الرّحيل المفجع
الحياة مليئة بالمفاجآت التي لا تنتهي، يعزّ عليك أن تفقد إنساناً له من الإنسانية خصائصه المميّزة التي فُطِرَ عليها، طيّب القلب، دمث الأخلاق، مترفّع عن الأحقاد والضغائن، محيّاه ابتسامته، لكنته المميّزة لها جاذبيتها، لا يختلف مع أحد، إلّا من خلال عطائه ومشاركته في بناء المجتمع، لا يتكبّر على أحد، من أدرك معرفته، ازداد ثقة واطمئناناً بأنّ العمل الخيري ركنٌ من أركان الحياة، هدفه التنمية من أجل المجتمع حتى يتحقق على أرض الواقع ”الإصلاح الأسري“، إنّها طبيعة فطرية مميّزة في بعض البشر، لا يستقرّ له بال، ولا تغمض له عين، إلّا إذا توحّدت مشاعره وانفعلت إلى ذلك الخير، تلك هي صفات العطاء البعيدة عن الحقد والكراهية.
سبق أن التقيته صدفة، كيف يُلملم أفكاره، ويصوغ خطاباته مع زملائه الموقرين إلى بعض الجهات المسؤولة بالعمل على زيادة الخدمات في جميع المجالات للقطيف عامة، دون ضجيج بعيدًا عن الرّياء؛ لأنّهم لا ينتمون إلى فئة أو تيّار، ولا يسوقون أعمالهم الخيرية أمام المجتمع، أو يتاجرون على حساب وقضايا وآلام غيرهم، بعيدًا عن الرياء والمجاهرة بطعم الإنجاز الذي يجعل من الحياة معنًى للجميع، بل يعيش أجمل التحدّيات التي تجعل الحياة مثيرة لها معنى مع هؤلاء المنجزين، لكنّها أيضًا أمتع شيء أعدته الحياة للإنسان عندما يغادر هذه الحياة يجد ما قيمة عمله أمامه.
المرحوم عباس رضي الشماسي، كان أحد أبرز الناشطين الاجتماعيين في العمل الخيري، سخّر جلّ طاقته وخبرته في الجمعية منذ كان رئيسها، عمل على وضع وخطط وبرامج كانت نبراسًا وعطاءً لكلّ فئات المجتمع، أبرزها برنامج مستقبلي، والسوق الخيري، وغيرها من الأعمال الخيرية.
رحمك الله يا أبا فاضل، عباس رضي الشماسي، جعلك الله في الدار الآخرة من أهل الفردوس الأعلى خالدًا فيها، وأقدّم جزيل الشكر وفائق العرفان لكلّ عطاء قدّمته أنت وزملاؤك في الجمعية الخيرية بالقطيف وظهرت ثماره طيبة على أفراد المجتمع، والشكر أيضًا موصول إلى جميع رؤساء جمعيات القطيف على إنجازاتكم وعطائكم الممتدّ غير المنقطع لهذا المجتمع الإنساني الطيّب.
أتقدّم بخالص العزاء إلى أهله وذويه ومحبّيه، رحم الله من قرأ له سورة الفاتحة.