صدر حديثاً للشيخ اليوسف: «حديث الغدير: حقائق ناصعة ودلائل ساطعة»
صدر حديثاً عن منشورات أفكار في بيروت كتاب جديد لسماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: «حديث الغدير: حقائق ناصعة ودلائل ساطعة»، الطبعة الأولى 1443 هـ - 2021م، ويقع الكتاب في 118 صفحة من الحجم الوسط «14 في 21».
وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة جاء فيها:
إن المكانة العظيمة والفريدة لأمير المؤمنين، والمقام العلمي الرفيع، والمناقب والخصائص التي تميز بها دون غيره، والمؤهلات العلمية والعملية التي اجتمعت في شخصيته المباركة هي التي جعلته الأحق بالخلافة بعد رسول الله بلا منازع، وهذا ما أكدّ عليه الرسول الكريم في واقعة الغدير المشهورة، وبأمر من الله تعالى كما جاء في آية التبليغ في قوله تعال: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ وما جاء في حديث الغدير في قول رسول الله: «اللّهُمَّ مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ، وأعِن مَن أعانَهُ».
وقد أكّدت كتب الحديث والسيرة والتاريخ على واقعة الغدير المشهورة، ففي السنة العاشرة للهجرة، وفي مكان يقع بين مكة والمدينة يسمى «غدير خم»، وبعد رجوع رسول الله من حجة الوداع، وبمعيته جمع غفير من المسلمين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، أمرهم رسول الله بالتوقف في ذلك المكان لإعلان أمر هام جداً للأمة، وأمر بعودة من تقدم منهم في طريق عودته لبلاده، وإلحاق من تأخر عن الوصول لغدير خم ليكون الجميع شاهداً على إعلان يوم الغدير الهام، والمتضمن النص على تحديد الخليفة من بعد رسول الله.
وبعد أن اكتمل الحضور، أعلن رسول الله بصورة جلية لا لبس فيها أن الخليفة من بعده هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رافعاً يده أمام الملأ ليراه الجميع بصورة واضحة قائلاً: «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ».
وبعد هذا البيان النبوي الواضح تدافع المسلمون لمبايعة أمير المؤمنين بالولاية والخلافة، مهنئين له بذلك، حتى قال بعضهم له: «بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة».
وقد تناول المؤلف في هذا الكتاب مضمون ومحتوى ودلالات «حديث الغدير» لبيان أهميته في تاريخ المسلمين، ولما يرمز إليه من دلالات ومعانٍ ومضامين مهمة، ولما ورد في فضل «يوم الغدير» والتأكيد على الاحتفاء به من نصوص معتبرة؛ ففي الفصل الأول منه تطرق المؤلف في بدايته إلى فضل يوم الغدير وما ينبغي للمؤمنين فعله فيه، ثم بيّن الحقائق الناصعة حول حديث الغدير المتواتر، والإشارة إلى دلالات ومفاهيم واقعة الغدير الساطعة، وفي الفصل الثاني منه تحدّث المؤلف فيه عن مضامين ومحتويات زيارة الإمام علي الهادي لجده أمير المؤمنين في يوم الغدير، وما ذكره من خصائص ومناقب وفضائل ومزايا بحق أمير المؤمنين وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب.
ويهدف هذا الكتاب الموجز إلى إثراء وإغناء البحث حول رسالة «يوم الغدير»، وبيان أهميته وفضله ومستلزماته ومتطلباته، وتوضيح معاني «حديث الغدير» واستنطاق دلالاته ورموزه وأسراره.