كفانا جهلاً
في كُل عام يتجدد فيه ذكرى عاشوراء تتصادم الأفكار بتنوعها بطبيعة المناسبة ومالها من منزلة لدى أتباع أهل البيت فهناك سيل من المحاضرات منها ما يحتوي على التراث الديني أو القضايا الاجتماعية أو الفكرية وغير ذلك.
للأسف ما تشهده الساحة اليوم من مهاترات وتصفية حسابات نابع من جهل متجذر وأفكار تخطف المجتمع لدائرة التناحر والشقاق.
والمحزن أن من يمارس نشر الجهل يتربع على المنبر الحسيني الذي من المفترض أن يكون جامع للأمة وليس لطائفة بعينها.
لستُ في موضع اصطفاف أو دفاع ولكن أنا في موضع تبيان أمور أنهكت المجتمع عقود من الزمن ولا زال الجهل سيد الموقف.
من المفارقات أن من يخوض في هذه الأمور لا يفرق بين العقيدة والشعيرة والطقوس وتجده يقسم المجتمع حسب آراءه المنزهة عن الخطأ فتارة يستشكل وتارة يخرج المختلفين معه من المذهب إن لم يكن من دائرة الإسلام وكل من يخالفه يكون ضد القضية الحسينية.
خلاصة القول.. المجتمعات لا ترتقي إلا بالنقد البناء القائم على العلم وليس على السفسطة والتنابز والتجريح وسرد الماضي.
في الختام لنا في الامام الحسين خير قدوة فهو الذي خير أصحابه بين البقاء والذهاب ليلاً ليلة العاشر من محرم فقد أعطاهم كامل الحرية للاختيار ونحن الذين نحيي ذكراه اليوم نجبر بعضنا البعض على اتباع ما نراه حق ونمنعهم عما نراه باطل.