها وكيف أنهما سعداء، مع العلم بأن هذا ليس هو الجانب الحقيقي لعلاقتهما، ولكن المتابعين لا يعرفون هذا الأمر، فيشعرون بالنقص ويقارنون حياتهم بحياة هؤلاء المشاهير والذين يتصدرون هذه الوسائل.
وأوضح بأن الدراسات التي استعرضها بعض أهل الاختصاص مؤخراً تشير إلى أن بعض الزوجات تطلب على سبيل المثال من أزواجهن إظهار الرومانسية بشكل علني كإمساك أيدهن في الأماكن العامة وتصوير تلك اللحظات ومشاركتها على ”سناب شات“، وهو ما يرفضه الكثير من الرجال، كون المجتمع لا زال محافظاً، فتنشب الخلافات بين الزوجين لشعور الزوجة بالنقص العاطفي، مقارنة بالمشاهير اللواتي يعرضن حياة خيالية لا تعكس الواقع أبداً.
وقال بأن في العام الماضي، قد ارتفعت معدلات الطلاق في المملكة بنحو 13% مقارنة بالعام الذي قبله.
وبحسب الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، فقد بلغ إجمالي عدد صكوك الطلاق 57 ألفا و595 صكاً، سجلت أغلبها في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2020م.













