الكتاب والاحتفال الخجول
لم تعلم وزارة الثقافة والإعلام بأن يوم الكتاب العالمي هو23 أبريل، ولعل المضحك المبكي في هذا اليوم أن الوسط الثقافي في المملكة تفاجأ بأن للكتاب يوماً يحتفلون به، فقامت بعض الأندية بمحاولة استدعاء الجاهزين من الكتاب للقيام بالاحتفالية، سواء بالحديث، أو للتوقيع على كتاب بالٍ لم يجد له صدى في المكتبات، وربما لم يسمع عنه أحد.
أبرزت هذه الاحتفالية ضعف وضحالة الاهتمام بالكتاب في الوسط الثقافي المحلي الذي لا يعطي الكتاب أهمية بقدر ما يهتم بالكتابة، ونجد الكاتب في العالم العربي، لا يستطيع حمل اسم «كاتب»، إلا بعد جهد علمي وبحثي ومعرفي، بينما نجدهم لدينا يتناثرون بين الأروقة دون أن يسبق لهم الدخول لمكتبة، أو زيارة معارض الكتب بهدف اقتناص المعرفة الجديدة، لا بهدف النزهة، وتكرار كلمة «لا جديد في المعرض».
لقد كنا فيما سبق نسمع عن احتفالية الكتاب في العالم وكأننا لا علاقة لنا بهذه المناسبة لا من قريب أو بعيد، ولكن قيام مدير عام الأندية الأدبية الناقد حسين بافقيه بتذكر هذه الاحتفالية والحديث مع الأندية الأدبية عن هذا الاقتراح، جعلها تقول «سمعاً وطاعة»، وتعمل هذه الاحتفالية بطريقة ارتجالية.
وبينما نحن نقرأ تلك التصريحات الخجولة حول الاحتفال بالكتاب، نجد أن مركز الملك عبدالعزيز الحضاري قدم احتفالية ضخمة بالكتاب، قام بجلب كتَّاب من العالم العربي، والغربي، وكتاب سعوديين من جميع أنحاء الوطن، ليتحدثوا عن ثقافة الكتاب وأهميته ومواقع التواصل الاجتماعي والتحرير الإلكتروني، وقد ضمت المنطقة الشرقية خلال هذه الاحتفالية «الصامتة»، ما يزيد على 50 كاتباً ومؤلفاً من جميع الوطن العربي، حضروا وغادروا المدينة بصمت وكأنهم يعيشون حالة من العزلة.
لماذا تم حرمان المتابع والمحب للكتاب من الالتقاء بهؤلاء الكتَّاب عن قرب ليتحاور معهم ويشعر بأن هناك اهتماماً به كإنسان، وليس مجرد الاحتفال بصمت بين جدران وأسوار الشركة، ولا نسمع عن هذه الاحتفالية إلا من خلال بعض الأصدقاء الذين حضروا ولم يستطيعوا الإعلان عن حضورهم، مستغربين بأن مثل هذه الندوات التي تم الترتيب لها بشكل مميز، لم تكن موجهة للجمهور، بل تم توجيهها إلى دفاتر الميزانيات والحسابات لنقول إننا احتفلنا وصرفنا مئات الألوف من الريالات على يوم الكتاب العالمي؟