الدكتور الطلالوة: لا داعي للهلع من ”الفطر الأسود“.. والنظافة طريق الوقاية
أكد الدكتور وسيم الطلالوة، أنه لا داعي للهلع بشأن مرض ”الفطر الأسود“، وأنه لا تربطه علاقة بفيروس ”كورونا“ المستجد، حتى الآن.
وقال الطلالوة، أول طبيب سعودي من حملة ماجستير ودكتوراه التشريح تخصص أوعية دموية وأعصاب، إن مرض الفطر الأسود أو فطار الغشاء المخاطي، هو عدوى فطرية خطيرة ونادرة جدًا، تسببها مجموعة من الفطريات المخاطية تعيش في جميع أنحاء البيئة، لا سيما في التربة والمواد العضوية المتحللة، مثل الأوراق وأكوام السماد أو الخشب الفاسد.
وأوضح أن الإصابة بالمرض تكون عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تحدث عدوى الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ، وتنتقل إلى مناطق أخرى بالأوردة، والتهاب العظام بين تجويف الفكي الأنفي وغرفة العين، وهي منطقة معقدة جدًا من شرايين وأوردة وأعصاب.
وأضاف: قد تحدث هذه الأشكال من فطار الغشاء المخاطي عادةً عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والمرض، ويمكن أن يتطور داء الغشاء المخاطي أيضًا على الجلد بعد دخول الفطر إلى الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق لتنتقل عن طريق الأوردة، ويتكون بالجيوب الهوائية الأنفية والدماغية، وأيضًا يتواجد بالدم والرئة والجهاز الهضمي والجلد.
وتابع: يُظهر الانتشار بعد الوفاة أن الفطار المخاطي أقل تواترًا بنسبة 10-50 ضعفًا من داء المبيضات أو داء الرشاشيات مع تكرار 1-5 حالات لكل 10000 عملية تشريح، وتعيش الفطريات السوداء مقاومة الفورمالديهايد، وتحدث في كليات الطب عالميًا، مؤكدًا: ”واجهت أكثر من حالة في سكوتلندا أثناء تواجدي، وللحفاظ على صحة الطلاب والطالبات يجب التخلص منها ويجب على من يواجه هذه المشكلة إبلاغ المسؤولين فورًا ليتم التعامل معها حسب البروتكولات أكثرها تكون سطحية وتتغذي على جميع الأجزاء“.
وأكمل: لعل انتشارها في جسم الإنسان الحي هي الأوردة المشتركة بين الاعضاء لذلك فقد تنتقل من الجيوب الأنفية إلى مناطق أخرى، كتجويف العين، ومنها للأوردة الدماغية وهنا يجب التدخل الجراحي السريع لحفظ الروح.
وبين أن التفسير العلمي لظاهرة انتقال العدوى للعين والتجويفات الدموية الدماغية عن طريق التهاب التجويف الهوائي الأنفي، يرجع إلى جمع الدم من الجيب الهوائي الأنفي عن طريق الجهاز الوريدي بعدة أوردة، من أهمها الضفيرة الجناحية؛ لتفسير انتقال العدوى، وبعد ذلك ترسل الضفيرة الجناحية الدم لعدة طرق، من أهمها أوردة تمر بثقوب الجمجمة لتصل الوريد الجيوب الكهفية عبر الأوردة المبعثرة، وتعتبر هذه الوصلات من أهم التفسير الإكلينيكية التي تسبب الانتشار المحتمل للعدوى.
وأشار إلى أنه يُلاحظ حدوث حالات فطار الغشاء المخاطي في البلدان النامية، وخاصة في الهند، على الرغم من أنها متفرقة بشكل رئيسي في المرضى الذين يعانون من مرض السكري منذ ما يقرب من عقدين في الحقبة الزمنية التي سبقت العلاج المضاد للفيروسات القهقرية عالية النشاط.
وقال: كشفت دراسة أمريكية أن معدل الإصابة السنوي بداء الغشاء المخاطي حالتين تقريبا لكل مليون، ووجدت دراسة حديثة أجريت على مجموعة سكانية في إسبانيا حدوث خمسة لكل مليون، بينما فرنسا دراسة لمدة عقد زمني تقريبا كانت حالة لكل مليون، وأفادت بأن الذين يعانون من أمراض الدم الخبيثة 17٪ أو الذين خضعوا لزراعة الخلايا الجذعية 5٪، وأيضًا دراسة من الاتحاد الأوروبي تفيد بأن المرضى الذين يعانون من أورام الدم الخبيثة 44 ٪، والصدمات اي الحوادث بنسبة 15٪ وداء السكري 9٪.
وتابع: لعل من أهم العوامل للحد من الانتشار، العناية بالنظافة، كغسل اليدين والخضار والفواكه، والعناية بالجروح، والاهتمام بعلاج الأمراض المزمنة، والمتابعة الجيدة مع الطبيب.













