آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 10:09 م

الذاكرة تساعدنا في تقييم الأوضاع بسرعة خاطفة، وليس مجرد تذكر الماضي

عدنان أحمد الحاجي *

يُعرف على نطاق واسع بأنه ضروري للذاكرة طويلة الأمد، الحُصين يدعم أيضًا الذاكرة قصيرة الأمد

18 يونيو 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم : 180 لسنة 2021

Memory helps us evaluate situations on the fly، not just recall the past

June 18,2021

لقد عرف الباحثون منذ زمن طويل أن الحُصين في الدماغ ضروري للذاكرة طويلة الأمد[1] . وجدت دراسة جديدة من كلية الطب في جامعة نورث وسترن Northwestern أن الحُصين يلعب أيضًا دورًا في الذاكرة قصيرة الأمد [2]  ويساعد في توجيه عملية اتخاذ القرار.


اكتشف باحثون أنه بينما نقوم بتفقد محيطنا بصريًا واستيعاب المعلومات الجديدة ونتذكرها، يتم تنشيط حُصينما، وذلك باستخدام الذاكرة قصيرة الأخد لمعالجة المعلومات المرئية الجديدة اجرائيًا بشكل أفضل لمساعدتنا على إعادة تقييم الأوضاع بسرعة خاطفة 

​وقال مؤلفو الدراسة إن النتائج تسلط الضوء على كيف يساهم الحُصين في الذاكرة والاستكشاف، مما قد يؤدي إلى علاجات لاستعادة وظيفة الحصين [وظيفة الحصين هي الذاكرة والتعلم / الاكتساب، بحسب [3] ]، والتي تتأثر بالشيخوخة المرتبطة بالذاكرة والأمراض التنكسية العصبية [4]  كالخرف.


موضع الحصين من الدماغ

في الدراسة، راقب الباحثون نشاط دماغ المشاركين وتتبعوا حركات أعينهم أثناء مشاهدتهم صورًا معقدة ومختلفة. اكتشف الباحثون أنه بينما نقوم بمسح محيطنا بصريًا واستيعاب المعلومات الجديدة وتذكرها «تخزينها في الذاكرة»، يصبح حُصيننا نشطً، وذلك باستخدام الذاكرة قصيرة الأمد لمعالجة المعلومات المرئية الجديدة معالجة اجرائية بشكل أفضل لمساعدتنا على إعادة تقييم الأوضاع بسرعة.

كيف تساعدنا ذاكرتنا في مسح أوساط محيطية جديدة بصريًا

تخيل أنك تمشي في الشارع ولاحظت سيارة متوقفة بشكل غريب في حديقة جارك. ربما تصرف النظر بسرعة عنها وتتركها وتمضي لشأنك. ولكن عندما ترى سيارة إسعاف وسيارة إطفاء تقترب من مكانك، تقوم بوضع النقاط على الحروف [وتربط المعلومات ببعضها] وتلتفت إلى الخلف لترى مشهد حادث. باستخدامك الذاكرة قصيرة الأمد لتوجيهك إلى أين تنظر، يتيح لك الحُصين فرصة إعادة التدقيق في السيارة المتوقفة في حديقة جارك وتشكيل ذاكرة دائمة عن الحادث.

”في أي لحظة، يبدأ دماغك بسرعة بتحريك عينيك، حيث في العادة لا تكون مدركًا لحركتيهما“ كما قال المؤلف جيمس كراغل James Kragel، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية فينبيرغ Feinberg للطب في جامعة نورث وسترن. "النتائج التي توصلنا إليها توحي بأن الحُصين يستخدم الذاكرة للإفادة بالوجهة التي تنظر اليها عيناك، وبالتالي يقوم بتهيئة الجهاز البصري حتى يعرف ويعيد تقييم محيطنا «الوسط الذي نحن فيه» بسرعة خاطفة «على الطاير كما يقولون».

تعتبر هذه النتائج مفتاحًا لفهم وظيفة الحصين، وتطوير علاجات فعالة لاضطرابات الذاكرة.

نُشرت الدراسة في 18 يونيو 2021 في مجلة تطورات العلوم Science Advances «انظر [5] ».

”تؤكد هذه النتائج أنه على الرغم من اعتبار الذاكرة المعتمدة على الحصين في العادة شيئًا من الماضي، إلا أنها تعمل في اللحظة على تحسين سلوكنا / تصرفنا واتخاذنا للقرار إلى المستوى الأفضل“ كما قال كبير مؤلفي الدراسة جويل ڤوس Joel Voss، الأستاذ المشارك في العلوم الاجتماعية الطبية وعلم الأعصاب والطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية فينبرغ للطب. ”هذه النتائج أساسية لفهم وظيفة الحصين [التعلم والذاكرة] وتطوير علاجات فعالة لاضطرابات الذاكرة.“

تتبع حركات العين لمعرفة المزيد عن الذاكرة

أجريت الدراسة على مرضى الصرع الذين يخضعون لرصد ومراقبة جراحة الأعصاب في مستشفى نورث وسترن ميموريال لتحديد مصدر نوباتهم الصرعية. زرعت أقطاب كهربائية في أدمغتهم لتحديد مواقع نشاط الدماغ المتعلقة بالنوبات الصرعية. أثناء إقامتهم في وحدة مراقبة الصرع، قام هؤلاء المشاركون بأداء مهمة متعلقة بالذاكرة حيث درسوا فيها قوائم لمشاهد معقدة فيها العديد من الناس والأجسام «على سبيل المثال، شخص يجلس على مقعد في حديقة وأمامه طعام على الطاولة، وأشياء تحدث في الخلفية»، ثم أجري لهم فحص للذاكرة.

خلال هذا الفحص، أشار المشاركون ما إذا كان المشهد المعروض أمامهم قديمًا أو جديدًا. طوال هذه المهمة، سجل الباحثون بشكل متزامن حركات العين والنشاط العصبي لربط نشاط الحُصين بالسلوكيات الموجِّهة بالذاكرة.

عند دراستهم مشهد ما لأول مرة، غالبًا ما كان المشاركون يعيدون تحديقهم إلى مكان كانوا شاهدوه قبل فقط مئات من المللي ثانية «الملي ثانية الواحدة = جزء من ألف جزء من الثانية». حركات العين المتعلقة ”بإعادة النظر“ عززت الذاكرة الزمانية المكانية «الزماكانية» للمشاهد «تذكُّر مكان وجود الجسم أو التسلسل الزمني لحدوث شيء ما». كشفت تسجيلات الدماغ عن شبكات الدماغ المسؤولة عن توليد ”اعادة النظر / اعادة التقييم revisitations هذه“، حيث يتغير / يتحول نشاط الحصين قبل أن يتم تنفيذ اعادة النظر / اعادة التقييم مباشرة. حدثت زيادة في نشاط الدماغ بعد عمليات اعادة النظر / اعادة التقييم هذه، والتي يعتقد كراغل أنها قد تشكل ذاكرة دائمة للمشهد وتفاصيله.

”هذا يُثبت أن مساهمة الحُصين في الذاكرة تتكشف تدريجيًا على مدى مئات من المللي ثانية فقط أثناء السلوك / عملية التصرف المستمر،“ وهو أمر مثير للدهشة نظرًا لأن المسار الزمني [مئات من المللي ثانية] لانهماك الحصين في هذه العملية، المشاهد عادةً في استرجاع الذاكرة طويلة الأمد، يعتقد أنه يمكث فترة تستمر أيامًا الى أسابيع، كما قال ڤوس

ڤيديو