آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 10:09 م

علاقة هرمون الدوبامين «هرمون السعادة» بالشغف والتوحد

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم ستاينر براندلست

24. يونيو2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم : 181 لسنة، 202

Feel-good hormone dopamine affects passion and autism

By Steinar Brandslet

24,06.2021


الدوبامين يمك ن أن يساعد في تفسير سبب اعتماد الرجال على الشغف لتحقيق النجاح. ولكنه قد يفسر أيضًا سلوكًا معينًا لدى الأولاد الذين لديهم توحد.

غالبًا ما يُطلق على الدوبامين هرمون ”السعادة“ أو ”هرمون الشعور بالسعادة «الهرمون الذي يبعث على الراحة»“. يمكن أن يساعد الدوبامين في تفسير سلوكيات اضطراب التوحد وحاجة الرجال إلى الشغف من أجل تحقيق النجاح.

الرجال - أكثر من النساء - بحاجة إلى الشغف حتى يحققوا النجاح في الأمور. في الوقت نفسه، غالبًا ما يُشخص الأولاد بطيف التوحد بأربع مرات أكثر مما يشخصن به الفتيات.

قد يكون كلتا الإحصائيتين الآنفتين لهما علاقة بالدوبامين، وهو أحد النواقل العصبية في أجسامنا.

”هذا رائع. تبين البحوث أن لدى معظم الرجال نظام دوبامين أكثر نشاطًا مما لدى النساء“، كما يقول هيرموندور سيغموندسون Hermundur Sigmundsson البرفسور في قسم علم النفس في الجامعة النروجية للعلوم والتكنلوجيا Norwegian University of Science and Technology والمعروفة اختصارًا ب NTNU.


من بين أمور أخرى، يمكن أن يؤثر الدوبامين على شعورنا بالسعادة.

لقد كان البرفسور هيرموندور وراء دراسة جديدة تتناول الفروق الجندرية في العوامل المحفزة الرئيسية لما يتطلبه الأمر حتى يصبح الشخص جيدًا في شيء ما. الدراسة تستخدم نشاط نظام الدوبامين المختلف في الرجال والنساء[1] كنموذج توضيحي.

ليس مجرد ”هرمون سعادة“

يقول سيغموندسون: ”درسنا الاختلافات الجندرية فيما يخص الشغف والانضباط الذاتي والسلوك الإيجابي «ذهنية النمو»“.

الدوبامين هو ناقل عصبي يُفرز في الدماغ. ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالرضا.

الدراسة تدعو هذه الصفات صفات الشغف والمثابرة وذهنية النمو. طبق باحثون أيضًا نظريات على العلاقات الممكنة الأخرى مع مستويات الدوبامين.


الدوبامين له علاقة بالتعلم / الاكتساب والانتباه وكذلك له علاقة بقدرتنا على التركيز

​​

عادةً ما يفرز الرجال المزيد من الدوبامين، والذي يُطلق عليه غالبًا ”هرمون السعادة“، لكنه يلعب دورًا أكثر تعقيدًا من كونه هرمون سعادة. ترتبط مفاعيل الدوبامين بالتعلم والانتباه وقدرتنا على التركيز.

أظهرت الدراسات السابقة على طلاب آيسلنديين أن الرجال يعتمدون أكثر على الشغف حتى يحققوا النجاح في شيء ما[2] . هذه الدراسة أكدت تلك النتائج السابقة. يحتاج الرجال إلى مزيد من الشغف. في ستة من أصل ثمانية أسئلة اختبار، سجل الرجال درجة في الشغف أعلى مما سجلتها النساء.

ومع ذلك، فإن اقتران الشغف هذا بمستويات الدوبامين لم يُثبت سابقًا.

”حقيقة أننا طورنا اختبارًا لقياس شغف تحقيق الهدف تعني أنه يمكننا الآن ربط مستويات الدوبامين بالشغف وتحقيق الهدف“.


الرسم التوضيحي: المقل الايجابي - أو ذهنية النمو - هو أساس تحقيق نجاح الفرد، الانضباط الذاتي - أو الشغف والمثابرة - يحدد قوة ونطاق الجهد المبذول. الشغف يحدد التوجه، أي الشيء يصبح الفرد جيدًا فيه. مصدر الرسم: هيرموندور، جامعة NTNU.

من ناحية أخرى، قد يكون لدى النساء قدر أكبر من الانضباط الذاتي - أو الشغف والمثابرة - ولديهن مزيدًا من يقظة الضمير[3] ، وفقًا لدراسات أخرى. قد لا يكون مستوى شغفهن بذلك الوضوح «البروز» بشكل عام، لكنهن مع هذا قادرات على فعل ما يلزمهن حتى يكن جيدات.

ومع ذلك، فإن النتائج بالنسبة لشغف النساء أكثر غموضًا إلى حد ما من شغف الرجال القوي لفعل شيء ما، ولم تجد هذه الدراسة مثل هذا الاختلاف الجندري. ولم يجد الباحثون أي فرق بين الجنسين من حيث ذهنية النمو [المترجم: ذهنية النمو هي الاعتقاد بأن القدرات الفكرية ليست ثابتة وإنما يمكن تنميتها بالشغف وبذل الجهد].

الدوبامين والتوحد

في السابق، قُرن نظام الدوبامين بالعديد من الحالات المرضية المختلفة، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والذهان والهوس ومرض باركنسون. ولكن قد يكون له علاقة أيضًا بشكل معين من أشكال سلوكيات التوحد.

قد يصبح بعض الذين لديهم توحد مهتمين جدًا بمواضيع «مواد» معينة، والتي قد تكون غير عادية بعض الشيء، أو حتى غريبة، بالنسبة لمعظم الناس. حيث يتمكن من لديهم توحد من التركيز بشكل مكثف على هذه الموضوعات أو التوجهات، على الأقل لفترة زمنية معينة. هنا، قد يلعب الدوبامين هذا الدور في جعلهم كذلك.

أثبتت أبحاث أخرى في علم الأعصاب فرط نشاط في نظام الدوبامين لدى من لديهم توحد، ويشكل الأولاد أربعة من كل خمسة أطفال لديهم توحد [ولديهم فرط شاط في نظام الدوبامين]. قد يكون فرط النشاط في نظام الدوبامين هذا وعلاقة الدوبامين بالشغف، آلية تساعد في تفسير هذا السلوك [سلوك التركيز على مواضيع معينة من قبل هؤلاء الأشخاص]، "كما يقول سيغموندسون.

اختبرت مجموعة البحث 917 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 14 و77 عامًا، مكونة من 502 امرأة و415 رجلاً. تعتبر هذه دراسة كبيرة في هذا السياق.

البحث نشر في مجلة أفكار جديدة في علم النفس[4] .

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”الدوبامين مادّة عضوية تصنّف كيميائياً ضمن الكاتيكولامينات والفينئيثيلامينات. تُفرَز هذه المادّة في جسم الإنسان، وتلعب دور هرمون وناقل عصبي، ولها تأثيرات عديدة على الدماغ بشكلٍ خاصّ، وعلى جسم الإنسان بشكلٍ عامّ. يحتوي الدوبامين بنيوياً على مجموعة أمين، وهو يُصطنَع حيوياً من عملية نزع مجموعة كربوكسيل من سلفه المركّب الطليعي L - دوبا وذلك في الدماغ والكليتين. يُصطنَع هذا المركّب أيضاً في الكائنات الحيّة الأخرى مثل النباتات وأغلب الحيوانات. تقوم الخلايا العصبية في الدماغ بإفراز الدوبامين، وذلك ضمن مسارات دوبامينية عديدة ومميّزة، يلعب إحداها دوراً محورياً أساسياً في العامل التحفيزي في نظام المكافأة في الدماغ، إذ أنّ توقّع المكافآت يزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ؛ ومن جهة أخرى، تقوم العقاقير نفسانية التأثير والمسبّبة للإدمان إمّا بزيادة إفراز الدوبامين أو بالعمل على حجب استردادالخلايا العصبية لهذه المادّة بعد إفرازها. تساهم المسارات الدوبامينية أيضاً في التأثير على الجهاز الحركي، وفي التحكّم بإفراز هرمونات أخرى. تشكّل هذه المسارات مع مجموعةٍ خاصّة من العصبونات نظاماً محدّداً «نظام دوباميني» له القدرة على التعديل العصبي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/دوبامين

[2] - https://norwegianscitechnews.com/2020/04/achievement-requires-passion-and-grit/

[3] - يقظة الضمير او الضمير الحى: وهي مجموع السمات الشخصية التي تركز على ضبط الذات والترتيب في السلوك والالتزام في الواجبات، ويعكس هذا العامل المثابرة والتنظيم لتحقيق الأهداف المرجوة، فالدرجة المرتفعة تدل على أن الفرد منظم ويؤدى واجباته باستمرار وبإخلاص، بينما الدرجة المنخفضة تدل على أن الفرد أقل حذرًا وأقل تركيزًا أثناء أدائه للمهام المختلفة. " اقتبسناه من نص على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/ضمير_حي

[4] - https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0732118X21000271?via%3Dihub

المصدر الرئيس

https://norwegianscitechnews.com/2021/06/feel-good-hormone-dopamine-affects-passion-and-autism/