الشيخ اليوسف: ظاهرة تزايد حالات الطلاق من الظواهر الاجتماعية المقلقة
أكد الشيخ عبدالله اليوسف في حوار أقيم في حسينية الناصر بمدينة سيهات مساء الاثنين على أنه من الظواهر المقلقة في المجتمع ظاهرة تزايد حالات الطلاق، حيث تترك هذه الظاهرة الكثير من الآثار السلبية والضارة بسلامة المجتمع وبنيته وتماسكه، فزيادة معدل الطلاق ينتج عنه بعض الأمراض والمشاكل النفسية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية وخصوصاً على فئتي النساء والأطفال.
وأضاف قائلاً: إن تزايد حالات الطلاق أمر ملحوظ، خصوصاً في السنوات المتأخرة، ولا شك أنه يخلق ويولد العديد من الأمراض النفسية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية، وبلغة الأرقام فإن ربع حالات الزواج تنتهي بالطلاق!! يعني «1/4» من حالات الزيجات في المجتمع.
وقال: بالنسبة لمحافظة القطيف فإن الإحصائيات تشير إلى أنه بمعدل من حالتين إلى ثلاث حالات تحدث حالة طلاق يومياً، وهذا العدد يشير إلى مؤشر زيادة الطلاق في المجتمع، في السابق قلما نسمع عن حالة طلاق في المجتمع، وإذا حصلت حالة طلاق نجد وكأن شيئاً كبيراً قد حدث في المجتمع، أما اليوم فنجد أن حالات الطلاق أصبحت أشبه بالأمور العادية الروتينية وذلك للتساهل في هذا الأمر.
وأوضح بالقول: لو رجعنا إلى النصوص الدينية لوجدنا التأكيد على كراهية الطلاق وعدم محبوبيته إن لم يكن هناك عذر شرعي، عندنا الكثير من الروايات الشريفة التي تبين أن أبغض الحلال إلى الله هو الطلاق، لما روي عن رسول الله ﷺ: «تَزَوَّجُوا وَ لَا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلَاقَ يَهْتَزُّ مِنْهُ الْعَرْشُ»، إن الهدف من الزواج هو بناء أسرة متماسكة، هو تكوين ذرية صالحة، هو المساهمة في إيجاد النسل الطيب، هذه من أهداف الزواج، فإذا انتهى الزواج بالطلاق فإن هذا يؤدي إلى خلاف الأهداف المرجوة من الزواج!!
ودعا في نهاية الحوار إلى معالجة ظاهرة الطلاق، والعمل على تقليل حالاته من خلال نشر الثقافة الزوجية، وأخذ دورات تثقيفية في الحياة الزوجية، وتفعيل دور لجان إصلاح ذات البين وحل الخلافات الزوجية بالحوار والتفاهم.
وإليكم نص الحوار كاملاً:
1. غياب الثقافة الزوجية:
أحيانا الزوج والزوجة يقدمان على هذا المشروع، مشروع الزواج، بدون أن يتثقفا بثقافة الزواج، الزوج ليس لديه حالة من النضج ولا الزوجة ليس لديها حالة من النضج، كيف تتعامل مع زوجها؟، ضعف الثقافة الزوجية هذا يؤدي إلى الطلاق في كثير من الحالات، الإنسان يقدم على هذه الحالة فقط لإشباع الغريزة الجنسية، لكن ما يفكر كيف يتعامل مع الطرف الآخر؟ ماهي أسرار نجاح الحياة الزوجية؟ ماهي الامور التي يجب أن يدير بها الأسرة؟ وبالتالي ضعف هذه الثقافة الزوجية عند الزوجين، عدم قراءة الكتب في هذا الجانب لأن الثقافة الزوجية واسعة جداً، الزواج عالم يحتاج الإنسان يقرأ في هذا الجانب، أو يأخذ دورات في الثقافة الزوجية، الآن الحمد لله عندنا مراكز تهتم بالثقافة الزوجية وإن كانت قليلة في المجتمع تعطي دورات في هذا الجانب المهم.
2. الإهمال وعدم تحمل المسؤولية:
أحياناً أحد الزوجين يكون عنده إهمال وعدم مبالاة، عدم شعور بالمسؤولية، الحياة الزوجية هي مسؤولية سواء من قبل الزوج أو الزوجة، فهي تقوم بواجباتها التي عليها وكذا الزوج، فإذا الزوج قصر وأهمل وإذا الزوجة قصرت وأهملت، هذا يؤدي شيئاً فشيئاً إلى فساد الحياة الزوجية، تأتينا الكثير من المشاكل أن الزوج عنده عدم اهتمام بشريكة حياته، أو الزوجة عندها عدم اهتمام بشريك حياتها، ما تهتم بالنظافة ولا تهتم بعناية ما يتطلبه الزوج أو إدارة المنزل كما ينبغي، أو الزوج لا يوفر المتطلبات الواجبة عليه، لا ينفق على زوجته بالطريقة المطلوبة، لا يوفر الأشياء المهمة، يهمل توفير المتطلبات وأداء المسؤوليات في أوقاتها، هذا أيضاً من أسباب الطلاق.
3. الأسباب المادية والمالية:
هذه لها عدة صور، أحياناً الزوج يمر بظروف مادية قاهرة، الآن مثلاً في ظل جائحة كورونا، يمكن بعض الأزواج انضغطوا ماياً، صار عندهم مشاكل مالية، والزوجة إذا لم تقدر ظروف زوجها وقالت له: وفر ما أحتاج وحتى لو تقترض، هذا يسبب مشاكل، المفروض الزوجة تراعي ظروف زوجها، يمكن يمر بظروف غير قادر على تلبية كل الحاجات، أحياناً الزوجة تطلب من الزوج أكثر مما يستطيع، أحياناً الزوج يكون عنده راتب معين، متطلبات الزوجة فوق هذه الطاقات، تقارن نفسها مثلاً بصديقاتها اللواتي أزواجهن يستلمون رواتب عالية جداً، كما نعلم الناس مختلفة من حيث الدخل أو من حيث الراتب، وبالتالي الزوجة إذا لم تراعي هذا الأمر يؤدي إلى خلق مشاكل مع زوجها.
وأذكر لكم صورة أخرى من صور المشاكل المالية، إذا كانت الزوجة تعمل، والزوج يريد يسيطر على مال زوجته، وهذا ليس من حقه شرعاً ولا قانوناً، لا من الناحية الشرعية له حق في التصرف في مال زوجته إلا إذا هي تريد تساهم معه، تعاون زوجها برضا نفسها، بطيبة نفسها هذا جيد، أما أن يجبرها تأخذ قرضاً مثلاً باسمها وبعد ذلك لا يسدده وإنما الزوجة هي التي تقوم بتسديد المبلغ، أو يأخذ القرض ثم يطلقها أصلاً، هذا أيضاً من أعظم المشاكل، القضايا المالية لها صور متعددة، وهذه من الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق والانفصال.
4. عدم الرضا الزواجي:
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق أيضاً، عدم الرضا الزواجي، ماذا يعني؟ يعني الزوج بعدما يتزوج يرى زوجته ليست بالمواصفات التي كان يتمناها، أو العكس، أن الزوجة تنظر إلى زوجها ليس فيه مواصفات فارس الأحلام الذي كانت ترغب فيه، فتسبب حالة عدم الرضا، هذه الحالة إذا تضخمت، ودائماً الزوج أو الزوجة متذمر «ة» مع شريك الحياة، هذه مع الزمن شيئاً فشيئاً تؤدي إلى الانفصال، تؤدي إلى الطلاق.. لكن أحياناً الواحد ما عنده الرضا بنسبة 100%، الرضا الزواجي يمكن نقسمه درجات، ومسألة الرضا الزواجي مسألة نسبية.
5. اختلاف المستوى الثقافي:
من أسباب الطلاق أيضاً: اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين، وتباين البيئة الاجتماعية، أو العادات بين الزوجين، إذا كان المستوى الثقافي متباعد جداً، إذا الزوج مثلاً مخلص دراسة ومتعلم ومثقف، والزوجة مخلصة سادس ابتدائي، أو العكس، الزوجة مثلاً دكتوراه أو دارسة دراسات عليا، والزوج ما مخلص حتى متوسط مثلاً، أو التفاوت الثقافي عموماً، لأن الشهادة علامة من علامات التعليم، لاشك أنها علامة مهمة، لكن أهم شيء في الحياة الزوجية النضج والوعي، الفهم، أحياناً يمكن الزوجة دارسة والزوج دارس ومتخرجين من الجامعة لكن النضج في الزواج وفي التعامل وفهم شريك الحياة ليس بالمستوى المطلوب، الاختلاف في المستوى الثقافي أو عدم الانسجام الثقافي، يعني الأفكار والتوجهات والقناعات تكون متضاربة بين الزوج والزوجة هذه قد تؤدي إلى مشاكل، أو اختلاف العادات والتقاليد، هذه خصوصاً إذا كان أحدهما متزوج مثلاً من الخارج، من مناطق مختلفة عنا في العادات والتقاليد، ونحن الحمد لله كل عاداتنا ووتقاليدنا واحدة..لكن أحياناً حتى في نفس المجتمع الواحد تكون طريقة الحياة مختلفة، يعني مثلاً أسرة تعيش في رفاهية، وأسرة فقيرة جداً، هذه أيضاً قد تخلق مشاكل، حتى العادات، وطريقة اللباس، في نوع الحجاب، مفهوم الحياء، نمط الحياة، ونمط المعيشة، هذه أيضاً أسباب قد تؤدي إلى توليد مشاكل بين الزوجين، وهي من الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق.
6. عدم الإشباع العاطفي والجنسي:
أتصور أن هذا السبب من أهم النقاط وأسباب الطلاق، أما عن عدم الإشباع العاطفي، أحياناً تكون الزوجة ما عندها ذكاء عاطفي في التعامل مع زوجها، أو الزوج كذلك، يتعامل مع زوجته ببرود وجفاف، وهذا ما يعبر عنه بالقول: أنه لديه بخل في المشاعر، وبخل المشاعر قد يكون من الزوج أو من الزوجة تجاه شريك الحياة، وعدم التعامل بطريقة صحيحة، وعدم تحقيق الإشباع العاطفي، ولذلك من المشاكل التي غالباً نلحظها، تشتكي بعض الزوجات قائلة: الزوج ما في يوم من الأيام قال لي كلمة حلوة، أو ما في يوم من الايام قال لي كلمة ”أحبك“، ما في يوم من الأيام عبّر عن رضاه حول الطبخ أو حول بعض ما أقوم به في البيت، دائماً متذمر، دائماً عنده حالة السلبية..
أو العكس الزوجة ما تقول لزوجها أيضاً، ما تبدي المشاعر الطيبة تجاهه، أحياناً هناك جفاف في تبادل المشاعر، هذا يؤدي كذلك إلى الانفصال والطلاق العاطفي، يعني هما متزوجين ظاهرياً لكن هناك طلاق عاطفي، لا يعيشا تبادل المشاعر أو نفس الأحاسيس، لا يعبران عن محبتهما تجاه بعضهما البعض، وبالتالي صحيح هما ظاهرياً متزوجين ويعيشان مع بعض، لكن عملياً يعيشا حالة الطلاق العاطفي.. أما عدم الإشباع الجنسي هذه يمكن تصنيفها من الأمور المسكوت عنها، أحياناً نرى انفصال وهناك طلاق، لأن الزوجة لا تقوم بما يطلبه الزوج منها بالقدر المطلوب أو العكس، أو الزوجة أحياناً تكون لديها أمراض نفسية، أو برود جنسي من أحدهما فهذا الأمر من أسباب الانفصال والطلاق بين الزوجين، نكتفي بهذا المقدار بالنسبة لهذا السبب لأنه موضوع نوعاً ما حساس ولا نفصل فيه زيادة.
7. التقنيات الحديثة وتوليد الشكوك:
هذه من الأسباب الحديثة، سابقاً ما كان موجود هذا السبب قبل موجة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الآن مع هذه الطفرات في التقنيات الحديثة، وظل يطلع علينا كل فترة تطبيق جديد، هذا خلق شكوك أحياناً، سواء من الزوج أو الزوجة تجاه شريك الحياة، حيث كثيراً ما تأتينا مشاكل لهذا السبب وأحياناً تصير غيرة كبيرة لدى الزوجة، إذ لأن تحب زوجها دائماً ما تشك في زوجها بمجرد ما يفتح الجوال أو يدخل على النت، على أنه ممكن عنده علاقات مع أخريات، وأحياناً العكس أيضاً، الزوج يشك في زوجته بسبب أنها تجلس على هذه التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لمدة طويلة، وقد صارت لغة تبادل المشاعر بين بعض الأزواج متجمدة بسبب التقنيات الحديثة، يعني الزوج ما يرغب في الحوار والنقاش والأخذ والعطاء مع زوجته أو الزوجة كذلك، كل واحد قاعد على جواله «الموبايل» في غرفة وحده وكل واحد في عالم، وهذه لا شك خلقت مشاكل لم تكن موجودة سابقاً، وقد تؤدي - بل أدت بالفعل - إلى الانفصال والطلاق.
8. تدخل الاهل في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة:
الأهل المفروض يكون دورهم إيجابياً في تمتين الحياة الزوجية، أما دورهم السلبي وتشجيع طرف ضد الطرف الآخر، فهذا قد يؤدي إلى الطلاق أيضاً، حيث في السابق كان الأهل دائماً عامل ايجابي، الزوجة إذا جاءت لبيت أهلها غضبانة أو زعلانه، الأب يقول لها: ارجعي لبيت زوجك، اجلسي معه، وكلميه وتفاهمي معه، الآن لا، العائلة أي مشكلة تصف مع البنت ضد الزوج، مع البنت على حق أو باطل، وهذا طبعاً بسبب الحب للبنت، لكن قد يؤدي إلى خراب الحياة الزوجية بسبب هذه التدخلات غير السليمة والفاقدة لمعالجة المشاكل بحكمة وحنكة.
1. تنمية الثقافة الزوجية والأسرية:
المفروض من الزوجين في أثناء الخطوبة، يأخذا لهما دورات حول الثقافة الزوجية، يقرؤوا كتب في هذا الجانب يتثقفوا بالثقافة الزوجية، حتى يصير لديهما فهم أفضل للعلاقة الزوجية.
2. اتباع منهج المرونة والتسامح:
الكثير من المشاكل تبدأ تافهة وبسيطة لكن لأنه لا يوجد تسامح بين الزوجين تؤدي إلى مشاكل وتتضخم مع مرور الأيام، العناد من أحد الطرفين أو من شريك الحياة، التدقيق في كل صغيرة وكبيرة، عدم التسامح تجاه الأمور التافهة والبسيطة، عدم المرونة في العلاقة الزوجية، هذا يؤدي إلى تفاقم المشاكل، والحل، الإنسان يكون متسامحاً، والمتسامح كريم، والمتسامح محسن، بالتسامح تستمر الحياة الزوجية، ولذلك روي عن الامام علي أنه قال: تَغافَل يُحمَد أمرُكَ، يعني الإنسان لازم يتغافل، يغض الطرف عن بعض الأمور، فهذا من طرق العلاج حتى لا تنخلق المشاكل.
3. القيام بالواجبات وأداء الحقوق:
هناك واجبات على كل طرف، على الزوج والزوجة كذلك، وهناك أيضاً حقوق للطرف الآخر، قيام الطرفين بالواجبات لكلاهما مع أداء الحقوق للطرف الآخر، هذه تؤدي إلى تمتين الحياة الزوجية وتمنع وقوع الطلاق.
طبعاً هناك نقطة مهمة وهي أحياناً، بالتحديد في أثناء الطلاق تحدث مشاكل، في الطلاق الخلعي «أي أن الزوجة هي التي تريد الطلاق»، لأنها تكره زوجها وتريد تتطلق منه، فيجوز للزوج أن يطلب أي مبلغ مقابل تطليقها، عندنا في مذهب الإمامية يجوز له أن يطلب أي مبلغ مقابل أن يطلقها، فهنا الزوجة تعترض وتقول هذا ظلم...!
4. الاحترام المتبادل بين الزوجين:
أعتقد أن هذه نقطة مهمة جداً، كثير من الأحيان الزوجة تقول: الزوج ما يحترمني ويهينني ويضربني ويشتمني... إلخ، أو الزوج يقول: الزوجة ما تحترمني ترفع صوتها وتتصرف تصرفات غير صحيحة، ما عندها احترام لشخصيتي، حتى لا يقع الطلاق، يجب أن يكون احترام متبادل بين الزوجين، الزوج يحترم زوجته والزوجة تحترم زوجها.
5. الصبر والتحمل:
الصبر والتحمل من العوامل المهمة في منع وقوع الطلاق، ليس لأقل سبب يقول ”نطلق“!! كأن تقول الزوجة لزوجها: طلقني أو العكس الزوج يقول لها: راح أطلقك!!! حالة الغضب والعصبية الزائدة وأتصور حالة الزعل الزائدة خصوصاً لدى الجيل الجديد، ومن العصبية والغضب لأتفه الامور، أيام زمان كانت المرأة تتحمل من أجل أولادها ومن أجل الأسرة حتى لا تتفكك، الزوج أيضاً يصبر على أذى زوجته أو بعض سوء تصرفها، فالصبر والتحمل مهم جداً من أجل الحفاظ على الأسرة، أكيد قلما نجد أسرة ما فيها بعض المشاكل، بعض الخلافات، بعض التوترات، طبيعة الحياة الإنسانية تحدث فيها بعض المشاكل لأسباب مختلفة، بالصبر والتحمل تنحل هذه المشكلة، الصبر يمنع الطلاق والتحمل كذلك، على الأقل من أجل الأولاد، من أجل العشرة واستمرار الأسرة.
6. حل الخلافات بالحوار والتواصل الإيجابي:
كثير من الخلافات الزوجية يمكن حلها بالحوار، يمكن حلها بالصلح، إدخال طرف آخر للصلح، ليس مباشرة نأخذ موعداً في المحكمة للطلاق، ويا الله نطلق!! حالة العصبية وحالة الغضب هذا أمر منهي عنه، روي عن أمير المؤمنين : «إيّاك والغَضَبَ، فَأوَّلُهُ جُنونٌ وآخِرُهُ نَدَمٌ»، وجاء رجل لرسول الله ﷺ، قال له أوصني، فقالَ لَهُ: «انطَلِقْ ولا تَغضَبْ، ثُمّ أعادَ إلَيهِ فقالَ لَهُ: انطَلِقْ ولا تَغضَبْ - ثلاثَ مَرَّاتٍ -».
تأكيد من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه على الإنسان ألا يكون عصبياً، ويحافظ على أعصابه وعلى اتزانه، حيث وصلتني حالات من المشاكل الزوجية راحوا إلى المحكمة وأخذوا موعداً من أجل إجراء الطلاق، وكانوا معزمين على الطلاق، لكن بالتدخل الإيجابي وبالصلح وبالتفاهم عادت الأمور إلى مجاريها وتصالحوا، فعبر الصلح وإدخال طرف آخر للصلح والحوار الإيجابي هذا قد يساعد في الحل حتى لا يقع الطلاق.
7. التوسعة على العيال:
هذا مهم جداً، بحيث الزوج إذا صار كريماً على أولاده وزوجته، يكرمهم ويوفر لهم المتطلبات الأساسية، يكون كريماً بالمال والمتطلبات وكلمات الحب والعطف والحنان، هذا يمتن من العلاقة الزوجية.
8. المفاكهة والملاطفة بين الزوجين:
يعني لا تكون العلاقة جامدة بين الزوجين، علاقة جدية أكثر من اللازم، علاقة رسمية هذا يخرب العلاقة، بينما إذا كانت العلاقة الزوجية فيها ملاطفة ومفاكهة ومزاح، الزوج يمزح مع زوجته والعكس، وليس المزاح يؤخذ بحساسية بين الزوجين، أحياناً يكون أحدهما حساس جداً فيأخذ المزح والملاطفة بحساسية فهذا يخرب الحياة الزوجية، بينما المفاكهة والملاطفة بين الزوجين، هذه تقوي العلاقة الزوجية وتمتنها.
9. التطوير والتجديد في الحياة الزوجية:
لابد للزوجين دائماً من التجديد في طريقة الحياة الزوجية، مثلاً المرأة تجدد في طريقة الأكل واللباس والشكل، وفي طريقة ترتيب البيت، حتى لا يصير روتين، والروتين بطبيعته قاتل وممل، التطوير في الحياة الزوجية هذا يساعد كثيراً على إنجاح الحياة الزوجية، وعدم الوصول - لا سمح الله - إلى مرحلة التنافر، ومن ثم الطلاق.
ننتقل الآن للخطوات والقواعد التي ينبغي اتباعها لما بعد الطلاق حتى أجيب على سؤالكم:
1. الإيمان بقضاء الله وقدره:
المرأة والزوج يجب أن يؤمنا بقضاء الله وقدره، فالتعامل مع الطلاق في هذه الحالة على ضوء الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن الأمور وصلت إلى الطلاق، هذا يجعل النفس مطمئنة ومرتاحة، ويجعل الإنسان يسلم أمره إلى الله سبحانه وتعالى، وربما في الطلاق خير لهما، إذ يمكن أن الزوجة لما تطلق تتزوج برجل ترتاح معه أكثر من الأول، وكذا العكس، فربما يتزوج الرجل امرأة يرتاح معها أكثر.
2. الصبر وتحمل صعوبات الحياة:
على الإنسان أن يتحلى بصفة الصبر، لماذا الله سبحانه وتعالى بشر الصابرين في قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ لأن الصبر يخلق قدرة على ضبط الانفعالات النفسية والعصبية، تحمل صعوبات الحياة حتى يتجاوز الإنسان مرحلة الطلاق.
3. الطلاق ليس نهاية الحياة:
وبالتالي يجب البدء بحياة جديدة، لأن الطلاق ليس نهاية الدنيا، خصوصاً الآن صار الأمر عادي، المرأة المطلقة تتزوج بسهولة، هناك عدة حالات تكون فيها المرأة تزوجت ثم انفصلت ثم تزوجت، يعني ما عادت المطلقة كما كانت في السابق، حيث المرأة المطلقة يمكن تقعد طول حياتها من دون أن تتزوج ثانية، وينظر إليها بسلبية، بينما الآن المرأة تطلق، يمكن بعد أن تنتهي العدة تنخطب مرة ثانية بسرعة.
4. الانشغال بالدراسة أو الوظيفة:
إن على المطلق أو المطلقة أن ينشغلا بأمور مفيدة ونافعة كالانشغال بالدراسة أو العمل، أو الانخراط في الأعمال التطوعية والإنسانية، حتى الواحد في فترة ما بعد الطلاق قبل أن يقدم على الزواج مرة أخرى، أن ينشغل بدراسته اذا كان طالباً أو بالعمل أو ينخرط في العمل التطوعي، الحمد لله الآن في مجتمعنا هناك العديد من الأعمال التطوعية، جمعيات خيرية ولجان خيرية، والإنسان عند انخراطه في العمل التطوعي يجعله يشعر بالسعادة، بحيث يفرغ جزءاً من طاقته حتى لا يشعر بالحالة السلبية الناتجة من الطلاق.
5. ممارسة الرياضة للتمتع بالصحة الجيدة:
إن المطلق أو المطلقة - الآن الحمد لله هناك صالات رياضية خاصة للنساء أيضاً - المرأة تستطيع أن تمارس الرياضة وكذلك الرجل، لأن الرياضة - هذه دعاية للرياضيين - تعطي طاقة إيجابية للإنسان وتقلل من آثار الطلاق والطاقة السلبية، ولذا ممارسة الرياضة بالقدر المعقول يساهم من تخفيف الآثار للطلاق.
6. تجنب العزلة والعيش مع الأهل والأصدقاء:
على الإنسان بعد الطلاق ألا يكون منعزلاً حتى لا يصاب بالاكتئاب والصدمات النفسية، للأسف بعض المطلقات يمكن يمررن بهذه الحالة السلبية والصدمات النفسية وتتعقد حياتها وتصاب بقلق واكتئاب ومرض نفسي، ووسواس قهري وما شابه ذلك، فالحل هو أن الإنسان يكون اجتماعياً ويعيش حياته الطبيعية مع الآخرين.
7. فشل التجربة الأولى للزواج قد يؤدي إلى النجاح الباهر في التجربة الثانية:
فلا تجعل مرارة الطلاق تشعرك بالقلق والكآبة.. وقد أشرنا إليها..
8. الترويح والترفيه عن النفس بأشياء مفيدة وممتعة:
القلب يمل كما تمل الأبدان، الإنسان يحتاج أن يروح عن نفسه خصوصاً بعد مرحلة الطلاق، تحتاج المطلقة تطلع تتمشى، تزور صديقاتها، تسافر، كما روي عن رسول الله ﷺ:: سافِرُوا تَصِحُّوا كما عندنا رواية عنه ﷺ: صوموا تَصِحّوا. عندنا رواية السفر، يعني من مصاديق الصحة هو السفر، لأنه ينعش الإنسان روحياً وقلبياً، كذلك المرأة المطلقة بحاجة للترويح عنى النفس، الرجل الذي طلق كذلك يحتاج يروح عن نفسه خصوصاً في الأيام الأولى، لأنه عادة الأيام الأولى بعد الطلاق يكون الإنسان متوتراً، ومزاجه ليس بالصورة الطيبة أو الطبيعية، فيحتاج أن يروح عن نفسه حتى يطرد عن نفسه مرارة الطلاق.
الشيء الثاني: نحن نحتاج نسهل أمور الزواج، فكلما زادت الشروط والقيود قد تخلق بعض الإشكاليات من جوانب أخرى.. الدورة جيدة لكن الأفضل تبدأ اختيارياً، هو الإنسان يبدأ يروح يأخذ له دورات تثقيفية، يستطيع يقرأ ويتثقف في هذا الجانب، أتصور هذا مهم جداً، وأنا أشرت في الحوار، لكن اُريد اُؤكد على أهمية الشروط بين الزوجين في أثناء العقد، لأن كثيرا من المشاكل تحصل فيما بعد بسبب عدم المعرفة في هذا الجانب، الزوج ما يعرف أنه يستطيع أن يشترط، لأنه العادة عندنا المرأة هي التي تشترط فقط، حتى الزوج يحق له أن يشترط على زوجته بعض الشروط التي يراها، مثلاً كأن يشترط عليها أن تطبخ له لأن الطبخ عندنا ليس بواجب على المرأة، فإذا وافقت يصبح واجباً عليها من باب الشرط، من باب الوفاء بالشرط، الزوجة أيضاً يحق لها أن تشرط شروطاً كثيرة وحتى الزوج كذلك، الزوجة ماذا تشترط عادة؟ الشروط المعروفة مثلاً: الشقة، ما يمنعها من العمل ولا الدراسة، هذه أغلب الشروط التي تمر علينا، الشرط الأهم الذي ذكرناه من قبل أنه في حالة الطلاق الخلعي ان لا يطالب الزوج بأكثر من المهر، إذ تستطيع أي بنت مقبلة على الزواج أن تشترط هذا الشرط، هذا متى تتبين أهميته، - لا سمح الله - إذا صارت خلافات وطلبت الزوجة الطلاق، وهذا يصير الآن كثير من الحالات ليس فقط الزوج من يريد يطلق، الزوجة هي التي تريد تتطلق طلاقاً خلعياً.
تفضل أبوأحمد: سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، مساكم الله بالخير شيخنا، جزاكم الله خير على الذي قدمته، تسلسل متنوع، في ملاحظة ومداخلة؛ الملاحظة لما نحضر عقود الزواج على الأغلب الأعم يدعون لهم وعلى البركة، فرصة هنا في مجال للذين يكتبون بحكم علاقتكم اريد اقترح بعض المبادرات إلى الدعاء إلى المحبة والألفة، في تركيز على هذا الجانب، أي نعم هو حالة طبيعية غريزية، المودة تأتي بطبيعة الحال إلا أن الملاحظ عملياً في غفلة عن الموضوع، لما تقول بالرفاه والبنين وانتهت، تعال يا فلان أنت كذا..أغلب الشباب الجدد هم عندهم ثقة بالنفس وعندهم قدرات جيدة إلا أنه في طبيعة التعامل مع الأنثى أو الأنثى مع الذكر «الرجل» عادة مستوى منخفض مقارنة بمجتمعات أخرى وأسباب... لأننا لسنا مجتمع متخالط كما يغلب، ربما تشخيصي غلط أو ما هو واقعي، إلا أنه في ملاحظة وهذه فتح قنوات ما بينهما أي الزوجين...
أتمنى يعني على الذي تفضلت فيه الكثير من الملاحظات والنقاط الجوهرية التي نحن لزماننا ما كنا ندري، كيف نحن نسلسلها ونسويها تكتيكات لجيلنا، حتى ننقلها لأبنائنا بشكل بسيط مقننة عبر القصة ما أدري لأنني أريد أثقف بنتي، ابني، الآن عرضتم دسم شنو التكتيك بما يساهم بعمر الجيل؟ ما ترى أنه على الأب يساهم في إنجاح زواج ابنها حتى من قبل سن البلوغ من خلال تكتيكات... مجرد سؤال قد يكون حالم شيخنا..
يعني تثقيف الوالدين لأبنائهم؟