تعرف باحثون على دارة دماغية للروحانيات
01 يوليو 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 188 لسنة 2021
Researchers Identify Brain Circuit for Spirituality
July 01,2021
باستخدام مجموعات البيانات من مرضى خضعوا لعمليات جراحة الأعصاب وأولئك الذين يعانون من آفات في الدماغ «انظر 1 لتعريف آفة الدماغ»، قام الباحثون بربط أماكن الآفات، المتعلقة بالمعتقدات الروحية والدينية، بدارة circuit دماغية بشرية معينة
أكثر من 80 في المائة من الناس في العالم يعتبرون أنفسهم متدينين أو روحانيين. لكن الأبحاث على علم أعصاب الروحانيات «2» والتدين «3» شحيحة. استخدمت الدراسات السابقة التصوير العصبي الوظيفي، حيث يخضع الشخص لفحص الدماغ أثناء أداء مهمة لمعرفة مناطق الدماغ التي تنشط حينئذ. لكن هذه الدراسات التي تنطوي علي دراسة التلازم بين متغيرين أو أكثر احصائيًا correlative studies «راجع مثلًا 4» أعطت صورة غير منسجمة وغالبًا غير متسقة للروحانية. تبنت دراسة جديدة بقيادة باحثين من مستشفى بريغهام والنساء Brigham and Women’s Hospital مقاربةً جديدةً لتحديد أماكن الروحانية والتدين في الدماغ ووجدت أن المبدأ الروحي للاستسلام / التسليم «5» يمكن أن يكون متموضعًا في دارة دماغية محددة. تتركز دارة الدماغ هذه في منطقة السنجابية المحيطة بالمسال periaqueductal gray «اختصارًا PAG، انظر 6»، وهي منطقة تقع بين الدماغ الأمامي وبين جذع الدماغ السفلي ولها علاقة بالعديد من الوظائف، بما في ذلك الخوف الشرطي «تكيف الخوف» fear conditioning «انظر 7» وتخفيف الألم والسلوكيات الإيثارية والحب غير المشروط. نُشرت النتائج التي حصل عليها الفريق في مجلة الطب النفسي البيولوجي Biological Psychiatry «انظر 8»
”تشير نتائجنا إلى أن الروحانية والتدين متجذران في الديناميات الحيوية العصبية الأساسية ومنسوجين بعمق في نسيجنا العصبي“، كما قال المؤلف الأول مايكل فيرغسون Ferguson، دكتوراه، وهو باحث رئيس في مركز بريغهام لعلاجات دارات الدماغ. ”لقد اندهشنا عندما وجدنا أن هذه الدارة الروحانية الدماغية تتمحور في واحدة من أكثر الهياكل المكنونة «المحفوظة» تطوريًا في الدماغ.“
لإجراء دراستهم، استخدم فيرغسون وزملاؤه تقنية تسمى تحديد شبكة الآفات التي تسمح للباحثين بربط السلوكيات البشرية المعقدة بدارات دماغية معينة بناءً على أماكن آفات الدماغ لدى المرضى. استفاد الفريق من مجموعة بيانات منشورة سابقًا تضمنت 88 مريضًا خضعوا لعمليات جراحة الأعصاب لإزالة أورام في الدماغ. أماكن الآفات كانت موزعة في جميع أنحاء الدماغ. أكمل المرضى استبيانًا تضمن أسئلة عن الاستسلام / التسليم الروحي قبل الجراحة وبعدها. تحقق الفريق من صحة نتائجهم باستخدام مجموعة بيانات ثانية من أكثر من 100 مريض يعانون من آفات ناجمة عن صدمة رأس خارقة حدثت أثناء حرب فيتنام. أكمل هؤلاء المشاركون أيضًا استبيانات تضمنت أسئلة عن التدين «مثل، ”هل تعتبر نفسك شخصًا متدينًا؟ نعم أو لا؟“».
من بين 88 مريضًا من مرضى خضعوا لعمليات جراحة أعصاب، أظهر 30 مريضًا انخفاضًا في المعتقد الروحاني المبلغ عنه ذاتيًا [أي المريض هو الذي أبلغ عنها] قبل وبعد استئصال ورم الدماغ بالجراحة العصبية، وأظهر 29 زيادة في المعتقد الروحاني، ولم يظهر 29 منهم أي تغيير في المعتقد. بتحديد مواقع شبكة الآفات في الدماغ، وجد الفريق أن الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا حُدد تموضعها بدارة دماغية معينة تتمركز حول منطقة السنجابية المحيطة بالمسال. تضمنت الدارة العقد اللمفاوية الايحابية [التي تحوي بعض الخلايا السرطانية، بحسب 9] والعقد السلبية [أي لتي ليس فيها خلايا سرطانية، بحسب 9] - الآفات التي أربكت / عطلت هذه العقد اللمفاوية إما أدت إلى انخفاض أو زيادة في المعتقدات الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا.
النتائج بخصوص التدين من مجموعة البيانات الثانية تنسجم مع هذه النتائج [من مجموعة البيانات الأولى]. بالإضافة إلى ذلك، في مراجعة الدراسات المنشورة، وجد الباحثون العديد من التقارير عن حالات مرضى أصبحوا شديدي التدين بعد تعرضهم لآفات دماغية أثرت في العقد اللمفاوية السلبية للدارة التدينية.
مواقع الآفات المرتبطة بأعراض عصبية ونفسية أخرى تقاطعت intersected أيضًا مع دارة الروحانية. على وجه التحديد، الآفات المسببة لمرض باركنسون تقاطعت مع المناطق الإيجابية [التي فيها خلايا سرطانية] في الدارة الروحانية، كما تقاطعت الآفات المرتبطة بالروحانية المنخفضة. الآفات المسببة للأوهام «للوهام، 10» ومتلازمة الطرف الغريب [ومنه متلازمة اليد الغزيبة، 11] تقاطعت مع المناطق السلبية [التي تخلو من خلايا سرطانية] المرتبطة بالروحانية المرتفعة والتدين.
قال فيرغسون: ”من الأمور الهامة ملاحظة أن هذا التراكب overlap قد يكون مفيدًا لفهم الميزات والاقترانات المشتركة، ولكن لا ينبغي المبالغة في تفسير هذه النتائج“. ”على سبيل المثال، نتائجنا لا تستلزم أن الدين وهمٌ، أو أن الشخصيات الدينية التاريخية عانت من متلازمة اليد الغريبة [المترجم: ربما يعني بذلك أن هذه الشخصيات الدينية مسيريون بقوة خارجة عن ذواتهم]، أو أن مرض باركنسون ينشأ بسبب نقص الإيمان الديني. ولكن، تشير نتائجنا إلى الجذور العميقة للمعتقدات الروحانية في جزء من دماغنا المتورطة في العديد من الوظائف الهامة“.
أفاد الباحثون أن مجموعات البيانات التي استخدموها لا تقدم معلومات ثرية حول تدريب المرضى، والتي يمكن أن يكون لها تأثير في المعتقدات الروحية، وأن المرضى في كلا مجموعتي البيانات كانوا من الثقافات ذات الغالبية المسيحية. لفهم قابلية تعميم نتائجهم، سيحتاج الباحثون إلى تكرار دراستهم عبر العديد من الخلفيات الدينية. يهتم الفريق أيضًا بفك التشابك بين التدين والروحانية لفهم دارات الدماغ التي قد تؤدي إلى هذه الاختلافات. بالإضافة إلى ذلك، يرغب فيرغسون في متابعة التطبيقات السريرية والانتقالية للنتائج «انظر مثلًا 12 للتعرف على المقصود من الأبحاث الانتقالية»، بما في ذلك فهم الدور الذي قد تلعبه الروحانية والرحمة في العلاج السريري.
في الآونة الأخيرة فقط فُصل الطب والروحانية عن بعضهما البعض. ”يبدو أن هناك هذا الاتحاد الدائم بين الشفاء والروحانية عبر الثقافات والحضارات“، كما قال فيرغسون. ”أنا مهتم بالدرجة التي يمكن أن يساعد فهمنا لدارات الدماغ في صياغة مسائل ذات أسس علمية وقابلة للترجمة «للانتقال» إكلينيكيًا عن كيف يمكن للشفاء والروحانية أن يثريا كل منهما الآخر بالمعلومات.“