احتفالاتنا والتجارب المُستقاة منها
احتفلنا مِنذُ فترة قصيرة بليلة من ليالي الفرح والسرور المباركة والتي عشنا فيها أجمل اللحظات وأطيب الأمنيات وهي ذكرى زواج النور من النور، إمام الرجولة والفحولة علي بِفاطمة الطُهر والعفاف عليهما السلام.
ذلك الاقتران المُبارك والسعيد والذي تم بأمر رب السماء وبِمُباركة نبوية فكانت الفرحة العارمة التي أنطلقت وعَمَت الأرجاء في جميع الآفاق تُسْعِد قلوب المؤمنين بهجةً وسروراً تخليداً لهذه المُناسبة العطِرة والزواج المُيسر والميمون والتي تنقل السِيَر التاريخية المؤكدة أنه تم في أجواء بسيطة من غير كُلفة أو تبذير بل طغى عليه قلة تكاليفه المادية والمُتواضعة أثناء الإحتفال به وإعداده مِن غير أُبهة أو بهرجة أو تصنع وهذا هو الخُلُق النبوي الأصيل المتجسد في الأقوال والأفعال والذي هو نهجُ رباني اسسته وشرعته الرِسالة المُحَمدية لِتسير عليه الأمة في كُل مُناسباتها وأفراحها حيث لابذخ ولا إسراف ولا تهويل، فكما يجري اليوم في مُجتمعاتنا رى أن تكاليف الزواج في عصرنا الحاضر تعصر العريس عصراً من كِثرة الطلبات وتوابعها التي يتحملها على ظهره مما يضطره الى أخذ قروض بفوائد مُرتفعة من دائنيه في الوقت الذي تعلم الأطراف الأخرى المقابلة أنه صاحب دَخُل محدود ولا يتحمل هذه الأعباء المادية على كاهله وما هي إلا فترة من الزمن حتى تبرز كل هذه التبعات ومتعلقاتها الى السطح وتدب الخلافات الزوجية ويصبح من الصعب على الزوجين التوافق والاستمرار على هذا المنوال فيحصل مالا يُحمَد عقباه وتكون النتيجة هي الانفصال، فالزوجة في أغلب الحالات تُصِر على تلبية متطلباتها حتى وإن كان الزوج يمر بضائقة مادية لتراكم الديون وبهذا تنفصل أواصر التلاقي إلا ما رحم ربي.
وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة إرتفاع نسبة الزيجات المطلقة مما يعني أن هناك خلل ما أذى إلى هذا الوضع الكارثي.
إذاً لماذا لا نُبادر كأفراد ومجتمع نعيش في بيئة إسلامية إيجاد الحلول التي تُعالج هذه المشاكل الزوجية ومسبباتها متخذين من سيرة ونهج أهل البيت بنيانًا متيناً فنضع النُقاط على الحروف بالتبني ودراسة الواقع الذي كانوا يعيشون فيه خِلال هذه المُناسبات وتطبيقها على واقعنا المعاش ما امكن الى ذلك سبيلا، وهاهي مرت علينا هذه المُناسبة الكريمة وفيها الكثير من البصمات النَيرة والدروس والتضحيات الكثيرة وأولها هي البساطة وعدم التكلف وإرهاق المُقبلبين على الزواج وتشجيع الزوجين على تقديم التنازُلات لبعضهم بعضاً والتغاضي عن دِقة التفاصيل من أوسع أبوابه حتى يَكمَل الطرفان مسيرتهم الزوجية بِحُب وتفانِ وعطاء متبادل.
وقد خاضت مدينة سيهات الحبيبة في فترة من الفترات تجربة الزواج الجماعي فكان مشروعاً ناجحاً بِمعنى الكلمة عندما ساهم هذا المشروع الحيوي في تخفيض قيمة تكاليف الزواج آنذاك وكان دافعاً لكثير من الشباب في الإقبال على الزواج لأنه سَهَلَ ووفر لهم أرضية إجابية وذلل الكثير من العقبات.
ولي أمل ينتابني أن تُعاد هذه الكرة والتجربة الناجحة في قادم الأيام.