تحذيرات من أضرار ”الحمية القاسية“ على الأطفال
حذر أخصائي التغذية رضي العسيف، من اتباع ”الحمية“ مع الأطفال لأثرها السيء على نموهم الجسمي، والنفسي.
وقال في محاضرته عبر حسابه في الإنستغرام ”سمنة الأطفال الحمية القاسية ليست حلاً“: ”لا نتعامل مع الأطفال كالكبار في موضوع الحمية“، موضحاً أن نقص بعض العناصر الغذائية يؤثر سلباً في نموهم.
وذكر أن الأطفال ”ليسوا بحاجة إلى حمية، ويكفيهم نظام غذائي صحي حياتي يتضمن احتياجاتهم“ يحدده أخصائي التغذية، باستثناء من لديهم مرض مزمن أو سمنة مفرطة.
وبين أن المعدل الطبيعي لإنقاص الوزن في الحمية الصحيحة ”كيلوين بالشهر“ أي نص كيلو بالأسبوع، وبنظام غذائي محسوب لا تنقص منه نسب مهمة ولا تزيد، محذرا بشكل خاص من حمية ”الكيتو“ على الأطفال، إلا من لديهم حالة ”صرع“.
وتابع أن نقص البروتينات يؤثر في نمو العضلات، كما تؤثر الحمية القاسية على الطول، تساقط الشعر، اختلال وقت الدورة الشهرية، الإصابة بالإكتئاب، نقص الفيتامينات الدائمة في الدهون.
وطالب الأهالي بعدم إقحام أبنائهم في ”هوس الحميات والريجيم“ والذي يصعب الإستمرار فيه، وقد يلجأون إلى العمليات الجراحية باكراً.
وحذر الأهالي من إجراء ”جراحة السمنة للأطفال“، مشيراً إلى أهمية وجود معايير واستشارة أخصائي تغذية وجرّاح ”أمين“، وسؤال أنفسهم كم سيستمر نجاح الأمر بعد العملية، وأن الموضوع لا يحتاج سوى تعديل نظام أبنائهم الغذائي وترك العادات الخاطئة.
وأكد أن أخصائيي التغذية والجراحين لاينصحون أصلاً بالجراحة ولا الحمية القاسية للأطفال، منوهاً إلى ضرر الأخيرة في إنقاص نسب التوازن المهمة في الغذاء لنمو الأطفال من ”الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون“.
وتطرق إلى مخاطر سمنة الأطفال في الإصابة بأمراض ”السكر، الضغط، الكوليسترول، العزلة النفسية بالمدرسة“.
وقال إنه بحسب تقرير مؤتمر ”الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع“ الأخير فإن 23% من السكان سيصابون بالسمنة بحلول عام 2023 وربعهم من الأطفال.
وذكر أن بداية السمنة عند الأطفال تقع في الثلث الأخير من الحمل بسبب ممارسات غذائية خاطئة من الأم تؤهله لها، وأن الخلايا الدهنية مسؤولة عن السمنة وتكبر وتزداد في السنتين الأوليتين من عمر الطفل، وأحيانا تكون بسبب مشكلة بالغدد لابد من الكشف عنها.
ولفت إلى أن دور ”الوراثة“ ضئيل، قياسا ”بالسلوكيات والعادات الغذائية الخاطئة“ التي يورثها الأهل للأبناء وتؤدي إلى السمنة.
ودعا الأهالي إلى رفد ”الأفكار الإيجابية“ بالنظام الغذائي والحمية لضمان الإستمرار عليها، وإلا سيكون مصيرها الفشل.
وعدد عشر أفكار إيجابية، ومنها " التشجيع وعدم استعجال النتائج، ضبط وتنظيم الغذاء لا الكبت الذي يحطم الطاقة ويدعو للتمرد، الحمية بالمرح والحب والتفاهم وأنها طريق الصحة والسعادة، النوم الكافي حتى لا تضطرب الهرمونات والتمثيل الغذائي.
وتابع: "مراعاة آداب المائدة بتناول الطعام في وقته، وعند الجوع، وعدم العجلة، تنظيم المطبخ وإخلائه من الأغذية غير الصحية، توفير البدائل المناسبة كالعصائر الصحية والفواكه المجففة، الإهتمام بالجسد الرشيق لا ما يناسب الفستان، الصبر والمثابرة، الإستفادة من شهر رمضان في إجراء نظام صحي.
ودعا إلى الاستفادة من دخول شهر رمضان واعتباره فرصة ذهبية ”لتقوية الإرادة واتباع نظام صحي صحيح، وعدم الإكثار من الأطباق وتحديد كميتها، وتجنب المشروبات الملونة“.
وختم بتحذير الحامل من المعتقدات الخاطئة كتناول الطعام ”عن اثنين“ والسؤال وقت المتابعة عن الغذاء الذي تحتاجه كماً ونوعاً، وأن تزودها الممرضة عند ملاحظتها زيادة في وزن الطفل عند التطعيم ببعض التعليمات في ذلك.
وانتقد بعض أخصائيين التغذية الذين يستعجلون بتقديم ورقة ”حمية“ للصغار كما الكبار، داعياً إلى افتتاح عيادات تغذية خاصة بالأطفال تسودها أجواء المرح والبهجة، وتوفير كتيبات ونشرات مناسبة لهم والسعي لاكتساب مهارات التعامل معهم.













