آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 7:20 م

كتاب دراسة الخطابة العربية في القرن السابع للبرفسورة قطب الدين من جامعة شيكاغو يفوز بجائزة الشيخ زايد

عدنان أحمد الحاجي *

 تكريم البرفسورة طاهرة قطب الدين عن كتابها التاريخي المتمثل في دراسة الخطابة العربية في القرن السابع

27 مايو 2021

بقلم سارة باترسون

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة، رقم 154 لسنة 2021

Prof. Tahera Qutbuddin honored for landmark book examining seventh-century Arabic oration

May 27,2021

By Sara Patterson

منذ أكثر من عقد من الزمان، شرعت البرفسورة طاهرة قطب الدين في رحلة البحث وكتابة أول دراسة باللغة الإنجليزية عن الخطابة العربية في القرن السابع، والتي أثرت بشدة على أدبيات وثقافة هذه اللغة. ونتج عن تلك الدراسة كتباها: الخطبة العربية: الفن والدلالة Arabic Oration: Art and Function «انظر 1»، والتي فاز مؤخرًا بجائزة الشيخ زايد للكتاب للثقافة العربية في اللغات الأخرى.

تُعرف هذه الجائزة شعبياً باسم جوائز نوبل العالم العربي، جائزة الشيخ زايد للكتاب تمنح كل فائز ما يفوق 200 ألف دولار أمريكي. كأول مؤلفة من الهند تحصل على هذه الجائزة، تم تكريم قطب الدين لعملها الرائد في الخطابة العربية، والذي ينقل القراء إلى عالم مختلف ويمنحهم نافذة مباشرة على قلوب وعقول الناس الذين عاشوا قبل 1400 عام.

في الأصل، كان قصد قطب الدين تأليف كتاب عن الامام علي ابن عم النبي محمد ﷺ. عندما بدأت بحثها، أدركت قطب الدين أنه لم يُؤلف أي كتاب عن كيف وضع النقل «التقليد» الشفهي «2» للمواعظ والخطب في القرن السابع الأساس للأدب العربي. أولت اهتمامًا بالمشروع الذي أصبح مشروع كتاب: ”الخطبةالعربية“، والذي يكشف عن أوجه التشابه بين التقاليد «النقولات» العربية واليونانية الشفهية «2».

قالت قطب الدين، التي عُينت في قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى في الجامعة «NELC» ”لقد تعمقتُ في قراءة النصوص وأدهشني في الحال إيقاعها المتسق والآسر «الجذاب والساحر»، وهي ميزة من مزايا هذه النصوص، والتي شعرت أنها شيء جديد استنبطته، ولم يطبقها أي باحث من الباحثين السابقين قبلي كإطار من الأطر المنهجية“. ثم بعد ذلك قرأت مطولًا باحثةً عن النظرية الشفهية «3»، نظرية فن الإستذكار، وهي أساليب بلاغية تساعد على الحفظ.

”هذه الخطب ألقيت في نقولات شفهية «2» إلى حد كبير، حيث إذا أراد المرء أن تُستذكر كلماته وتنقل الي الغير [والأجيال اللاحقة]، يحتاج إلى أن يخطب بإيقاعات نابضة بالحياة بحيث يمكن للدماغ حفظها بسهولة، وفي صور بيانية حية يمكن للعقل التقاطها وحفظها، وبحِكَم بليغة لها تأثير قوي. لقد أسرتني قوة الكلمة على الدوام، وكيف تُسخر الجماليات للإنجذاب إلى وظائف السياسة والقانون والحرب والحوكمة والدعوة إلى الدين والأخلاق في الحياة الواقعية، وكانت هذه النصوص مجرد أمثلة رائعة على هذا الوسط العظيم.“

على سبيل المثال، في إحدى خطب الإمام ”علي“ عن سرعة زوال هذه الدنيا، حيث قارنها بورقة في فم جرادة تقضمها [المترجم: نص الرواية: ”إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها“]. هذه الصورة التي لا تنسى هي مثال على اللغة الحية والمواضيع العميقة التي أثارت اهتمام الدكتورة قطب للذين.

طاهرة مترجمة بارعة، العديد من المواعظ والخطب في كتابها ترجمت إلى اللغة الإنجليزية من العربية لأول مرة، كما قال أحمد الشامسي، الأستاذ المشارك في قسم NELC. ”تحليلاتها ثاقبة للغاية. والأجيال القادمة من الطلاب ستستخدم عملها الرائد كأساس في الدراسات المستقبلية“.

”بدراسة الخطب العربية، تخبرنا طاهرة حكاية ذلك العصر“، كما قالت أوريت باشكين Orit Bashkin، البرفسورة في قسم NELC. ”قطب الدين ألفت كتابًا جميلًا عن خطب ومواعظ الرجال والنساء والذي منحنا متعة التفكير في السياسة والدين والخطب بطرق يتردد صداها في الزمن الحاضر“.

اشتغلت قطب الدين بالتدريس والبحث في جامعة شيكاغو منذ عام 2002، وتعلمت من أقرانها من تخصصات متعددة. قالت قطب الدين: ”أنا محاط بباحثين يحثوني ويلهمونني ويدفعونني لأبذل قصارى جهدي“. ”في بيئة جامعة شيكاغو الثقافية، من المتوقع منا جميعًا أن ننتج عملًا استثنائيًا.“

ولدت قطب الدين في مومباي بالهند، وتتمتع بخلفية تعليمية عالمية. بعد أن أكملت تعليمها الثانوي العالي من كلية صوفيا في مومباي، حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة عين شمس في القاهرة في مصر، ثم تابعت دراستها للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في جامعة هارفارد.

ساعدها هذا المسار الفكري على فهم واكتشاف أوجه التشابه بين التقاليد والأعراف الغربية والعربية. ”بالنسبة لباحثين في أعراف الفكر السياسي الغربي، يعد هذا الكتاب بمثابة إلهام“ كما كتبت دانييل ألين Danielle Allen، برفسورة جامعة جيمس براينت كونانت بجامعة هارفارد والعميدة السابقة لكلية العلوم الإنسانية في جامعة شيكاغو. يبدأ القانون الغربي أيضًا بالخطابة وبأفكار العلاقة بين الخطابة العامة والسياسة التي من صميم الطبيعة اليونانية.

”توصلنا إلى أن نفهم كيف يتصور العرف العربي دور اللغة في تشكيل الحياة المجتمعية والسياسية من شأنه أن يعزز بشكل كبير قدرة العلماء على الانخراط في الخطاب السياسي للعالم الناطق بالعربية. مشروع الكتاب هو ذو أهمية أساسية ويجب أن يغير قدرة العالم الإسلامي والعالم غير الإسلامي على التواصل مع بعضهما البعض بشأن الموضوعات السياسية“.

على سبيل المثال، في الخطبة العربية، ترجمت قطب الدين موعظة للنبي محمد ﷺ عن تسليم معظم الناس بالموت: [المترجم: نحن هنا نوردها نصاً بعد ان ارسلتها لنا مشكوورة البرفسورة ك طاهرة ”أيُّها النّاسُ، كأنّ المَوتَ فِيها على غَيرِنا كُتِبَ، وكأنّ الحَقَّ فِيها على غَيرِنا وَجَبَ، وكأنَّ الّذي يُشَيَّعُ مِن الأمواتِ سَفْرٌ عَمّا قَليلٍ إلَينا راجِعونَ، بُيوتُهُم أجداثُهُم، ونأكُلُ تُراثَهُم كأنّا مُخَلَّدونَ بَعدَهُم، قَد أمِنّا كُلَّ جائحَةٍ ونَسِينا كُلَّ مَوعِظَةٍ! طُوبى لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيوبِ النّاسِ، وأنفَقَ مِن مالٍ اكْتَسَبَهُ مِن حَلالٍ مِن غَيرِ مَعصيَةٍ، ورَحِمَ أهلَ الذُّلِّ والمَسكَنَةِ، وخالَطَ أهلَ الفِقهِ والحِكمَةِ، واتّبَعَ السُّنَّةَ ولَم يَعْدُها إلى بِدعَةٍ، فأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ، وأمسَكَ الفضَلَ مِن قَولِهِ. طُوبى لِمَن ۱.“

الآن بعد أن فتحت قطب الدين مجالًا جديدًا في عالم الأدب العربي والتاريخ الإسلامي حتى يستكشفها الغربيون، عادت إلى دراستها الأصلية حول الامام ”علي“. ستقوم قطب الدين بإحياء سيرة الإمام الذاتية، وكذلك تعاليمه وبلاغته، من خلال مواعظه وخطبه التي تربط بين الحكم والفضيلة والتقوى.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://brill.com/view/title/54473

2-" النقل الشفوي، أو نقولات شفهية أو تقاليد شفوية أو الشفوية مصطلحات تصف النقل السردي وخلق معلومات تاريخية واجتماعيةودينية - خاصة في شكل قصص وحكايات وأساطير وتقاليد . تلعب النقولات الشفوية دورًا هاما في جميع الثقافات، لا سيما في تلك التي لا سجلات مدونة لها أو في بداية التدوين. غياب رسوخ القراءة والكتابة في ثقافة ما يسمى لا كتابية أو أمية. يمكن أن تكون التقاليد الشفوية ذخرًا ثقافيًا ." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/نقل_شفوي

3- "الشفهية هي الفكر والتعبيرات اللغوية في المجتمعات التي لم تألَف جماهيرها تقنيات القراءة والكتابة (لا سيّما الخطّ والطباعة). تقترب دراسة الشفهية من دراسة التقليد الشفهي. وكلمة «الشفهية» تستعمل لعدّة معاني، يغلب عليها عموما معنى بِنَى الوعي الموجودة في الثقافات التي لا تستعمل تقنيات الكتابة، أو التي قلّما تستعملها. كانت أعمال والتر جاكسون أونغ تأسيسية لدراسة الشفهيّة، وهي تذكّرنا أنّه مع النجاح العظيم والقوة اللاحقة للغة المكتوبة، فإنّ الأغلبية العظمى من اللغات لم تكتب، وإنّ شفهيّة اللغة طبعٌ لازمٌ لها" . مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/شفهية



المصدر الرئيس
https://news.uchicago.edu/story/prof-tahera-qutbuddin-honored-landmark-book-examining-seventh-century-arabic-oration?utm_source=uc_newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=UChicago_News_M05_27_2021