”أولادنا ليسوا لنا“: خاطرة في يوم الأب العالمي
أولادنا أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بنا يأتون إلى العالم،
نعم منّا وليس منّا.
نحن فقط الوسيلة
نحن فقط الواسطة.
نأتي بهم، بل هم يأتون لنا،
يعيشون معنا،
لكن ليسوا ملكًا لنا،
هم أمانات الله عندنا،
منهم الحسنات ومنهم النعم
في كل حال،
نستطيع، نحن الآباء والأمهات،
فقط أن نعطيهم غداءً
كسوةً
أمنًا،
نمنحهم محبتنا،
لكننا لا نقدر ، بل لا يحق، لنا
أن نغرس فيهم أفكارنا
طموحاتنا الفاشلة
كي يحققوها لنا
بعد زمن من فشلنا.
لهم أفكارهم الخاصة
طموحاتهم الخاصة
هم كائنات غيرنا
كيانات مستقلة عنا…
لنا حياة
لهم حيوات.
في التراث الإنساني:
"لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم،
قد خلقوا لزمان غير زمانكم".
حكمة إنسانيَّة من حكيم بامتياز
"كبسولة تربوية" من مربٍ عظيم
تعلمتُ من الطير "فلسفة التربية"،
لم تعلمنيها كلية التربية،
وأنا خريجها المتعلم بشهادتها
تقول الطيور:
"علم أطفالك الطيران
والثقة في أنفسهم ودعهم،
سيسعدون بالحرية
وتسعد لسعادتهم."
لكني لم أكن أعلم
أن الطيور تهاجر...
قد تضل طريق العودة
ربما لا تريدها.
لكن علمتني الحياة أيضًا،
والمعلمون في حالتي كثيرون
-بناتي وابني منهم-
أن استخرج سعادة من أي ألم
وفي المعاناة أن أبتسم
كي لا أنهزم….
إن تربية الأطفال
عملية تبادليَّة:
تعلمهم ويعلمونك
تحبهم فيحبونك
تعطيهم فيعطونك
تحترمهم فيحترمونك
الخ... الخ...
بمعنى:
تربيهم… يربونك
كيف تتحكم في انفعالاتك،
لغتك،
كيف تداري،
كيف تلاطف.....
أنا لا أحبذ القراءة المبتورة لأي نص، لكني عند قول الحكيم العليم
"يوصيكم الله في أولادكم...."
أقف بعد كلمة "أولادكم"
وأتأمل في "يوصيكم"،
فآخذها بمطلق المعنى لا الخاص، فتشمل، بتحصيل الحاصل،
ما خصصه الله فيها بعد كلمة "أولادكم".
هذه قراءتي،
وأسأل الله قبول تدبري
أو يغفر لي تقصيري
يسدد قصوري
يلهمني سبحانه لما أراده
بعيدًا عما يقوله المفسرون
معهم الفقهاء،
الذين أحتاج لهم،
لكن يقينًا، ليس في كل شيء.
أقرأ لهم، مثلًا: "أنت ومالك لأبيك"…
حقًا؟؟؟؟
لا يملك الإنسان إلا خالقه
"أولادنا ليسوا ملكًا لنا"
"أولادنا ليسوا لنا،
أولادنا أبناء الحياة المشتاقة"
(جبران خليل جبران، بتصرف)
قلتها… وقالها جبران قبلي
وختامًا
اعتراف…
إني أعني كل ما قلت وما أقول
لكن يوم 20 يونيو
أرجع أبًا…
يتمنى عودة طيوره المهاجرة في كل مكان…
فقط لأضعهم بين جناحيّ
للحظة
ثم أرسلهم…بعد قُبلة … ودعاء
أمَا من هم معي
أقفل عليهم القفص الصدري
حتى غروب الشمس