آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

يكفيني مجلسا واحدا

عبدالله الحجي *

لاشك ”إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبدا“ كما قال جده المصطفى ﷺ، ولديهم تلهف واشتياق لحضور مجالسه خلال أيام عاشوراء ولكن تقف الظروف حائلا دون ذلك للالتزام بالاحترازات الصحية بسبب كوفيد - 19 ومحدودية العدد.

يشعر المؤمنون بالحزن والأسى عندما يقفون على مجالس أبي عبدالله الحسين ولا يحصل لهم فرصة لحضور ولو مجلس واحد سواء عبر التسجيل المسبق أو الحضور لمن سبق. بينما تجد البعض ممن يحضرون عددا من المجالس ليلا ونهارا.

لضبط الأمر لابد من التعاون والتكاتف من قبل وكلاء الحسينيات والحضور بعيدا عن المحسوبيات والواسطات بغض النظر عن القرابة والدعم المادي والخدمة. فكل هذه الأمور لا تُخول المسؤولين عن الحسينيات لتجاوز النظام وإعطاء هذه الفئات فرص لحضور المجالس يوميا تأسيا بأخلاق وقيم صاحب المصيبة الذي خرج من أجل العدل والإنصاف والإصلاح والتضحية والإيثار. وهنا أيضا يبرز دور هذه الفئات للتحلي بالإيثار والاكتفاء بمجلس أو مجلسين على الأكثر لكي لاتسبب الإحراج للوكلاء وتفسح المجال لغيرها من المؤمنين قربة إلى الله تعالى ليشاركوا بالحضور ولو مجلس واحد ليستشعروا تعظيم وإحياء هذه الشعيرة العظيمة حضوريا بالإضافة إلى المجالس المتنوعة عبر البث المباشر.

القرابة ليست مبررا لحضور جميع المجالس أو أكثرها فالحسينية ليست ملكا للعوائل التي تخدمها وهي وقفا للمولى الحسين لخدمة جميع المؤمنين. والداعم المادي طوال أيام السنة أو خلال أيام عاشوراء ليس من حقه أيضا إلزام الوكلاء بحضور جميع المجالس فعمله خالصا لوجه الله تعالى ولا بد من الابتعاد عن الأنا وفسح المجال للإخوة المؤمنين للحضور مكانه ولن يضيع أجره. وكذلك الحال مع خدام الإمام الحسين فالمطلوب تقليص العدد قدر المستطاع للخدمات المهمة فقط. لقد أُعجبت كثيرا بسمو خلق البعض منهم وتصرفهم الراقي بالتنازل عن الحضور لغيرهم بعد انتهاء مهمتهم في بداية المجلس محتسبين ذلك قربة إلى الله تعالى ولن يضيع أجرهم عند أكرم الأكرمين بأن يكونوا شركاء مع من حضر مكانهم.

نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى وأن نكون حسينيون بمعنى الكلمة ونسير على نهجه وننهل من أخلاقه وقيمه ويكتفي كل منا بما حضر من مجالس ويفسح المجال لإخوانه المؤمنين الذين لم تحالفهم الفرصة، وكذلك التحلي بالأخلاق الحسينية من صبر وحلم وحسن ظن وعدم الإساءة والتعدي على الآخرين مهما كانت الظروف والمواقف.