ورغم كورونا تسقيهم من معين الحسين (ع)
معلمة تحتضن 1000 طفل في فضاء «العزاء الالكتروني»
لأنها تؤمن بأن الأطفال هم أحباب الله، وملائكة الرحمة، وبهم يحيا تاريخ الإمام الحسين
ويتجدد جيلًا بعد جيل، ارتأت إحدى معلمات رياض الأطفال أن تصنع فضاءً عاشورائيًا الكترونيا للأطفال الذين أجبرتهم الظروف الراهنة على عدم التواجد في مجالس الإمام الحسين
.
والتحق في قناتها الحسينية «أنا أحب الإمام الحسين» عبر برنامج التليغرام 1129 طفلًا وطفلة شاركوها لإحياء الأيام العاشورائية في منازلهم.
وهدفت المعلمة زينب حسن المادح والتي تعمل لأكثر من 20 عامًا في رياض القطيف الرائدة التابعة لجمعية خيرية القطيف من هذه المبادرة لإيصال الأهداف التربوية والمبادئ الحسينية التي خرج من أجلها الإمام الحسين
للأطفال.
وبصوتٍ محب قالت «انتابني الحزن في الليلة الأولى من محرم حينما خرجت للاستماع في المجلس الحسيني ورأيت المجالس تخلو من الأطفال الذين اعتدنا أن نراهم بلباسهم الأسود وبعصاباتهم الحسينية على رؤوسهم فارتأيت عمل قناة على التليغرام ليستفيد الأطفال وهم في منازلهم عوضًا عن شعورهم بالحرمان».
وتحدثت عن سعيها من خلال البرنامج الحسيني الذي سيستمر لمدة عشرة أيام على التركيز على مبادئ قضية عاشوراء ومحتواها الديني والإنساني والاجتماعي من قضية الحفاظ على الصلاة رغم كل الأحداث الصعيبة، والإيثار والتضحية والأخوة، والصداقة، وعلاقة الأم والأب والأخ والأخت.
وأكدت على محاولتها إشعار الأطفال بمدى قيمتهم الاجتماعية لاسيما بعد منعهم من حضور المجالس الحسينية.
وقالت بأن الأطفال يعرفون الأحداث التاريخية للواقعة من كيفية قتل الإمام وسبي نسائه من خلال المجالس إلا أنها تود التركيز معهم على القيم الحقيقية التي من أجلها خرج الإمام الحسين
للقتال.
وذكرت بأنها من خلال هذه المبادرة سيستطيع الطفل أن يشعر بأن له هدفًا في هذه الحياة حينما يهتف «لبيك يا حسين» من خلال مشاركته ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدثت عن قيامها بذكر بعض أسماء الأطفال الموجودين في كربلاء.
وأشارت إلى أن الطفل لبنة جميلة ولا بد أن نصنعها بالشيء الجميل لكي نصنع أشخاصًا يبنون هذا المجتمع ويحمون قضية الإمام الحسين
.
وبينت بأنها ركزت على هذه الفئة لكي لا يُترك فراغًا في نفسية هذا الطفل جراء منعه من الحضور للمجالس، مؤكدة إمكانية صنع السبل البديلة التي من الممكن عن طريقها إحياء ذكر الإمام الحسين
من مساعدة الأشخاص، أو عمل توزيعات حسينية، ورفع اسم الإمام الحسين في أماكن أخرى غير المجالس، أو كتابة أشياء جميلة وإرسالها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأردفت قائلة «كلما أُغلِق باب لا بُّد أن نفتح أبواب، خاصةً لهذه الفئة فإن تُرِكت بدون رسالة جميلة نوجهها للإمام الحسين من خلاله فسيُنسى في نفوسهم».
وعبرت عن سعادتها بالتفاعل الكبير من قبِل الأطفال والأهالي والذي يتضح من خلال المشاركات اليومية.
وبينت رضاها بهذا العمل الذي استطاعت به تقديم شيئًا للإمام الحسين، موضحة تجهيزها لفقرتين أو ثلاثة في اليوم الأول، ووضعها لبرامج إضافية لوقت الطوارئ حينما تشعر بأن الطفل يشتاق للمعلومة، مؤكدة رغبتها في إثراء الأطفال في هذا الوقت.
واستشعرت حب الحسين بقولها «بالحسين نحيا، والحسين تاريخ لن ننساه أبداً، وسيبقى على مر السنين، ونحن لا بُّد أن نصنع أجيالًا لهذا التاريخ، والأشياء التي نعملها قليلة في حق الامام الحسين».
وأكدت على ثقافة المجتمع والعوائل القطيفية وحب الاطلاع وإدخال أبنائهم في البرامج وعدم الجلوس دائمًا على الأجهزة الالكترونية.
وأضافت «ليس بالسهولة أن يتفاعل الطفل معك، أو يقلد الأعمال التي تقوم بها، فحينما يخبرك طفلًا بأنه يحبك رغم عدم معرفته بك، ويتواصل لإحياء هذه الأعمال هذا دليل على وصول الفكرة ونجاحها، وتفاعل الأطفال يمنح دعمًا للإبداع أكثر والخروج بفكرة جديدة».
وأكدت على الإبداع والثقافة المتأصلة لدى الأطفال، مشيرة إلى أهمية وجود الطفل وعدم استصغار عقله، مبينة بأنهم بقدر المسؤولية فلو تم إعطائه دورًا في المجلس الحسيني فسيقوم بعمله.
وذكرت بأنها أخذت البوادر الاجتماعية من الوالد والوالدة الذين كانوا مبادرين دائما لعمل الخير وعائلتها الذين يعدوا بشكل عام محبين لهذه المبادرات.
وعبرت عن أمنيتها بزوال هذه الجائحة وعودة الحياة الطبيعية بتكاتف الجميع والتباعد الاجتماعي ولبس الكمام.
يذكر بأن المعلمة المادح والتي تعمل الآن مساعدة مشرفة في رياض القطيف الرائدة لديها العديد من الدورات التي تقيمها للكبار والصغار، وحاصلة على العديد من الدورات المهنية والتقنية والتثقيفية ودرست اللغة العربية بجامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل «الدمام سابقا».
الجدير بالذكر بأن المادح عملت برنامجًا للأطفال في شهر رمضان في فترة جائحة كورونا لمدة 15 يوم تخدم الشهر نفسه.
للانضمام إلى قناة أنا أحب الإمام الحسين عبر التليغرام:
https://t.me/joinchat/m0M5kpaXqNo1ZWI0




























