بين القيادة والإشراف والإدارة
قال الله تعالى مخاطباً رسوله ﷺ: ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين﴾ آل عمران 159
قال الإمام علي في نهج البلاغة: «أيها الناس، إني والله ما أحثّكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها» خطبة 175
لا زلنا في الجزء الاول من ”التعريف بالقيادة“ من كتاب ”التجربة القيادية“ ولا يزال أمامنا الكثير من التعريفات، ولدينا اليوم مجموعة جديدة نبدأها بالسؤال التالي:
الإدارة يمكن أن تعرف على أنها تحقيق أهداف المؤسسة بشكل فعال ومتقن، من خلال التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والتحكم في الموارد.
المدراء والقادة ليسوا في الأساس أناس مختلفين. فهناك مدراء في الهرم الوظيفي وهم كذلك قادة جيدين، والكثير من الناس يمكنهم تطوير المزايا المطلوبة للقيادة والإدارة المؤثرة. فالقيادة والإدارة كلاهما ضروري للمؤسسات ويجب عليهما التكامل بطريقة مؤثرة ليقودا إلى أداء عظيم. وهذا يعني أن القيادة لا يمكنها أن تحل مكان الإدارة، ويجب على كلاهما العمل يداً بيد.
كل من القيادة والإدارة مهتمان في تقديم التوجيه للمؤسسة، ولكن هناك اختلافات. فالإدارة تركز على تأسيس الخطط التفصيلية ومواعيد لتحقيق نتائج معينة، وبعدها توزيع الموارد لتحقيق تلك الخطط. كما تتطلب المراقبة على الحد الأدنى، وعلى النتائج القريبة. ولكن القيادة تتطلب تأسيس رؤية ملزمة للمستقبل، وبعدها وضع الإطار الذي من خلاله تشاهد التحديات والفرص، ثم تطوير خطة بعيدة المدى لإنتاج التغيير المراد الوصول إليه. القيادة تعني مراقبة الأفق والمستقبل البعيد.
والرؤية هنا هي صورة لطموح ومستقبل محبذ للمؤسسة أو لفريق العمل.
الإدارة تلتزم بتنظيم هيكل معين لتحقيق الخطط المراد تنفيذها في المؤسسة، ثم تمونها بالموظفين، وبعدها تطور سياسات وإجراءات ونظم لتوجيه الموظفين، ثم تراقب تطبيق الخطة. ولكن القيادة تهتم بدل من ذلك بإيصال الرؤية، وتطوير عادات مشتركة، ووضع القيم الأساسية التي يمكن أن تقود إلى المستقبل المطلوب. والقيادة تعد فرص التعلم لتمكن الموظفين من توسيع ادمغتهم ومقدرتهم وتتبنى مسؤولية أعمالهم الخاصة.
والرؤية هنا تصف الهدف والعادات المتبعة والقيم التي تساعد في تحديد الرحلة إليها، وكون كل شخص متعاون ومنضبط في نفس الاتجاه.