النسيان
لطالما تمنيت أن أكون شخص ينسى، أن أضع رأسي على الوسادة دون أن أتذكر ما حدث ودون أن يبتلعني عقلي.
النسيان بالرغم من أنه صفة نقص للإنسان فإنه نعمة كبيرة من نعم الله علينا، الحكمة منه كبيرة وخفية وظاهرة، لولاه ما انتهت للإنسان حسرة أو حزن أو مصيبة، ولا نسى حقداً حمله في صدره لأحد، ولا تمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكر المصائب والمخاطرالتي تنغص عليه عيش أيامه بكل آلامها وأحزانها، لذلك يساعد النسيان الإنسان في التغلب على مصاعب الحياة والتقدم نحو مستقبله من دون التوقف عند اللحظات الأليمة
بإيقاع بطيء وهو شبح لا تعلم متى يزورك!
ونظراً لما يمر به الإنسان من ضغوط، فإن السلاح السحري هو النسيان بإيجابياته وسلبياته وهو خارج عن إرادته وهو مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية في حالة إصابته بالشدائد والابتلاءات. والإنسان لو لم ينس هذه المصائب لكانت الحياة مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها وسيجد صعوبة بالغة بسبب عدم نسيانها وقال الله عز وجل رحمة بنا: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾، «البقرة: الآية 286»
وبالفعل النسيان نعمة من عند الله يستطيع الإنسان أن يتعدى بها همومه وأحزانه وينسى تلك الجراح التي أحدثتها نوائب الدنيا ومنغصاتها ولا خلاف على أن النسيان نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى على الإنسان. يقول الحكماء، لله على الناس نعمتان لا تطيب من دونهما الحياة ولا يهنأ بغيرهما عيش، النسيان والأمل فبالنسيان تندمل الجفون القريحة والحكمة منه كبيرة فهو يخفف الهموم والذكريات المحزنة وراحة للأفكار ويخفف الضغوط الفكرية. والعيوب والزلات وهو صفة جميلة بسبب نسيان الأحقاد والأحزان والهموم وأن كل مصيبة عدا الدين تهون وأن لا فرح يدوم ولا سرور.