آخر تحديث: 10 / 11 / 2024م - 9:09 ص

هروب العاملات المنزليات.. بين قسوة المعاملة و”الطمع“ في المال

جهات الإخبارية تحقيق - زهير الغزال

لا تزال ظاهرة هروب العاملات المنزليات تقلق راحة كثير من الأسر في مجتمعنا، إذ يندر وجود بيت لا يستخد عاملة منزلية أو أكثر، وذلك لمواجهة المتاعب التي تشكو منها ربات البيوت.

واقع سهل

ولو بحثنا عن أسباب اتساع هذه الظاهرة لوجدنا أن بعضها يعود إلى الخادمة ذاتها، فبعضهن قدمن للعمل وفي أذهانهن تصوُّر يقودهن إلى نعيم العمل وسهولته، وجزالة مردوديته، وإذا ما فوجئن بواقع الحال الصعب، يبدأن التفكير في الهروب إلى واقع آخر أكثر سهولة وعائداً، فيسلكن طرقاً شتى يضج بها سوق العمل.

شبكة خفية

وبعض من أسباب الظاهرة يعود إلى وجود شبكة خفية تعمل على تحريض العاملات المنزليات على الهروب من منازل مخدومهن ليصار إلى بيعهن لأسر أخرى أكثر احتياجاً لهن.

وتظل ظاهرة هروب العاملات من المنازل، مشكلة قديمة متجددة، لكنها مؤرقة، وبرغم جهود تنظيم قطاع العاملات في المنازل، إلا أن هروبهن يعد القضية الأبرز.

معاملة سيئة

وعددت أفراح بنت إبراهيم كيتي، أخصائي نفسي وتعديل سلوك وناشطة اجتماعية وإعلامية من دولة الكويت الشقيقة، أسباب الهروب في المعاملة السيئة من أهل البيت أو عدم تحديد ساعات عمل محددة لها وتحميلها فوق طاقتها، وعكسه يكون التسيب من أهل البيت في معاملتها، والتغرير بها من قبل أشخاص للعمل في مكان أفضل أو للزواج، وبالنهاية قد تستخدم لبيوت الدعارة والأعمال المخلة وتقع تحت يد عصابات.

ضيق صدر

وأشارت إلى عدم مراعاة دفع مستحقاتها في وقتها شهريا أو تأخيرها والبعض يعاقبها على أي خطأ ترتكبه بقصد أو بدون قصد بالخصم من مرتبها البسيط والذي تعيش عليه أسرتها عليه، مشيرةً إلى عدم تفهم وضع العاملات نفسيا واجتماعيا وخاصة انها غريبة لا تتكلم نفس اللغة ولا تحمل عادات وتقاليد البلد، وتحتاج وقت للتمكن من التفاهم مع الأسرة والتأقلم مع الغربة، فالكثير من الأسر يتعامل معها بضيق الصدر.

ظروف خاصة

ولفتت إلى رغبة العاملة بالسفر لأهلها خاصة في الأيام الأولى للعمل بالمنزل أو ظروف خاصة ببلدها ورفض الكفيل التجاوب معها، متابعة: ”طبعا ممكن كذلك أن تكون هي سيئة ولا تريد العمل والاغتراب ولكن أسرتها في بلدها أجبروها“.

ألفاظ واستعلاء

وقال مسؤول الإعلام بجمعية إنسان لرعاية الأيتام موسى دلف المرزوق: ”في اعتقادي أن الأسباب مشتركة ونسبية في مسألة هروب العاملات المنزليات، فلا نرمي بالخطأ كاملا على العاملة المنزليه أو على أهل البيت، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك أسر وربات بيوت يعاملن العاملات وكأنهن عبيد ومتسلطات وبلا رأفة ولا إنسانية، فتطلب منها العمل ليل نهار وفي جميع الأوقات، وتحملها ما لا تطيق من المشاق، وتعاملها بقسوة وتتلفظ عليهاء بإلفاظ استعلاء، وهذا مخالف لتعاليم ديننا الحنيف، وللقيم الإنسانية“.

هروب منطقي

واستشهد بما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا“، متابعًا: ”وتزخر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكيفية تعامل مع خدمة، والأمثلة كثيرة، وبالتأكيد سوف تكون ردة فعل العاملات المنزليات الهروب“.

تأخير الراتب

وأكمل: ”ما يتسبب في هروب العاملات المنزليات أيضًا تأخير في رواتب الخدمات والمماطلة من قبل البعض لينتقص من حقها، أو ربما ليهضم حقها كاملا، وهذا وارد، لذلك فهي تضطر للهروب والقبول بأقل الخسائر“.

أخلاق سيئة

وقال: ”هناك الكثير من العاملات المنزليات، تكون على أخلاق سيئة، ولا تريد أن تتحمل الأعباء الموكلة لها بحسب العقد والشروط بين العاملة والمخدوم، فتريد الخلاص من هذه المهنة والبحث عمل من مكان لآخر بطرق غير نظامية، والحمد لله بدأت تتقلص هذه الظاهرة، بالتشديد وسن الأنظمة والقوانين الصارمة التي تحفظ حق الطرفين، وتنفيذ العقد المبرم دون إخلال به، وردع كل عاملات المنزليات هاربة تخالف النظام“.

عصابات تهريب

من ناحيته، قالت عضو هيئة الصحفيين حافظة بنت خالد الجوف: إن هناك الكثير من الأسباب يمكن أن تفسر ظاهرة هروب العاملات المنزليات، منها ما يتعلق بالعاملة نفسها، ومنها ما يتعلق بأنظمة العمل، ومنها ما يتعلق بالأسرة المستقدمة للعاملة، فالأمور المرتبطة بالعاملة تتمثل في وجود النزعة النفسية الداخلية لدى تلك العاملة والاستعداد لذلك حتى لو تواجدت في ظروف عمل طيبة داخل الأسرة، كما أنها قد تكون مدفوعة إلى ذلك من قبل وجود عصابات تعمل على مساعدة العاملات المنزليات على الهروب مقابل الحصول على أجور مغرية تصل إلى عدة أضعاف أجرها أو استغلالها في مكاسب أكبر من ذلك.

اعتلالات نفسية

وتابعت: ”مع الأسف وجود العمالة المخالفة لها دور كبير في تفشي ظاهرة هروب العاملات، وكذلك لا نغفل عن الأمراض والاعتلالات النفسية التي تعاني منها أغلب العاملات، منذ وصولها، أو عدم تكيفها مع أجواء الأسرة، وطبيعة العمل، ولكي نكون منصفين لا نلقي باللوم على العاملة فقط، فهناك العوامل المرتبطة بطبيعة العمل داخل بعض المنازل، فتشغيل العاملة طوال اليوم، وتحميلها أعباءً فوق قدرتها، وحرمانها من حق الراحة، كل تلك الأسباب تدفع بالعاملة للهروب“.

أنظمة مشددة

وأكدت أن البعض يستسهل هذه المشكلة ويبسطها، ولكن آثارها عميقة أكثر مما نظن، من هدر مالي، واستنزاف لجيوب المواطنين، وإيواء لقنابل موقوتة داخل المنازل، مضيفةً: ”لا بد من وجود أنظمة مشددة تحافظ على حقوق الطرفين إذا أردنا الحد من هذه الظاهرة بالإضافة إلى أنه لا يمنع أن تقوم وزارة العمل بمبادرات تثقيفية وتوعويه تلزم بها شركات الاستقدام للعاملات والأسر من أجل الحد من هذه الظاهرة“.

مقومات أساسية

فيما أشارت الأخصائية الاجتماعية بشرى بنت محمد الشهري إلى أن نقص المقومات الأساسية كالغذاء ونحوه، وقسوه المعاملة من ربة المنزل، وعدم إعطاء العاملة الوقت الكافي للنوم، وعدم دفع المرتب الشهري أو تاخيره أو الحسم منه، واعتماد افراد الاسره الكلي على العاملة المنزلية للقيام بكل مهمات المنزل، كل هذه أسباب تدفع العاملات للهروب.

رغبة في المال

وبين رئيس قسم الاعلام الأمني - أبوظبي ناصر بن عبدالله الساعدي أن ظاهرة هروب العاملات المنزلية تختلف على حسب الجنسية، وعلى حسب تعامل ربة المنزل لها، ومدى تعاطفها مع العاملة، فمثلا الإثيوبية تهرب بسبب رغبتها في المال الزائد، وضغوط أهلها في الخارج في الهروب والعمل مع المكاتب الخاصة اليومية لزيادة المال.

خدش الحياء

وأضاف: باقي الجنسيات فهروبها يعتمد على بعض النقاط، منها الهاتف والاتصال مع أحد العمال في الحي، وأن بعض المكاتب لها علاقة مع بعض العاملات للهروب بعض انقضاء مدة عقد الاسترجاع، وكذلك بعض العائلات لها دور كبير في هروب العاملات المنزليات بسبب خدش الحياء.

سوء المعاملة

وقالت شذى بنت علي الشقري: ”أرى أن الأسباب الّتي تدفع العاملات للهربِ من أربابِ العمل كثيرة منها سوء المعاملة والّتي تأتي في المقام الأول، فبشرٌ كرمهُ الله لا يرضى بأن يُهان على يديّ من خُلِق من ماء وطين مثله.. سوء الخُلق واستنقاص من هُم أقل منّا مُتفشٍ بيننا وهذا أمرٌ مؤسف كأن رسولنا عليهِ الصلاة والسلام لم يُحذرنا منه، والرحمة الّتي ورد ذكرُها في القران في نحوِ 286 موضع لم تكُن كافية للبعض لمنحهن وقت كافي للنوم وتقليص ساعات العمل.. فرُبما كُلفن بعملٍ اضافيّ أو طالهُن أذىً جسدي وكان سببًا رئيسيًا لنفاذِ صبرهن“.

رفض الواجبات

وأكملت: ”من جانبٍ أخر الحسنة لا تُدفع دائمًا بمثلها، وكما أدنتُ رب العمل سأسلطُ الضوء على بعض العاملات اللاتي يرفُضن القيام بواجباتهن رُغم الإحسانِ إليهن بتحريضٍ من أخريات، فكثيرًا ما سمعنا بقصصٍ مشابهة، كأن تُطالب العاملة بزيادة راتبها لأن زميلتها في منزل أخر تتقاضى أجرًا أعلى منها وتهدد بالرحيل بين فترةٍ وأخرى إن لم تنل مطلوبها! أو أن تكون على اتفاقٍ مع مجموعة من العاملات على الهرب والعمل في مدينةِ أخرى براتبٍ أعلى كما يُخيل لهن، في الحالتين يبتغين المال، هذه كلها أسباب تدفع العاملات لحزمِ أمتعتهن والبحث عن أي مخرجٍ للفرار وهذا ما ظهر منها الأعظم ما خُفي!“.

كثرة المشاكل

وقالت قائدة متوسطة الوزية بالأحساء خزماء بنت محمد القحطاني إنالحصول على عاملة منزلية بمواصفات مطلوبة يظل هاجس كل أسرة، خاصةً بعد كثرة المشاكل والجرائم التي يتفاجأ بها أفراد المجتمع بين الحين والآخر، ولعل أكثرها انتشارًا هو هروب العاملات المنزليات الذي قد يكون بسبب سوء المعاملة أو ضغط العمل بسبب كثرة أعداد الأسرة أو كبر مساحة المنزل وعدم قدرتها على القيام بأعباء العمل لوحدها، وأحيانًا يكون هروبها دون أي مقدمات، بالرغم من عدم وجود أي ملاحظات يلاحظونها الأسرة في الغالب قبل هروبها.

سوق سوداء

وتابعت: ”قد نعزو الأسباب إلى وجود شبكة لتهريب العاملات المنزليات وسوق سوداء لجني مبالغ مضاعفة من تأجيرهن في البيوت بالساعات أو الأيام أو حسب طلب الزبون وهذا برأيي هو السبب الأهم رغبة منهن بالتكسب بأضعاف أجورهن، ولا شك أن المواطن يتحمل مسؤولية ذلك كونه شريك باستقبالهن في بيته وبين أفراد أسرته بطرق غير مشروعة او دون الرجوع إلى المكاتب المعترف بها يدًا بيد لمصلحة وطننا الغالي الذي كفل للمواطن حقه وحرص على رغد عيشه“.

عقد نظامي

وقال عبدالرحمن بن عواض السيالي إن أبرز أسباب هروب العاملات المنزليات، هي المميزات التي تجدها العاملة المنزلية خارج عقد العمل النظامي، وهي التي تدفعها إلى الهروب، فهي تجد دخلًا شهريًا مضاعفًا، وإجازة أسبوعية، بعكس عملها النظامي الذي يفرض عليها القيود وعدم حصولها على إجازة نهاية الأسبوع، وحب المال وتحقيق دخل عالي هو السبب الرئيسي وراء عمليات الهروب، خاصةً أن رواتب العاملات المنزليات الشهرية تصل إلى «3000» ريال، ويزداد هذا المبلغ في بعض الأشهر مشعر رمضان المبارك.

إلغاء الكفالة

وأضاف: "لذا يجب على وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن تعيد النظر في طريقة استقدام العمالة المنزلية، وعقود العمل فالمعالجة للأمر تحتاج إلى إلغاء نظام الكفالة الفردية وتحويلة إلى نظام مؤسسي بحيث توفر المؤسسات الرسمية العمالة المنزلية بنظام التعاقد مع صاحب العمل، وضع نظام حازم وغرامات مالية على المشغلين للعمالة المنزلية الهاربة، لأنهم السبب الرئيسي في هذه الظاهرة مقابل ما يقدمونه من عروض مالية ومميزات عمل مغرية، تعزيز ثقافة التعاون الأسري في أدوار الأعمال المنزلية والاستعانة بالعمالة المنزلية بنظام الساعات.

أعمال شاقية

وحددت المعلمة المتقاعدة بتعليم الأحساء حصة بنت إبراهيم الديولي، أسباب هروب العاملات في الممارسات الخاطئة من بعض أصحاب العمل تجاه العاملة المنزلية؛ لإجبارها على العمل لساعات طويلة وهذه الحالات تقتصر على بعض الأسر، وعدم الحصول العاملة المنزلية من بعض الأسر على حقوقها المادية، وتكلفة العاملة المنزلية أعمالًا شاقة فوق طاقتها.

تهريب العاملات

وأشارت إلى أن من بين الأسباب حصول العاملة على رقم شخص متخصص في تهريب العاملات خلال تواصله مع عاملات أخريات، واستقدام بعض المكاتب لعاملات منزلية غير قادرات على العمل وفي ممارستها لعملها وعدم قدرتها على الأداء تحاول الهروب، وتفاديا لهذه الظاهره لابد من معالجة الاسباب المؤديه إليها لانتشارها بشكل غير منطقي يجب مراعات الانسانيه في التعامل مع العاملات وإعطائهم حقوقهم وعدم التسلط وارهاقهم باعمال فوق عبئهن مراعات الدقه من قبل المكاتب في اختيار العاملات واستقدامهن وإعطائهن أجرهن في وقته.

غياب أبسط الحقوق

وقالت مدير عام الخدمات الاجتماعية في الشئون الصحية في وزارة الحرس الوطني سابقا ومستشار اسري واجتماعي حاليًا الدكتورة سميحة بنت صالح الحيدر: إن أسباب هروب العاملات، هو عدم دفع مستحقاتهم المالية في وقتها، وحرمان العاملات من بعض حقوقهم الأسياسية، مثل الاتصال باسرهم، وعدم اعطائهم راحة خلال اليوم، اضافة الي اثقالهن بالعمل طوال اليوم باعمال المنزل ورعاية الاطفال وكانهن روبوت، وممارسة العنف الجسدي واللفظي من قبل لعض الاسر وذلك من اهانات ورقع الصوت والضرب وهناك حاللات تصل لكسر ابعض اعضاء الحسم.

أعمال كثيرة

وأكدت الدكتورة عايدة بنت علي نعمان الصلوي أن العمالة المنزلية هم أولئك الأشخاص الذين يعيشون داخل أسرة ويقومون ببعض أوكل الأعمال المنزلية وتقديم الخدمات لهذه الأسرة فيقومون بالاهتمام بالأطفال ورعايتهم وتنظيف المنزل وغسل الثياب وكيها ويقدمون الرعاية الكاملة لكبار السن المتواجدين في هذا المنزل وخاصة الذين أقعدوا ولا يستطيعون الحركة ويقومون بالتسوق وجلب كل احتياجات المنزل من السوق.

معاملة إنسانية

وأضافت: "أكيد ليس كل هؤلاء العمالة سواء بالخدمة أو الأخلاق أو التعامل ولكن إذا لقى العامل أو العاملة المنزلية حسن التعامل من كفيله وزوجته وأولاده وأن يعطيه الكفيل أجره المتفق عليه وان يحظى بمعاملة إنسانية تليق به كإنسان اولا وكعامل يؤدي عمله بإخلاص وأن يحصل على بقعة نظيفة في البيت حتى يخلد إلى نومه عندما ينتهي من أداء مهامه هل سيهرب العامل إذا لقي كل هذا الإحترام والتقدير".

معاملة ك ”عبد“

وأكملت: ”للأسف بعض الأسر تنظر لذلك العامل اوالعامله وكأنه عبد يتحكمون فيه كجهاز التحكم التلفزيوني، وبعض الأسر يتربى أولادها على تحقير ذلك العامل أو العامله لأنهم يرون قدوتهم تتصرف تلك التصرفات، والأزمة أن بعض الأسر تستخدم العنف الجسدي ضد العامل أو العاملة وهذا بحد ذاته يجرمه الشرع والقانون، فكل ذلك حتما سيؤدي إلى الهروب“.

هم وهاجس

وبين المستشار والباحث في الشؤون الاجتماعية والأسرية سلمان بن محمد العُمري، أن العمالة المنزلية أصبحت تشكل هماً وهاجساً على كافة المستويات، وفي إحصائية جديدة للهيئة العامة للإحصاء قفز عدد العمالة المنزلية في المملكة خلال عامين بنحو 1,21مليون عامل، حيث بلغ العدد بنهاية الربع الأول من العام الجاري 2020 نحو 3,60 ملايين عامل، مقابل 2,39 مليون بنهاية الربع الأول من 2018 بارتفاع نسبته 50,62 في المائة.

أمراض نفسية

وأكد أن العمالة المنزلية تتوزع بين الخدم وعمال التنظيف وحراس المنازل والاستراحات والطباخين، والمدرسين الخصوصيين والمربيات في المنازل والممرضين الصحيين، والسائقين والسائقات، وتمثل النسبة العظمى من تلك العمالة المنزلية ”الخادمات والسائقين“، ومع تزايد أعداد هذه العمالة تتفاقم المشكلات المتعلقة بهم كماً وكيفاً وفي النهاية المتضرر صاحب العمل، ولم تجد مشكلات العمالة من يغلق الملف بمعالجته على الوجه الأكمل، ومنها: ارتفاع تكلفة الاستقدام قياساً بالدول المجاورة، وهروب العمالة، دون تعويض المواطن المتضرر، بل الأدهى والأمر تحميله تذكرة سفرها بعد عملها بطريقة مخالفة لأنظمة البلاد، ناهيك عن الأمراض النفسية والعقدية والأخلاقية والصحية التي يحملها بعضهم.

دراسة استطلاعية

وتابع: قبل أكثر من ثمانية عشر عاماً قمت بدراسة علمية ميدانية، كانت بعنوان ”المرأة السعودية والعاملة.. دراسة استطلاعية لاتجاهات المرأة السعودية المتغيرة حول ظاهرة العاملة الأجنبية في المجتمع السعودي“، وظهرت في كتاب قدم له آنذاك الدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الإجتماعية الأسبق الذي أكد أن موضوع العمال الوافدين بعامة، وخدم المنازل والسائقين بخاصة موضوع شائك، يحتاج إلى دراسة متأنية ولا يعالج بالتنظير أو بالطروحات الارتجالية، وهذا الموضوع يبدأ علاجه بخطوة أولى وهي إدراك أن هناك مشكلة، وأن هذه المشكلة وصلت إلى حد الأزمة.

نتائج وتوصيات

وأكمل: في هذه الدراسة التي خرجت بنتائج وتوصيات عديدة تم الأخذ ببعضها من بعض القطاعات، ولا تزال الحاجة قائمة للنظر في التوصيات الأخرى، ودراستها من كافة الجوانب لأهميتها، وقد كان من التوصيات التي أخذ بها التوسع في إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال مع توفير جميع الإمكانات لها، وبخاصة المشرفات التربويات مع وجود الدعم لها من الجهات المختصة، وكذلك إنشاء مؤسسات معنية بالخادمات المتخصصات ومن المسلمات المؤهلات في المهنة، ويمكن تأجيرهن لذوي الحاجة باليوم أو الشهر مما يمكن معه الاطمئنان إلى حسن أدائهن وعدم الإخلال أو حدوث سلبيات، ولكن المؤسف حقاً أن الشركات التي قامت بهذا ركزت على الجانب المادي قبل كل شيء، وهو حق مشروع لها، ولكن ليس باستغلال الناس، والمبالغة في الأسعار من بعضهم حتى وصلت قيمة الإيجار بمكاسب تصل إلى 200 في المائة من القيمة الفعلية لأجرة الخادمة، لقد كان الجميع ينتظرون حلاً في هذه المكاتب للتغلب على جشع سماسرة الاستقدام في الداخل والخارج ولكن الشركات الجديدة انطبق عليها قول الشاعر: المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.

عادات وتقاليد

وقالت المرشدة الطلابية في المرحلة الابتدائية جودي بنت محمد النامي، إن أسباب هروب العاملات تتمثل في عدم مصداقية بعض المكاتب في بلدهم من ناحية نوع عملها وراتبها، وانصدام البعض بعادات وتقاليد البلد وعدم التكيف معها، وإغراءات سماسرة الشغالات برواتب عاليه وعمل مريح، وسوء تعامل بعض الأسر مع العاملة وتكليفها فوق طاقتها.

كسر القيود

وقالت قائدة المتوسطة الثانية بالمبرز التابعة لمحافظة الأحساء مريم بنت عبدالعزيز الصملة السبيعي: إن هناك أسباب عدة تؤدي لهروب العاملة المنزلية التي بات وجودها أمرًا ضروريًا، فمنها مادية قد يكن زيادة الدخل فالراتب الذي تتقضاه لا يحقق ماكان مخططًا له من قبلها، وقد يكون بسبب صحبتها بمثيلاتها وإغوائها على الهروب حيث الحرية وكسر القيود.

قسوة واستعباد

وتابعت: "أما من ناحية من تعمل لديهم فهناك أسباب عدة كسوء التعامل والقسوة والاستعباد متناسين أن عهد العبودية ولى وانتهى وكذلك عدم الاحترام والتقدير والتعامل الحسن

فما جاء بهاوجعلها تترك بلدها وأسرتها إلا شيء عظيم فلنحسن التعامل معها ونعاملها كإنسانة وحرة وليست أمة مستعبدة ومن صور الإحسان بل الواجب عمله اتجاه العاملة توفير الخصوصية لها بتوفير ومكان خاص بهالراحتها وكذلك المأكل والملبس ودفع مستحقاتها في وقتها ومنحها الراحة ولا ننسى أننا أحضرناها لمساعدتنا".

عادات اجتماعية

وقال المعلم بتعليم الأحساء سلمان الجزيري: ”من أهم المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا مؤخراً هي هروب العاملات المنزليات من المنازل، وهي ظاهرة ليست جديدة بل هي قديمة وعاني منها البيوت والكفلاء على حد سواء تسببت في العديد من المشاكل والسلبيات داخل المجتمع وهي في ازدياد، وهي بلا شك لها عدة أسباب، من أهمها المعاملة غير الجيدة التي تجدها العاملة من أصحاب المنزل، والمغريات التي تجدها من الخارج ومساعدتها على الهروب من كفليها، والعادات الاجتماعية التي تغيرت بحيث تخرج في اي وقت مما يتيح لها فرصة الهروب“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
akm.kdj
[ Qateef ]: 19 / 4 / 2021م - 12:58 م
هناك عدة اسباب : بعض الاسر يقمن بطلب خادمه لمساعدة مريض فقط ، وعند وصول الخامه تتفاجىء بطلب العائله لها بخدمه اخرى اضافه للخدمه التي جاءت من اجلها ، وهذا اضاف على الخادمه عبىء آخر مما يجعلها تفكر بالهروب والعمل مع عائله اخرى تتقبلها بطريقه غير مشروعه ( بإسم كفيل آخر ) لان عدم قبولها بالعمل يعني خسارتها كل شي ومنها ما دفعته الخادمه لمكتب بلدها ، وبعضهن قدمن بالدين لدفعه للمكتب .