العيد في شوارعنا.. غفلة الألوان!
في العيد يتلون كل شيء، مشاعر الناس، اللوحات الإعلانية، والأرصفة المطرزة بألوان الزهور، وصولا إلى أعمدة الإنارة والأشجار التي عودتنا البلديات تلوينها وجعلها حقلا واسعا من الألوان، في محاولة لتحويلها إلى عناوين للبهجة والاحتفال بمناسبة سعيدة كالعيد.
جهود البلديات واضحة، والتحضير المبكر هو الصورة المألوفة في هكذا مواسم، غير أن المربك والمثير للاستغراب هو الفوضى اللونية التي تطرز أشكال الزينة التي تعتمدها البلدية في طول القطيف وعرضها، لا شيء يوحي بأن هنالك اعتناء ولا حتى انتقاء لهذه الألوان، والتي كأنها تباع رزمة واحدة فيجري الاستفادة منها جميعا، لا موجهات جمالية لهذه التأثيرات اللونية المتكئة على شرائط أنوار النيون والليد بأسعارها وأوزانها الخفيفة، سترى اللون الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر وقد اجتمعن على جسد النخيل في مساحة صغيرة، لا حوار بين الألوان ولا تناغم، وكأن التلوين مجرد واجب ينبغي القيام به والسلام.
شرائط مضيئة بالحيرة والفوضى التي تربك حواس العابرين، تمشي وتتأمل ولا تعرف علاقة الألوان بالمكان ولا المناسبة، مؤكد بأن الناس مذاهب في عشقها للألوان، لكنها أيضا تجد في مسألة ضبط الألوان ومزجها مسألة مهمة وذات قيمة جمالية، البحث عن فضاء لوني متناغم في بهجة العيد يصبح مهمة غائبة في أشكال التزيين التي نشاهدها في الطرقات الرئيسة، لو تم الاكتفاء بلون أو لونين للحصول على مزيج مريح للعين، ومثير للبهجة لكان أجدى، بدلا من تحويل الشوارع ليلا إلى نسخة من هندام المهرجين.
والحاصل أن إيجاد ثيمة لونية للعيد، وتحويلها إلى تصاميم بصرية تزخرف شوارعنا هو مطلب جمالي قبل أن يكون مطلبا بلديا، بالإفادة من تقنيات الإضاءة ومنتجاتها، وبالاشتغال على هندسة الفضاءات العامة لتكون فسحة لونية مثيرة لأحاسيس الارتياح، والأمان، والبهجة.