أنت حي
من المؤلم جداً أن تقف أمام المرآة ولا تتعرف على نفسك وأكثر إيلاما أن تتمني أنك لو لم تعرف هذا الإنسان الذي أمامك، لأنك اعتبرته غير موجود!!!
ذلك الإنسان الذي مرر حياته وكأنها ورق لعب، مررها لان بين الورق المتبقي «الجوكر» ولا يعلم أن «الجوكر» لا يفيد في كل اللعب!
يستسلم كثير من الناس لضغوط الحياة ويقفون مكتوفي الأيدي أمام مجابهة المواقف الصعبة، وقال الدكتور جون ليتش، من جامعة بورتسموث في بريطانيا، إن دراسته أظهرت أن ”الموت النفسي“، أي إقناع النفس بالتخلي عن الحياة، هو حالة طبية مرضية حقيقية، يجب أن تدق ناقوس الخطر لمن يعانون منها.
هناك صدمات في الحياة توعيك أكثر مما تؤذيك، وبعض المواقف تعلمك قدرك بقلوب أصحابها...
لكل فرد منا أسلوبه الخاص وبصمته ومكانته بالحياة وليس بالضرورة إن تكون المكانة مرتبطة بالمنصب أو بالمكانة الاجتماعية أو ما شابه ذلك. كن قوي واثق الخُطى ولا تُصدم فتنهار …
هل تجد نفسك محبوبًا؟؟
الحب ليس أقوالاً مهما كانت جميلة، إنما أفعال مهما كانت بسيطة.... الحب ليس ماذا تشعر، إنما ماذا تفعل لتجعل من تحب يشعر بحبك... الحب ليس بعدد المرات التي تقول فيها ”أحبك“، إنما بعدد المرات التي
تثبت فيها أنك تحب... فالكلمات قد تكذب، لكن التصرفات دائما تقول الحقيقة الحب هو أن أدعو لك دون أن تعلم، وأهتم بك حين أرى أنك لست بخير، وأتحدث معك عن أي شيء حتى لا ينقطع حبل الوصال، وأكون معك حين تحتاج إلي، وأفرح لفرحك وأحزن لحزنك، وأذكرك بالخير أمامك وخلفك وتبقى في قلبي كما أنت وإن طال الغياب..
لذا لا نجبر أحداً أبداً على اعتناق أرواحنا... فالحب مثل الدين لا إكراه فيه، ومن لا يقبلوننا ليسوا سيئين بالضرورة ولا نحن... لكن الأرواح مذاهب، ولكل مذهب أحكام، ومهما اختلفت الآراء والطرق...
المهم أن يبقى الاحترام!
فلما تحكم على نفسك بالموت عندما تفقد من تحب؟!
فمن يحبك حقا سيراك الأجمل والأفضل.
من يحبك حقا سيكتفي بك كأنك عالمه بأكمله... من يحبك حقا سيتغاضى عن أخطائك.
سيأخذ بيدك لتعش الحياة سعيداً.
حتى لا تكسرنا صدمات الحياة.. بل تقوينا.. هناك 5 مخارج منها، لا تحمينا منها فقط ومن آثارها النفسية والصحية والاجتماعية، بل تمنحنا القوة والخبرة في الحياة بل والحكمة أيضا. ومن هذه المخارج:
الإيمان: هو أفضل علاج للتوتر، القلق، الأحزان، ولكل أنواع الصدمات النفسية والاجتماعية، وهو القناعة بأن ما أصابك ما كان ليخطئك، لذلك ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَاكَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾، هو إذن التسليم للخالق عز وجل المهيمن على كل الأمور الكبيرة والصغيرة، أي الإيمان بالقضاء والقدر.
الصبر على المصيبة: الصبر على البلاء وفقدان الأموال والأعمال والمنازل هو أفضل بلسم والإيمان بأن المؤمن مصاب، والله سيعوضك.
الطمأنينة بذكر الله: الدعاء له بأن يرفع الغمة ويفرج الهموم.
التعايش النفسي والمساندة العائلية: مشاطرة الأصدقاء وتشجيع الزوج لزوجته المريضة بالسرطان، أو الزوج لزوجها الذي فقد ثروته.
ممارسة نمط حياتي صحي طبيعي: الاهتمام بالصحة، ممارسة الرياضة والتفاؤل، العبادة، الصلاة والدعاء.
ختامًا
كل الذين تورطوا في حزنك سيضيق الله صدورهم.. ويسخر لهم من يؤذي قلوبهم.. ولو بعد حين!!
وتأكد ما دمت تقرأ مقالتي الآن فأنت حي وبخير بإذن الله..
وهنا أقول: لا يكفي أن تكون على قيد الحياة، يجب أن تكون على قيد الأمل، على قيد الحرية، على قيد الحلم، على قيد التفاؤل، على قيد كل الأشياء الجميلة، على قيد المحبة.
ثق ولا تخون، وأحسن الظن، فالشك من الشيطان، وازرع أخلاقك من حيث مررت، فلن تخيب وأنت بخلق عظيم.