لِمَ الجفاء لعلي بن أبي طالب
شخصية فريدة بمعنى الكلمة، حاول البعض إقصاءها بكل ما أوتي من قوة، فظهر ما ملأ الخافقين، حتى هلك فيه اثنان محبً غال ومبغض قال.
ورغم تعمّد جمهور المسلمين إخفاء فضائله سواء على مستوى الحفّاظ أو جامعي الأحاديث والأحداث التاريخية وهو أمر لا ينكره كل صاحب لبٍّ.
وكفاه حادثة الغدير الأغر الذي تواتر فيه الحديث من حيث السند، حتى لم يستطع أن ينكره أعمى أو متعام، فحاول البعض حرف مضامينه أو بعض عباراته إلاَّ أنَّ لها من الجلاء والوضوح الذي جعل المخالفين فضلاً عن الموافقين يكتبون عن الغدير.
مع هذا كلّهِ نجد الجفاء غير المبرر حتى من بعض محبيه وشيعته، فهذه أيام الغدير ومناسبات كثيرة مرتبطة بشخصية أمير المؤمنين كالتصدق بالخاتم ونزول سورة هل أتى والمباهلة ومبايعة الناس العامة له.
فمن باب الوفاء للأبوة التي أخبرنا بها نبينا ﷺ في قوله ”يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة“، وعرفاناً لحق الأبوة، وبذله حياته لحفظ الدين، والدفاع عنه، ألا ينبغي أن نجعل له اسبوعاً بعنوان ”أسبوع الولاية“.
أسبوع لبيان عظمة ومكانة الأمير سلام الله عليه من خلال نشر معارفه وعلومه؛ ليس على مستوى العالم الإسلامي فقط، بل إلى العالم بأسره؛ فما اختيار الأمم المتحدة ووضع جزء من رسالته لواليه مالك الأشتر النخعي حين ولاه مصر، إلا غيض من فيض مما خرج منه .
فما أجمل أن نستثمر هذه الفترة المتبقية لإحياء المناسبات المتعلقة بأمير المؤمنين في نشر وإحياء آثاره، وما أحوجنا نحن أتباعه إلى التزود من نميره الصافي العذب وإخراج تلك الكنوز وإيصالها للعالم بأسره.
أقول وكلّي أمل أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه عن إحياء أسبوع الولاية بين الغدير والمناسبات المتتالية له، وهذا ليس بصعب على شيعة علي وآل علي الذين أشاعوا إحياء عاشوراء وزيارة الأربعين حتى أصبحت من أهم أيام الله المشهودات التي لا تخفى على أحد في المشرقين على وجه المعمورة؛ فهو أقل واجب نحو هذه المناسبة التي يكون بها إحياء الدين والتعريف ببيعة الغدير لعل يكون فيها الهداية للصراط المستقيم لمسكين هنا أو هناك، وحتى لا نكون جفاة مع أبينا ومولانا أمير المؤمنين .