عذراً.. اكتمل العدد!
عبارة باتت مألوفة في زمنٍ أصبحت الاحترازات الصحية تفرض نفسها على إحياء عاشوراء الحسين ، ولا يبقى الموضوع في حدود وجود هذه العبارة على المجالس والحسينيات التي تحيي هذه الذكرى الأليمة، وإنما تعدّى ذلك إلى وجود بعض المشاهد المؤلمة التي تتنافى مع قيم هذه الشعيرة المقدسة، فكم من مشهد يصور لنا رجل أخذ به المرض مأخذاً كبيراً ولا يستطيع المشي إلا باستخدام عكاز رباعي ليصل بصعوبة إلى باب الحسينية فيجد الطريق أمامه مغلقاً، فيضطر إما أن يعود أدراجه بعد ما تكبّد عناء المسير، أو يجلس أمام باب الحسينية دون أن يحظى بالاستماع إلى مجلس أبي عبد الله الحسين .
ويتكرر الموقف مجدداً مع امرأة قضت عمراً في مثل هذه المآتم المباركة، واليوم ومع كبر سنّها توصد الأبواب أمامها لأنها جاءت متأخرة.
هنا على القائمين على هذه المجالس الحسينية أن يتأملوا قليلاً فنهضة الإمام الحسين إنما كانت من أجل تجسيد القيم، وتوقير الشيخ الكبير من أجلى تلك القيم.
كما أن تطبيق القانون الرسمي لا يتنافى مطلقاً مع الروح الإنسانية.
لذا أدعوا إلى مبادرة إنسانية تقضي بعدم رفض أي رجل كبير في السن، أو امرأة كبيرة في السن من التشرف بحضور هذا الموسم العظيم.
فمن جهة كبار السن ليسوا على دراية بالتقنية الحديثة، كما قد لا يستسيغون متابعة المجلس الحسيني عن بعد.
ومن جهةٍ أخرى بإمكان القائمين تحديد مقاعد معينة لمن يأتون للمأتم متأخرين من كبار السن.
كما يمكنهم أيضاً أن يستأذنوا من أحد الشباب ليشغل مكانه هذا الشيخ الكبير، ولن يُحرم هذا الشاب من الأجر والثواب بل قد يكون ثوابه مضاعفاً.
إن إحياء عاشوراء الحسين ينبغي أن يعزز فينا القيم الإنسانية، وحين يكون هناك قانون رسمي، ينبغي علينا أن ننظر لروح القانون، وليس لحرفيته حتى وإن كانت على حساب مراعاة كبار السن.
وبلادنا - راعاها الله - تولي اهتماماً كبيراً بكبار السن في كثير من الدوائر الحكومية والرسمية، ومجالس أبي عبد الله الحسين ينبغي أن تكون أولى بذلك الاهتمام.