إنه عقلي أنا فلا تبحث فيه عن أفكارك!
الحياةٌ أصعب من أن نتغافل، أصعبُ من أن نسير وكأن الطريق بأكمله مستوي.. حتى من يملكُ جناحًا للتحليق لا بد أن تُزعزعه قوّة الهواء حتى أنه لابُد له ان يهبط بالأرض يومًا.
يغدو كل شيء أمامك ضبابيا يخلو من أي تضاد، يتماهى الشعور بلحظة، يصبح الحنين مهملا كاللا شيء، الحزن الذي بسببه عشت أسوأُ لحظاتك لا يؤثر بك، الأصدقاء الذين كانوا أقرب إليك من أخوتك، جميعهم يتقوقعون في ذاتك كالعابرين، الأحبة الذين صارعت أفكارك من أجلهم بشتات، تجدهم مجرد جثثٍ ملقاةٍ في بعيد القلب..الأفكار التي رفضت التخلي عنها دائما بمبدأ، تتخلى عنك دون أن تشعر أنت حتى بذلك..
النّكات السخيفة التي لم تهتز ابتسامتك من سماعها لمرة، تجدها تغرقك بالضحك الصخب.. قلقك الدائم حيال الأشياء، ينتهي بمجرد أن تصبح ذلك الشخص الذي إن أخبروه بموت أحدٍ يعرفه، لا يتحرك في شعوره مثقال ذرة..
كل هذا عندما ينتهي انبهارك بها فتعود شخصًا عاديًا، تتحول الأشياء التي تعجبك لأشياء عادية مملة، تنتهي لهفة لقائك ويتبلد شعور الاشتياق بداخلك، تمل من تفاصيل الحياة حتى تنفر منها، ينتهي العتاب والشغف ويتحول الحديث والسؤال لعادة، لواجب اعتدت عليه، وبالتالي ستمل وربما تفترق عندما تمر أكثر من ساعات دون أنتتحدث مع أصدقائك، أحبتك فلا تشعر أن شيء ينقصك، عندما تتأكد من مكانتك في قلوبهم من وفائهم وإخلاصهم لك، عندما تتحول كلماتهم لمجرد كلمات عادية لا تؤثر في قلبك وتصبح محاولاتهم لإسعادك محاولات تافهة لا قيمة لها، لا تقلق سينتهي كل شيءعندما ينتهي أنبهارك بهم. وتولول بأن الفرصة ضاعت من يدك، فلا يوجد في هذه الحياة فرص ضائعة كل ما فاتك لم يكن لك في الأساس ثم يزول كل شئ ظنناه بجهلنا باق، ونُفارِق ونُفارَق، ثم يَمُر كل الذي مرّ، وتبقى آثاره عالقة بين ضلوعنا، ويبقَى الله في كل حين جابر الخواطر...
هناك كلمات تتراجع أصابعي عن كتابتها رغم إنها صادقة وحقيقية... لذا انصح نفسي وأنت أيضا في اللحظة التي تخشى فيها وقوع قلبك منهزماً لهذه الحياة، لا تنسى أن الله قريب منك للحد الذي يجعلك صلباً لا تهزمك الدُنيا ولا يكسر كالبشر.