الاجازات الرسمية في المملكة
عما قريب سيحل علينا عيد الفطر المبارك، ذلك العيد الذي يبتهج بقدومه جموع المسلمين في العالم كافة ويحتفلون به كيوم من الايام المباركة التي قدسها لنا ديننا الحنيف. ويختلف الاحتفاء به بين البلدان الاسلامية من حيث عدد الايام التي تحسب كعطل رسمية تشمل كل البلاد. وهذا ينطبق ايضا على العيد الكبير عيد الاضحى المبارك. فلكل بلد عطلته الرسمية التي تختلف مددها بين بلد وآخر، رغم اتفاق الجميع على ان يوم العيد عطلة رسمية في جميع البلدان الاسلامية دون استثناء، بما في ذلك بلادنا التي تقتصر فيه العطل الرسمية على العيدين «الفطر والاضحى»، بالاضافة الى يوم واحد هو اليوم الوطني للملكة.
وتختلف مدة العطل بين القطاع العام والقطاع الخاص، حيث ينعم منسوبي القطاع الحكومي باجازة اطول، وهذا يسبب اشكالا لبعض الاسر التي يعمل اربابها في القطاع الخاص وابنائهم لا زالوا يذهبون للمدارس. وبما ان هناك مساعي لعدم التمييز بين منسوبي كلا القطاعين متمثلا في جعل وزارة واحدة «الموارد البشرية» مسؤولة عن. جميع القوى العاملة في البلاد، فمن الاولى ان يتم ازالة هذا التمييز في اجازات العيدين منذ الآن، وجعل جميع سكان المملكة يستمتعون بنفس فترة الاجازة.
إن الفرق بين طول الاجازتين بين القطاعين قد يعود الى انه يمكن من الصعب اغلاق منشآت القطاع الخاص كل هذه المدة لما له تأثيره السلبي على النشاط الاقتصادي وخاصة القطاع المصرفي وقطاع التأمين والبورصة وانتاج المواد الاساسية، بينما القطاع الحكومي لا يعاني من ذلك، وإغلاقه بهذا الطول لا يؤثر على الحياة الاقتصادية اليومية. كما ان اقتصار احتفالاتنا على العيدين وعدم الاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية والرسمية الاخرى سببا آخر وراء الفرق بين اجازتي القطاعين، وان الاجازة السنوية لعمال ومنسوبي القطاع الخاص حسب نظام العمل اطول. وهذا تنظيم يستوجب اعادة النظر فيه لعدم عدالته.
لدى كثير من بلدان العالم الاسلامية وغير الاسلامية مناسبات عدة يحتفلون بها وتكون هذه المناسبات عطلا رسمية لجميع السكان كالاحتفال بالسنة الهجرية ومولد الرسول الأعظم ﷺ وغيرهامن المناسبات الدينية. بالاضافة الى المناسبات الحكومية الرسمية كيوم تولي الملك منصبه كملك وقائدا للبلاد، أو كالمناسبات الاجتماعية كيوم العمال «الاول من مايو» الذي يصادف غدا وتحتفل به كثير من بلدان العالم تقديرا لهذه الفئة من السكان التي بفضل مجهوداتها تستمر مختلف الانشطة الحياتية في الاستمرارية وينعم جميع السكان بما يأتي من. وراء كدحهم وعملهم الدؤوب، وغير ذلك من المناسبات التي تمتد على طوال ايام العام.
إن الاحتفالات بمثل هذه المناسبات وتكرر ايام العطل تحقق عدة اهداف، تضاف للقيمة الدينية او الاجتماعية للمناسبة، من حيث كسر الروتين والرتابة بين الناس وإيجاد مبررات لاحتفال الناس والتمتع بعطلاتها داخل البلاد، مما يساعد على زيادة النشاط الاقتصادي في قطاعات الترفيه والسياحة والخدمية.
إن تعدد الاجازات والاحتفالات مصدر بهجة للناس اجمعين وهي مصدر من مصادر السعادة لدى المحتفلين بها، فيا حبذا لو تقوم وزارة الموارد البشرية باعادة النظر في نظامي الخدمة المدنية ونظام العمل كي يكون في بلادنا اجازات عديدة اسوة ببقية بلدان العالم بما في ذلك البلدان المجاورة لنا التي تحتفل بأكثر من مناسبة طوال العام.
