آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 7:28 م

معالي الأمين حمَّلنا أمانة

السيد محمد المشعل

التعبير الحقيقي عن المشاعر هو استخدام الألفاظ بمعانيها الحقيقة بعيداً عن التعابير المجازية التي عادة ما يستخدمها الشعراء والأدباء ليتمكنوا من الوصف بشكل جمالي وصياغة بديعة في غير معانيها الحقيقية.

وعند وصف المسؤولية وأداء الواجب المناط بك، تقع الكلمات في حيرة بين الحقيقة المليئة بالعطاء وبين المجاز المليء بمعاني الحُب.

في ظل ظروف استثنائية واجهتها المملكة والعالم بسبب جائحة كورونا، مضى أكثر من عام على العطاء الذي عاش تفاصيله فريق إدارة العلاقات العامة والإعلام والعديد من الإدارات الخدمية والإدارية ببلدية محافظة القطيف، كانت ولا تزال لحظات وأوقات لا تُنسى وبحاجة لتوثيق تفاصيل تجربتها والظروف العملية فيها، ولأني عشتُ جزءًا من أيامها ولياليها فمن الصعب أن لا تنبض في داخلي تعابير المجاز المملوءة بلحظات صادقة تختزل عمرًا من الذكريات، لم تكن من باب التكليف والواجب فقط، بل من باب المسؤولية التي تساهم في الحفاظ على سلامة المجتمع وبناء المستقبل المزدهر.

وأتقلد هنا قول الأديب عباس محمود العقاد حينما قال: كن شريفًا أمينًا، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة.

يوم الاثنين الموافق 19 أبريل 2021م تشرفت وزملائي في إدارة العلاقات العامة والإعلام ببلدية محافظة القطيف، بتكريم معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير والحصول على المركز الأول في تميز ”الإعلام البلدي“ على مستوى المنطقة الشرقية نظيرًا للجهود الإعلامية والتوعوية المتواصلة في إبراز الجوانب التنموية «البيئية، السياحية، الخدمية...» ومختلف الفعاليات والمبادرات المجتمعية الهادفة في ظل جائحة كورونا.

لم يكن هذا التكريم يخص فريق العلاقات العامة والاعلام فحسب بل كان تكريماً لمختلف الإدارات التي ساهمت بإنجازاتها المميزة بتعزيز مصداقية المادة الإعلامية ورُقيها ورفع وتيرة التفاعل بينها وبين المجتمع.

فشكرًا لمعاليك هذا التكريم الذي لم نكن ننتظره؛ فهذا واجبنا وأقل ما يمكن أن نقدمه لخدمة وطننا ومجتمعنا، لكنَّ هذا التكريم والثناء بات بمثابة الوسام الذي يُحملنا المسؤولية أكثر وأكثر ويزيدنا حرصًا وتفانيًا على مواصلة البذل في ميادين التنمية والازدهار وابراز الإرث التاريخي والبيئي والسياحي لقطيفنا الحبيبة.

النجاح لا يستمر والعطاء لا ينمو لولا دعم المسؤول، وكلما كان القائد محفزًا لرجاله زادت رغبتهم في تقديم المزيد من الجهد والتضحيات لتحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال بكل مصداقية، وفي بلدية محافظة القطيف سعادة المهندس محمد الحسيني القائد الإنسان الذي نتكئ عليه في شتى الظروف ونتعلم منه صدق العطاء وأداء الواجب والبذل من أجل خدمة الإنسان وإرضائه في مسيرتنا العملية.

القطيف عنوان كلُ جمال وإبداع، هي الحُب ومنبع الخير والوفاء اللامنتهي من فرط ما تملكه هذه الأرض من أصالة إنسانها وتاريخ أرضها المتجذر.

القطيف في مرحلة تنموية استثنائية تحتاج ترابط جميع أطياف ومؤسسات المجتمع، وإحساس كل طرف بمتطلبات الآخر وأهمية عطائه وإنجازه، والعمل جميعًا على حماية المنجزات والموارد وتحقيق استدامتها بما يضمن وفاءها بمتطلبات الحاضر والمستقبل، وذلك يكون بدايةً بتعزيز الشراكة المجتمعية في تحقيق أهداف التنمية والخدمات والسياحة وتلك مسؤولية عظيمة تتطلب الالتفات لها، بعيدًا عن السلبية والإحباط أو عدم المبالاة التي قد يرسخها السلبيون، ما يؤدي لاتساع الفجوة بين المواطن والمسؤول، ويعزز من مفهوم التنمية السلبية بدلًا من تعزيز الإصلاح والتنمية الإيجابية وانعكاسها على حياة الأهالي.

وهنا تقع أهمية المسؤولية الاجتماعية في أيّ مجتمع من المجتمعات وحجمها ودورها النابع من داخل الأفراد عبر ممارسة الأعمال والسلوكيات التي تعمق روح العطاء والمبادرة، والمشاركة جنبًا إلى جنب نحو البناء والتقدم.