تقفز بي الذاكرة..
تقفز بي الذاكرة كحلم أخضر تتلألأ أطيافه لامعة بين جنبات التاريخ، حلم يشبه صوت لا تتلمسه حواسك إلاعتيادية، لكنه حلم يلمسه قلبك وأنت تترجل متجها ناحية عميقة لإكتشاف صحة المعنى، تقفز بي الذاكره وهي ترنو نحو محطات بعيدة تصنع السرور وتنير به الصدور المنهكة في زمن الغيض والشح الأصفر بفقر العلاقات النبيلة، تقفز بي الذاكرة في صورة عبق سعيد ننتشي به ونسعد بنوره الوضاء الأخضر، نور يضيء ساعات الوقت وتفاصيل الأشياء المهملة في تباين فقير منها، وتظل تقفز بي الذاكرة لحضور ورود كثيرة تزين أشرطة الحكاية عندما ابتدأت ذاك الغدير..
يا أيها المعنى المخبأ في تراتيل الصلاة، في ساعة الإنتظار الحالم ولحظات الترقب المطمئن، في صفحة عيد الحدث الأكبر، في ذاكرة معبأة بتفاصيل حكاية يعرفها أو يجهلها الكثيرين، حكاية تتلمسها روح لحلم الإخاء بطعم أسطورة ممكنة التحقيق، هي ليست بعيدة المنال، هي بالقرب تماما من حقل الغدير، حكاية تشع بالضوء السعيد، باشراقة شمس الصباح، حين تتيقظ متقافزة من مخبأها بخدر لذيذ، تتضاحك ببهجة روح وحي السماء، لتقف شاهدة على صناعة علاقة نبيلة وسامية لقرابة من نوع خاص، هي تشبه قرابة الدم وإن كانت ليست بدم، لكنها تمنحها تفاصيل عهد تلزم صاحبها المتصافح بها العمر كله وامتداداته وما فوقه وبعده.. تقفز بي الذاكرة نحو آخيتك في الله وصافيتك في الله، لك مالي من حقوق، وعليك ما علي، فلا تنقضي هذه الصلاة إلا بالقبول، فترتفع سامية نبيلة مطمئنة بتصاف نقي، حتى مغرب الشروق، لتتم البيعة كاملة معقودة بمباركة السماء، وتنجز محطة القرابة السامية كالدم بين أصحابها، فتحقق عمق العلاقة وصدقها، فلا تنكث الا بخيانة آثمة يقترفها أحد الطرفين في حق صاحبه عمدا، تطرده منها وتجر عليه حقل من العقوبات بشهادة السماء.