آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

«قصة وعبرة».. عندما فعلتها لم اكن أنا!!!!.

سوزان آل حمود *

اعتاد فهد عندما يعود من عمله منهك التعب ان يجلس على كرسي في صالة شقته منتظرا. ان تنهي زوجته اعداد الطعام واثناء ذلك يفتح هاتفه ويستمر في الكلام والتواصل مع أصدقائه.

يتصفح الواتس وبينما هو يقلب في صفحات أصدقائه احضرت رغد الغداء وقام ليغسل يديه بعد ان اغدق عليها بالمديح واخذها بحضنه مابين قنج واشتياق وجلس قبالتها على مائدة الطعام وبدات تقص عليه مسار يومها في المدرسة مع طالباتها وبعد ان انهيا الطعام استاذنت منه بانها متعبة وترغب بالنوم لترتاح فقال لها انا ساجلس قرابة ساعة اتصفح الاخبار ثم ساخرج لاني وعدت الاصدقاء بالذهاب لهم ردت عليه لك ماشئت..

حاولت رغد النوم لكنها لم تستطع وأخذت تتقلب على السرير كثيرًا. هنا نهضت من سريرها وقالت لاسبيل للنوم، سانهي اعمال التنظيف فقال لها فهد: ولاتنسي ارغب بارتشاف فنجان قهوة من يديك يا عمري. فقالت: ربع ساعة وقهوتك ستكون جاهزة.

وبينما هي بالمطبخ تنظف وتعد القهوة رن جرس هاتفها فذهبت للغرفة وردت على المتصلة واثناء ذهابها للمطبخ وضعت هاتفها على المنضدة حيث كان هاتف فهد موجود!.

احضرت القهوة مع قطعة حلوى وعادت تنهي اعمالها وبدأ فهد بارتشاف قهوته اخذ هاتفه من على المنضدة لتصفحه وحيث ان كلا الهاتفين متماثلين فالهاتف الذي اخذه لم يكن له وانما هاتف رغد فاعاده لياخذ هاتفه لكن فضوله دعاه ليتصفحه ولم يعتد هذا الامر مسبقا وبدا يقرأ في رسائل الواتس ويبتسم على حكاوي النساء لكن فاجاه رسائل كلها غزل ووله وغرام والكثير من الكلام الذي تمنى أن عينيه لاتبصر كي لايرى لكنه مسك نفسه واخذ يدقق في الرقم والاسم مرارت ومرا.

وذهب لغرفته ولبس ملابسه وخرج دون أن يودعها كعادته لانه صدم بما راي.

لم يذهب لاصدقائه لكنه ذهب وجلس على شاطئ البحر يبث همه وتذكر امور كان من المفترض ان يتوقف عندها نعم تذكر كيف حُب اخواته واغداق والديه من الهدايا والعطايا لها حتى انه لايستطيع ان يرفض لها طلب لان هذا يغضب والده!!!.

هنا فهم المغزى فلملم نفسه وقام متوجها لشقته وقال لرغد باذن الله الليل نذهب لمنزل اهلك فقالت: لماذا سوف نذهب لهم نهاية الاسبوع فقال: اشتقت لسوالف عمي ولاستكانة شاي من يد عمتي.

وجلس قبالة التلفاز وفكره فيما حدث في السابق ولم يعيره اهتمام ولم يخالجه شك فيه حيث انه ذهب لثلاثة اشهر دورة خارج المنطقة وطلب منها المكوث بيت اهلها الا انها رفضت وبقيت في الشقة، ايضا يتملك شقة في منزل والده لكن والده اصر عليه بالسكن بشقة منفصلة وتكفل بالايجار.

وجاء الليل وذهبا لمنزل والدها وعندما جلس مع عمه قال له: الليلة ستكون اخر مرة تراني بها وانا صهرك لاني طلقت ابنتك تفاجا والدها وكاد ان يغمى عليه وقال وهو يتعلثم لماذا وانتم متحابين وليس بينكما سوء فقال: لا احتمل الخيانة ولا اريد أن افقد رجولتي بضربها او شتمها فنحن دخلنا بالمعروف نغترق بالمعروف.

فقال والدها: خيانة! مع من؟!.

سكت فهد وسكت ولازال والدها يكرر مع من وهل انت متاكد؟؟؟!.

اخيرا رد عليه بقوله نعم.

مع والدي!!!!!.

فاغمي على والدها وخرج فهد متوجها للمؤذون ليتم الطلاق.

خسرت رغد زوجها وخسرت والدها الذي ندم على ولادتها وحاولت ان تستعطفه وتقنعه بقولها عندما فعلتها لم اكن انا وخسرت أمها التي نبذتها، وخسرت إخوتها، خسرت الجميع لأنها جرت وراء ملذاتها وشهواتها ولم تمسك نفسها عن الحرام، وهذه هي عاقبة الحرام، فالحرام دائمًا يأتي بالسوء، فالخيانة من أسوأ ما يمكن أن يتصف به إنسان على ظهر الأرض..

العبرة.

الخيانة موجعة جدًّا، وهي من أشد ما يمكن أن يؤلم الإنسان، والشخص الخائن هو شخص بغيض مكروه لا أحد يقترب منه ولا أحد يصادقه فالكل يعرف خيانته، ولكن مشكلة الخيانة الكبرى إذا أتت من الأقربين من أقرب الناس إليك، هؤلاء الذين إذا أتت منهم الطعنة فإنها تأتي في مقتل، الإنسان دائمًا يثق في الأقربين منه ولا يخون أحدًا منهم، فإذا وجد أن الخيانة حصلت من قريب أدمى قلبه وجُرِحَ صدره من هول هذا الأمر وعظيمه على النفس، فالخيانة صفة سلبية لا يتصف بها إلا أصحاب الدناءة والفجور..